طقوس للفجر

لمْ أزَلْ أشدوْ
لُحُونَ الحبِّ جَذْلاً
وَعَصافيريْ تُغَنّيْ
تَمْلأُ الدُّنْيا نَشيْداً
وَتُحِيْلُ القَفْرَ رَوْضاً
زاهراً بَيْنَ
الصَّحارى

لمْ يَزَلْ بي
مِنْ نَهارِ الأمسِ نَبْضٌ
يُوقِدُ الأحلامَ
في عَيْنَيَّ حيناً
ثُمَّ يَخْبُوْ
في ظلامِ الليلِ وَهْناً
وانكِساراْ

ثُمَّ يَصْحُو
كُلّمَا للفَجْرِ
غَنّى عَنْدلبٌ وابْتََدَرْنا
نَقْطِفُ النَّجْماتِ عِقْداً
فتغَنَّىْ الكَوْنُ فَرْحاً
وازْدِهارا

وَمَضَيْنا
مِنْ شُعاعِ الشَّمْسِ
نَخْتاطُ رِداءً
إيْهِ يا أحْلامُ تِيْهِي
وانْثُريْ الأقمَارَ
تَغْدوْ ظُلْمَةُ الدّاجِيْ
نهارا

واسْكُبِيْ
في أكؤسِ الفَجْرِ
عَطاءً ونقاءً وسناءً
اثْقَلَ الفَجْرَ ظلامٌ
بَرِمَ الصّبْحُ
انتظارا

لَمْ تَزَلْ أصنامُ
" عَبْدُ الدَّارِ"
تَسْقينا غِواءً
و مُكاءً و نَقيعاً
في اعاريضِ التَّغَنِّيْ
وانْتِحاراْ

لمْ يَزَلْ لللاتِ
والعزّىْ طُقوسٌ
و مناةٌ لَمْ تَزَلْ
ازلامُها
نوراً وناراً

لمْ نَزَلْ مِثْلَ فراشات
تَظُنُ الوَهْجَ نوراُ
ثُمَّ تَهْويْ !
في لَظَى الأوْهامِ
تَعْرَىْ
تَنْسُجُ الحَيْفَ
دِثارا

لَنْ يَدُوْمَ الحَيْفُ
فامْضي " هُبَلاً "
في سُدُوْفِ الغَيِّ
لَنْ تَقْتاتَ نُوْرَ الفَجْرِ
لَنْ تَغْتالَ في عينيَّ
اَحْلامَ السَّهارَىْ