المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب فريد عبد العزيز
" ثلاث رسائل إليكِ "
نص ثلاثي الاجزاء , بل ثلاثي الجمال , يشع مقدرة أدبية , لقد أعجبت جدا في هذا
الربط الموفق , بين الصور الواقعية والخفقات الوجدانية , والتنقل الألق بينهما ,
ولا اخفيك سرّا , فأنا أكاد أجزم بأنك تعيش الذي قرأت , فقد كنت ألمح صورا
صادقة , بين المنظور والمحسوس , ومهما يكن من أمر , فقد سموت بهذه الثلاثية ,
وحلقت بنا في فضاءات عالمك الحميمي الدافء , وهو من نوع خاص جدا , لقد
كانت رحلة ممتعة حقا .
واسمح لي أيها الأديب الألق أن الامس بعض التصويبات في النص , وسأعيد كتابة
النص من جديد , لقد صوّبت الجزء الأول والثاني , وتركت الثالث لك , راجيا أن تتقبل
محبتي لك , ولهذا النص الرائع الذي حرضّني أن اراه بأجمل صورة , كما أرجو التكرم
بالعودة إلى كل تصويب لمناقشته , وطبعا ستجدني هناك ومعك .
"
(1)
سيدتي الجميلة
ربما لاتشعرين بما أشعر به من الوحدة التى أصبحت أعانى منها منذ إبتعادك عنى ، لم أكن أعلم ان الذكريات الجميلة سوف تتحول لنهايات مؤلمة ، ولم أكن لأصدق ما سمعته وقرأته من قبل عن حدة الفراق وتعامله غير الآدمي مع البشر.
بالامس كنت اترجل على كوبري قصر النيل فتذكرتك وتذكرت قطعة الشوكلا السويسرية التي أهديتيني إياها
ولازل طعمها من فمك عالقا فى فمي .
تذكرت رحلاتنا النيلية فى المراكب الخشبية الصغيره وانت تبتسمين وتنظرين للقمر وتنظرين لي وتقولين
إنك تشبهه كثيرا فافتعل الضحك وأتظاهر بالخجل وانا اشكرك- ولا أهتم.......
عفوا سيدتي أنا لا أحب القمر نهائيا ..... ولا أراه جميلا كي تشبيهيني به.. ولكن لا بأس ..... شكرا لك
عموما ياسيدتي انا ان كنت جميلا فقد كنت جميلا لوجودك بالجوار ... أما الان فانا لم اعد جميلا ولا استشعر بالجمال من داخلي أو من حولي .
سؤال:
لماذا أصبحت أحبك الأن أكثر؟؟؟.. هل لديك إجابة ؟؟؟
المرة الوحيدة التي رأيتك فيها "اون لاين" لم استطع ان امنع نفسى من الحديث معك ..... وجدتني اكتب على لوحة المفاتيح بعصبية وارسل لك ..... أكتب وأرسل. وانت لا تفعلين شيئا سوى قراءة كلماتي والرد بكلمة لا ينفع .....و الاعراف ....و التقاليد ... كلام الناس...... اننى ساخط على كل هذه الاشياء التى تمنعني عنك ..!!!!
ياسيدتي... لقد سمع الله قول الذين يجادلونني فى شرع الله ولعن من حرموا ما أحله ، فمنذ متى يستطيع الناس تحريم ما هو أحله ؟ فقط إسمحي لي ان اكون لك , ولو كره المتحفظون .
هل أخبرك سرا؟؟ .... فى هذا اليوم أخر ما كتبته " إن لم تعودي لسوف اموت" وعندما ضغطت مفتاح الارسال ظهرت لى هذه الرسالة:
Cannot find server or DNS Explorer
يومها كدت اثور ثورة عارمة............. ولكني تماسكت وتذكرت نصيحتك لى بضبط النفس وحمد الله على كل حال .....فحمدت الله على كل
حال........ اللهم لك الحمد والشكر على كل حال.
ماذا أسمي ما حدث ؟؟؟؟.........نحس ؟...... قدر ؟..........أم أنه الحظ العاثر الذى اتمتع به والذي حرمني من وجودك بالجوار .
(2)
سيدتي عودي إلي ...... شاركيني قراءة الصحف الحزبية وبريد الاهرام كل جمعة.... شاركيني الاستماع الى أغاني أم كلثوم..... وفيروز .....ومنير.. شاركيني الكلام واحاديث الهوى والغرام...... شاركيني قلبي وعقلي ودمي وروحي وجسدي وأيامي واحلامي وأوهامي ونجاحاتي وإخفاقاتي ... وعثراتي وذلاتي وحماقاتي ودموعي وإبتساماتي وصدقي وكذبي وإدعاءاتي وإبداعاتي وإرهصاتي ..
أتذكرين المرة الاخيرة التى ذهبنا فيها إلى السينما ؟ ... هل تذكريها حقا ؟... كان الفيلم سخيفا جدا .... ولكنى كنت مستمتعا جدا جدا ...
بيسارك التى لم تفارق يميني طوال الوقت..... كم هى رائعة لمسات اناملك ومداعبتها ليدي ..
هل انتِ من أحفاد موتسارت يا سيدتي ؟ كيف خلقك الله بهذة الروعة للعزف على أوتار جسدي وأناملي ؟ .... ان لمساتك كانت تتحول لموسيقى هادئة اسمعها من داخلي .. وأسكر من نشوتها....!!
محاولة مني للخروج من فورة الذكريات أشاهد هذا الفيلم المألوف.. فيلم( الكرنك) ...كنت تقولين انك تشعري بإنتمائك لهذا الجيل
وان فيلم الكرنك هو اكثر فيلم عبر عن صراعاتكم في السبعينيات رغم الحقد الاسود الظاهر فى أحداثه تجاه الثورة فى الخمسينيات.
وأتذكر حكاياتك لي عن أيام دراستك الجامعية وكيف كانت لك اراء وطنية وسياسية عظيمة .... إنت أيضا..... يا سيدتي عظيمة.
أبتسم وأنا اتذكر تحليلك السياسى لهذا الفيلم " طشاش " فأنا كما تعلمين أكره السياسة كرها لما.. وقد حاولتي كثيرا ان تجعلي مني سياسيا محنكا آناء الليل وأطراف النهار... ولم تفشلي ...بل فشلت أنا ... ربما السياسة فقط هى الشىء الوحيد الذى فشلت فيه معك .... ربما
حاليا انا لا أذهب إلى السينما .....لقد قمت بشراء "بروجيكتور" فى الشتاء الماضي وعندما أشتاقك أغلق الأنوار وأجلس وحدي فى غرفتي
أفتح شباكها وانقل عيني تاره لمشاهدة الفيلم وتاره لمشاهدة زخات المطر ...... وأراني ابتعد عن احداث الفيلم وأغوص فى أحداثك وذكرياتنا وتفاصيلك الدقيقة ....
كلما تذكرت غنائي لك تحت المطر أضحك بأعلى صوت فقد كنت أظن نفسى وقتها" العندليب الاسمر" ، وكنت تتحملين صوتي الاقرب الى نقيق الضفادع وانت توشكين على الانفجار من الضحك .....
لقد قلت لى يوما اننى كنت أظنك خبيثا وأخشاك والان أصبحت أحبك وأشفق على طيبتك الزائده .... ربما كنت تقصدين " عبيط " ولكنك فضلت تهذيب المعنى وفلترته .... عموما يا سيدتى انا لم أكن لاغضب منك وكل ما كنت تقولينه كنت أتقبله بقبول حسن.... بالمناسبة طالما انا كذلك كيف هنت عليك وتركتني ؟؟؟؟ بعد ما قلت انك لن تتركيني؟؟!!!!!!!!!!!!!!
"
تقبل احترامي وتقديري
أخوكم
د. محمد حسن السمان
والنص الثالث هنا غير مصوّب
(3)
سيدتي لماذا جعلت عمرك الذى تخطى الاربعين بقليل سببا لابتعادك عني وخروجك من دائرة حياتي !!!!! ....صدقيني لم أفكر يوما فى حاجز العمر بل لم اعتبره حاجزامن أساسه ..... ولكنك آثرتني على نفسك وفضلت ان أقترن بمن هى فى مثل عمرى أو أقل قليلا...... ولم أجدها ..... ولن أجدها.
سيدتي ... سيدتي يييييييييييييي
إما أن تعودي أو تعلميني كيف انساك.....
لقد تعلمت منك الكثير .... تعلمت لغة الحوار ومتى أتكلم ومتى أصمت .... تعلمت الضحك بصوت عال .... تعلمت حرفية العشق...... تعلمت الرسم على الجسد...تعلمت العزف على اوتار المشاعر.... تعلمت الادب والتحلي بالصفات الحميدة..... فكيف انساك ؟؟؟
سيدتي انت لاتعلمين من تكونين بالنسبة لي .... انت الام .... والاخت .... والحبيبة.... والصديقة .... والرفيقة ..والعشيقة .... ودوما أنا بحاجة إليك .
الى متى يا سيدتى أتغنى بأسمائك الحسنى بعزتها ولا أشعر فى روحى المسك والعسلا .... ألى متى يا سيدتى تزينين الجمال بفتنتك وتتركينى لقبح صفاتى وعاداتى وفيك كل الحسن قد نزلا