أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بيني وبينها لقاء!!!!!

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي بيني وبينها لقاء!!!!!

    لا أدري ماذا أسميك؟؟ أهل أنت سمري أم سنائي؟؟؟
    أسميك تجاوزا بحرف السين،
    إنني قد تعرفت عليك بطريقة أستحضرها في دماغي، وكأنها لمحة قطعت من الزمن،
    ولا زلت أتذكر تفاصيلها وكأنها شريط سينمائي له بدايته ونهايته،
    لم يكن تعرفي عليك وسيلة من الوسائل أحاول بها أن أدس رأسي في التراب... كما تفعل النعامة... وذيلي ملطخ من قبل غيري بطرح الأسئلة المباشرة والغير المباشرة.
    إنني قد كنت محظوظا بمعرفتك، كما أرى أنك محظوظة بمعرفتي، والنتيجة أننا لم نخسر شيئا فيما بيننا، قد عدت من الطريق الذي مررت به أولا بدون نباح الأحداث، لكنك وإن اعتقدت قوتي أو شراستي، ستشعرين في يوم من الأيام بأنني على الرغم من نباهتي ساذج... وسترين بين عينك صورتي مفسرة بالتفسير الصحيح، مطولة في حجمها الموعود، قصيرة في تضاريس ألوانها وأطيافها الكامنة فيها، وقبل أن تصلي إلى هذه القناعة، لا بد لي من توضيح أمور لا بد من معرفتها، والأمر على ما أعتقد، لا يشكل التباسا في مخيلتك، لأن الحسم فيه قد حصل من جهتك، فانتهت القضية بالنسبة لك، لكنني بالنسبة لي لم تنقض، ولم تنفصل عن ذاتي، ولا أعني انفصالها على مستوى الشعور فقط، بل حتى على مستوى التجليات المتأثرة بهذا الصنيع المتهادي بين مدي البقاء والهروب، فربما تهلهلت صورتي التي كنت تتصورين بها إنسانا مثلي، وهذا إن لم يكن له أثر عليك لإيمانك بلغة القلوب، فيكفيك أنها غلطتي الكبيرة، وزلتي العريضة، إنني لا أريد أن أصنع أناسا ينظرون إلي بعين متهالكة في البغض والاحتقار، ولا أريد أن أركب في كهوف مظلمة موحشة، والدافع إلى هذا الشعور، وإن لا أراه مستساغا في جنابك، ما رأيناه في حياتنا وحياة أمثالنا ممن خشنت يد الحياة في وجوههم فلمسوها متحجرة لا تفي بالرغبة المثلى من الوجود، إنهم عوملوا بدون شفقة ولارحمة، لكنني وإن خشيت من هذا، فإنني أرى تحضرك و سمو أخلاقك يمنعك من أن تجعلي سقطات القلوب سببا للإستبذاء والاحتقار.
    حرف السين،
    إن الاعتراف سيد الأدلة، لكن هوان الروح سبب الاحتراق في سبيل لا يرى فيها الإنسان نفسه محتاجا إلى ورودها، فماذا عسانا أن نقول مع إنسان فارغ عطل؟؟ وماذا أمكننا أن نكتب من كلام عن ذات يشعر صاحبها بتذبذب في دفقات تاريخه، ويحس بأنه يعيش لحظات تهدمت فيها أحلامه، وتقوضت فيها أعلام مملكته، وتصدعت فيها مرامات أحلامه؟؟؟؟؟؟؟؟
    إن الواقع الذي يعيشه هذا الرجل يستدعي منا أن نناصره على تكالب الحدثان،وأن نسانده في طريقه الوعر المرعد، لعله يستقيم مشيه، ويتسع منطقه، لكننا إن قسونا عليه اتهمناه بالخفة والطيش، وإن تعدينا طورنا وصفناه بما يدعه سبة وعارا على جبين لطف الحياة، ونعتناه بما يدع البؤس يطارده في دروب معاشه.
    حرف السين،
    قد أحسست بك في اللحظة التي أحسست بها، فأنا أحسست بك، وأنت أحسست باللحظة، وهنا الفرق، وأنا متأثر هنا بالأثر الممنوح، وأنت سالبة بدون انفعال، لكنني ولو حاولتِ تصويرك كآلة ميكانيكية لم تحركها شعوراتها، فإنك بالنسبة لي شاعرة تنبعث منها إيقاعات جميلة توحي لي بملايين المشاعر، فهل تصدقينني !!!!!!!!! إذا قلت لك بأنك أحسن بالنسبة من عشرات الكاتبات اللواتي استدعاهن الشبق إلى رحاب الكتابة، فلا الكتابة أحسن، ولا العهر أتقن، وصدقيني إن قلت هذا، فلا تعتبريه مني مجاملة أو كلاما ساقطا توحي به لحظات الغزل الكافر!!!!! بل هو كلام نابع من فؤاد يحس المعنى في كل منحى من جهات الحياة.
    سميرة،
    إن إحساسنا لم يكن متبادلا وهذا فطري، لأنك أنثى، وأنا رجل، ومن عادة العرب ونحن شئنا أم أبينا تأثرنا بطقسهم البدوي الصحراوي أن المرأة لا تفصح عندنا بما يستكنهنه روحها من مشاعر وتأوهات، ربما قد تكون لطفا إلهيا، وربما قد تكون غضبة هاشمية تهشم كل شيء تجمَّع في عالم المشاعر والإحساس، و ربما سقيا تزرع بلايين الورود في طريق من مقتهم الحظ، لكننا وإن لم نتبادل البوح بالإحساس، فإننا قد تبادلنا حدودا ممكنة من الزمن الفاصل بين مرحلتين لا محيد من الوصول إليها، مرحلة ينبت فيها هذا الزرع في ذات تتوحد فيها الأرزاء، ثم تيبس الكلمات في جرداء قاحلة قد أجرتها الأقدار قاعا صفصفا بين الحلم والواقع، ومرحلة سنبكي فيها بكل الألفاظ المترعة بالحزن الأليم، فما تبادلناه كان ممتعا في لحظة لم نفكر فيها بعقل معاشي، وحين فكرنا صار العناد محلا مورودا لبعضنا، فلو فكرنا في ما تبادلناه بجنون، وكانت الشبكتان فارغتان من السؤال والمنطق، أدى بنا ذلك إلى الاصطدام مع غرور الواقع، وكبرياء المجتمع، بل نتعدى هذا إلى مقاومة الطقس المفروض علينا، ولا أظن الأمر سيقف حاجزا وإن تأبى علينا أن نرى الوجود في كفتنا راجحا.
    حرف السين،
    هذا تصورنا قبل الشروق، وحين أشرقت أحلامك صارت كوابيس ترين بها الوجود كما يحلو لك، وتلك حريتك، ولا يحق لأحد أن يمنعك من التفكير في ما ترينه حلم الغد أو اليوم، لكنه يبقى حلما عندك لا يتنظر مني إلا أن أباركه بكلامي، وإن أضمر له شيئا في قرار نفسي، لأنني أستشعر أن الأمر خطير جدا.....
    استشعر بأن مجموعة من المكابح تحول دون فرض تفكير معين على دماغك، وهذا متعذر جدا، وإن أدركتني سكرة من عقارك ظننته صحيحا في ترتيب النتائج عليه ولو على المدى القريب، إلا أنه بعيد التحقق، وربما قد نستطيع أن نناله لو كانت المغامرة جائزة في قوانين المقامرات التي تجري خيولها في حلباتنا تأمل كسب الرهان.

  2. #2
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    لا أدري ماذا أسميك؟؟ أهل أنت سمري أم سنائي؟؟؟
    أسميك تجاوزا بحرف السين،
    إنني قد تعرفت عليك بطريقة أستحضرها في دماغي، وكأنها لمحة قطعت من الزمن،
    ولا زلت أتذكر تفاصيلها وكأنها شريط سينمائي له بدايته ونهايته،
    لم يكن تعرفي عليك وسيلة من الوسائل أحاول بها أن أدس رأسي في التراب... كما تفعل النعامة... وذيلي ملطخ من قبل غيري بطرح الأسئلة المباشرة والغير المباشرة.
    إنني قد كنت محظوظا بمعرفتك، كما أرى أنك محظوظة بمعرفتي، والنتيجة أننا لم نخسر شيئا فيما بيننا، قد عدت من الطريق الذي مررت به أولا بدون نباح الأحداث، لكنك وإن اعتقدت قوتي أو شراستي، ستشعرين في يوم من الأيام بأنني على الرغم من نباهتي ساذج... وسترين بين عينك صورتي مفسرة بالتفسير الصحيح، مطولة في حجمها الموعود، قصيرة في تضاريس ألوانها وأطيافها الكامنة فيها، وقبل أن تصلي إلى هذه القناعة، لا بد لي من توضيح أمور لا بد من معرفتها، والأمر على ما أعتقد، لا يشكل التباسا في مخيلتك، لأن الحسم فيه قد حصل من جهتك، فانتهت القضية بالنسبة لك، لكنني بالنسبة لي لم تنقض، ولم تنفصل عن ذاتي، ولا أعني انفصالها على مستوى الشعور فقط، بل حتى على مستوى التجليات المتأثرة بهذا الصنيع المتهادي بين مدي البقاء والهروب، فربما تهلهلت صورتي التي كنت تتصورين بها إنسانا مثلي، وهذا إن لم يكن له أثر عليك لإيمانك بلغة القلوب، فيكفيك أنها غلطتي الكبيرة، وزلتي العريضة، إنني لا أريد أن أصنع أناسا ينظرون إلي بعين متهالكة في البغض والاحتقار، ولا أريد أن أركب في كهوف مظلمة موحشة، والدافع إلى هذا الشعور، وإن لا أراه مستساغا في جنابك، ما رأيناه في حياتنا وحياة أمثالنا ممن خشنت يد الحياة في وجوههم فلمسوها متحجرة لا تفي بالرغبة المثلى من الوجود، إنهم عوملوا بدون شفقة ولارحمة، لكنني وإن خشيت من هذا، فإنني أرى تحضرك و سمو أخلاقك يمنعك من أن تجعلي سقطات القلوب سببا للإستبذاء والاحتقار.
    حرف السين،
    إن الاعتراف سيد الأدلة، لكن هوان الروح سبب الاحتراق في سبيل لا يرى فيها الإنسان نفسه محتاجا إلى ورودها، فماذا عسانا أن نقول مع إنسان فارغ عطل؟؟ وماذا أمكننا أن نكتب من كلام عن ذات يشعر صاحبها بتذبذب في دفقات تاريخه، ويحس بأنه يعيش لحظات تهدمت فيها أحلامه، وتقوضت فيها أعلام مملكته، وتصدعت فيها مرامات أحلامه؟؟؟؟؟؟؟؟
    إن الواقع الذي يعيشه هذا الرجل يستدعي منا أن نناصره على تكالب الحدثان،وأن نسانده في طريقه الوعر المرعد، لعله يستقيم مشيه، ويتسع منطقه، لكننا إن قسونا عليه اتهمناه بالخفة والطيش، وإن تعدينا طورنا وصفناه بما يدعه سبة وعارا على جبين لطف الحياة، ونعتناه بما يدع البؤس يطارده في دروب معاشه.
    حرف السين،
    قد أحسست بك في اللحظة التي أحسست بها، فأنا أحسست بك، وأنت أحسست باللحظة، وهنا الفرق، وأنا متأثر هنا بالأثر الممنوح، وأنت سالبة بدون انفعال، لكنني ولو حاولتِ تصويرك كآلة ميكانيكية لم تحركها شعوراتها، فإنك بالنسبة لي شاعرة تنبعث منها إيقاعات جميلة توحي لي بملايين المشاعر، فهل تصدقينني !!!!!!!!! إذا قلت لك بأنك أحسن بالنسبة من عشرات الكاتبات اللواتي استدعاهن الشبق إلى رحاب الكتابة، فلا الكتابة أحسن، ولا العهر أتقن، وصدقيني إن قلت هذا، فلا تعتبريه مني مجاملة أو كلاما ساقطا توحي به لحظات الغزل الكافر!!!!! بل هو كلام نابع من فؤاد يحس المعنى في كل منحى من جهات الحياة.
    سميرة،
    إن إحساسنا لم يكن متبادلا وهذا فطري، لأنك أنثى، وأنا رجل، ومن عادة العرب ونحن شئنا أم أبينا تأثرنا بطقسهم البدوي الصحراوي أن المرأة لا تفصح عندنا بما يستكنهنه روحها من مشاعر وتأوهات، ربما قد تكون لطفا إلهيا، وربما قد تكون غضبة هاشمية تهشم كل شيء تجمَّع في عالم المشاعر والإحساس، و ربما سقيا تزرع بلايين الورود في طريق من مقتهم الحظ، لكننا وإن لم نتبادل البوح بالإحساس، فإننا قد تبادلنا حدودا ممكنة من الزمن الفاصل بين مرحلتين لا محيد من الوصول إليها، مرحلة ينبت فيها هذا الزرع في ذات تتوحد فيها الأرزاء، ثم تيبس الكلمات في جرداء قاحلة قد أجرتها الأقدار قاعا صفصفا بين الحلم والواقع، ومرحلة سنبكي فيها بكل الألفاظ المترعة بالحزن الأليم، فما تبادلناه كان ممتعا في لحظة لم نفكر فيها بعقل معاشي، وحين فكرنا صار العناد محلا مورودا لبعضنا، فلو فكرنا في ما تبادلناه بجنون، وكانت الشبكتان فارغتان من السؤال والمنطق، أدى بنا ذلك إلى الاصطدام مع غرور الواقع، وكبرياء المجتمع، بل نتعدى هذا إلى مقاومة الطقس المفروض علينا، ولا أظن الأمر سيقف حاجزا وإن تأبى علينا أن نرى الوجود في كفتنا راجحا.
    حرف السين،
    هذا تصورنا قبل الشروق، وحين أشرقت أحلامك صارت كوابيس ترين بها الوجود كما يحلو لك، وتلك حريتك، ولا يحق لأحد أن يمنعك من التفكير في ما ترينه حلم الغد أو اليوم، لكنه يبقى حلما عندك لا يتنظر مني إلا أن أباركه بكلامي، وإن أضمر له شيئا في قرار نفسي، لأنني أستشعر أن الأمر خطير جدا.....
    استشعر بأن مجموعة من المكابح تحول دون فرض تفكير معين على دماغك، وهذا متعذر جدا، وإن أدركتني سكرة من عقارك ظننته صحيحا في ترتيب النتائج عليه ولو على المدى القريب، إلا أنه بعيد التحقق، وربما قد نستطيع أن نناله لو كانت المغامرة جائزة في قوانين المقامرات التي تجري خيولها في حلباتنا تأمل كسب الرهان.

  3. #3
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    حرف السين،
    إن وضعي قائم بذاته، ووضعك قائم بذاته، وبينهما تصادم وتناف، وأخشى أن تقولي: لم جئت كالشيخ الغير المرغوب فيه؟؟
    سأبشرك بأنني قد أتيت بهزة خفيفة، فلا تراعي، ستعود الأمور إلى نصابها، وستخلدين إلى ذلك القط الذي ينام بداخلك ينتظر منك كلمة وحي تجعله رسولا يحرك منك ذرات حياتك في بعدها الدوني.
    حرف السين،
    أكتب لك الرسالة الثانية لأعرفك بنفسي كما أنا، ومن خلالها سترين جانبا آخر من إنسان تعددت مشاربه، وتنوعت تقاليد عقله، لا أخالك لا تعرفينني كاتبا، وأنت تعرفين من هو الكاتب في عالم موبوء كالعالم الذي أعيشه، بل رأيت بأم عينيك كيف أنسج ذلك العالم بيدي، وكيف أتفاعل معه روحا وشعورا، وأنا كما رأيت مني غير مقتنع بما أفعل، ولا راض بما ألم به، وكأنني أدر الرماد في عيني لئلا ترى هذا الواقع كما تتم تقاسيم وجهه وتفاصيله، كل هذا تعرفينه، ولا أدري أنني أتيت بجديد، وهذه حقيقة، لكن يجب أن تعلمي بأنني كاتب بالطبيعة والسليقة، وهذا أمر آخر تعرفينه لا يضيفك معرفة زائدة، لكنك لا تعرفين أن الكاتب مجنون بين قومه، فشأنه شأن العشرات من المصلحين الذين يحاولون ترميم المتهاري من بناء القيم والأخلاق، وهذه خاصية لا تعرفينها مني، فكوني كاتبا يفرض علي أن أخالف النواميس التي يتحرك في فلكها كثير ممن يرون أنفسهم فوق الواقع...
    إن الكاتب مهمته أن يعري الخبايا من الأفكار والمعتقدات والسلوكات....
    إن الكاتب من عادته أن يشاكس الواقع ويخالفه ولا يداجنه....
    إن الكاتب من عادته أن يعيش بعقل مزدوج يرى من حيث لا يُرى، وهذه طبيعتي، فلا أظنك إن أحسنت التفكير في عقلية الكاتب ومزاجه المختلف، وتناقضه المستفز، واستفساره المستمر، سترتابين مما يحدث مني، فلو يا سيدتي، وأنا أقولها لوعة وارتياعا كنت مراعيا للطقس والنسق والعادة والعرف لكنت حاكيا للآخرين لا مبدعا لنمط من الحياة، ولا عائشا بالتصور الهالك لعقلي، لكن المحير في عملية الفهم بالنسبة لك، ما أنا متلبس به من أمور ترتبط بشخصيتي الظاهرية أكثر مما ترتبط به أعلاق نفسية تجعلني كاتبا حرا أؤمن بحرية الآخرين، وأسعى أن أتعايش معهم في حدود نظيفة، وأرقب لحظة أرى فيها الوجود بدون أقنعة وصمامات نفاق.
    حرف السين،
    إن نبا القلم، ونزت مني عبارات مستهترة فلا تحسبيها إلا من هذه الطينة التي جعلتني طريحا على فراشي بسعار لأوحى إلي أن أكتب إليك بوحي المجنون، وأنت تغطين في نومك، وتترددين في تهاويم أحلامك، وفي أقرب حدود تفكيري، لو كنت مسيقظة فأنك لا تفكرين إلا في فارس أحلامك، وربما سيكون سيدا قريبا من قلبك لتوافر الظروف المحيطة به، وتواعد الإرادة على تحقيق المناط، فلا تقولي هذا شأن شخصي، بل هو فوق كونه شخصيا بالنسبة لك، فهو أمر ضروري بالنسبة لي، لأن الحياة بدون مشاعر عاطفية فلاة جافة ومجدبة، لكنني لا أرضى لأحد أن يكون طارقا لذلك الباب الذي أحسست أنه يحتاج إلى طارق مجيد يدفع ثمن ما يستحق الجناب من بهاء وكمال، وهذا إن حصل منه وهو المحظوظ، فقد حق لي أن أغار، ولو لم يكن هناك رابط عقد يجمع بيننا، هذه طبيعتنا ونحن نعاند الحياة، ونشاكس المحال، ونبني أبراجا من الوهم، ونؤسس قناعات ولو كانت ممتنعة الحصول..... إن سعادتك تهمني كثيرا، وأنا أعلم أنها مفقودة في جنابي، لكنني أكره دون الباب أرقب الفتات الذي تمنحه جولات العصر والليل على شاطئ المدينة.
    حرف السين،
    إن الكاتب يحزن، إن الكاتب يبكي، إن الكاتب ينتقم، تلك عادته وهو يعذب ذاته ليحكي الحياة في فطرتها قبل أن تمسها يد البشر بالتهذيب، وقبل أن تلبس لبوسا أخرى، وتتقنع بحجب كثيفة استحالت معها طبيعتها إلى خداع موارب، وأنت يا سيدتي لن تستطيعي أن تصنعي من الحدث مأساة (تراجيديا) درامية لتعودي إلى طبيعتك الأصلية، وأنا أصنع من المحال ممكنا، ومن العذاب رحمة، وأنت يا سيدتي وإن حاولت ففي حدود ضيقة لا تسف بكونك قطة لها فروة جميلة تخفي من ورائها مخالب تقرض بها كثيرا من آمالها وأحلامها، وأنا لا أخفي أضراسي وهي تتضرس احتكاكا لتنتقم من روحها الآسنة، فمتى ستكونين كاتبة لتصابي بجنون الحرف؟؟؟ ومتى تكونين مجنونة تستدعيك لحظات الشقاء إلى بساط الأنس والقرب، سيدتي إن الحرف الشقي لا يرضى إلا بتحريك السواكن من حياتك حتى ترين من الوجود ألف ألف كتاب تقرئينه من خلال ترتيبك للأحلام المبتورة، وتألمك على الوعد الشقي الذي بدا طفلا غريرا، ثم استدار كوكبا ترتفع درجة الحرارة فيه بشكل مخز للروح، ومثر للحاسة الموجودة في داخلك وأنت لا تشعرين إلا بالعادات المحرقة، والتقاليد الهازلة، إننا رغم كوننا بشرا عقلاء، فنحن نفقد أقرب الأفكار إلى تصور غيرنا من الكائنات الحية معنا في مجموعة كوكبنا.
    حرف السين،
    هذا هو الكاتب فهل من عتاب ؟؟ هذه لمحة موجزة عن رجل صار معجما للحزن والألم، وموعدا لكل حرف ثائر متمرد........
    حرف السين، لا بد من وضع دستور بين عينيك حتى يمكن لك من خلاله أن تري سبعة أحرف في جملها المركبة، إن الصمت المطلق ليس سبيلي، والكلام المطلق يكاد طبعي يقترب منه، والحب عندي أن أرى الوجود معاندا مشاكسا فأبنيه وقف قناعاتي، والجمال عندي أن أخلد إلى روحي، فحين أسائلها لتجيبني صادقة بأنها أحست بدبيب يخترمها طولا وعرضا، والمال عندي هو ما نبذره في سبيل رغباتنا وأحلامنا، أما ما نحصيه للغد فليس إلا سوءا في التقدير، والجاه عندي ما تأسس على مبدإ العراك، والقوة عندي أن تكون دائما ضعيفا في المواطن التي تحتاج فيها إلى القوة، والمنصب عندي أمل العجزة والمخرفين، والحياة عندي خصام وشجار مع ما أذيلت به الفطرة،
    والتاريخ هو ما نخفيه في خلواتنا، والدين عندي ما صنع الرجال، هذا جملة من قناعاتي وأخشى أن تكوني ممن يرون الوجود مسرحا تتبارى فيه الأوهام.
    وهم الجاه،
    وهم المنصب،
    وهم المال،
    وهم المركز،
    أوهام كثيرة، وإن شئت تصديقي، فأنا أنظر إلى الأشياء بنظرة مخالفة، ونظرتي قد تكون نوعا من الانفرادية التي تجعلني كاتبا،
    لكن نظرتي مخاض روح، وذات استثنائية تعيش نادرة،
    شاردة،
    تائهة،
    تحتاج إلى قوة مغناطيسية تجمعها،
    هذا وهمها المستبد بها،
    ولا محالة ستجد في يوم ما نظاما يجمعها،
    وسلكا ينظمها،
    حرف السين،
    قد اغرورقت عيناي بالدموع،
    وأعرف بأن مصيري دائما كلمة وداع،
    فهل ستقولينها؟؟؟؟؟
    ربما تثور منك !!!!!
    أتمنى أن لا نحرج بها في يوم نريد فيه أن نكون إلى جانب الوجود.....

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 396
    المواضيع : 3
    الردود : 396
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    اخي العزيز

    مع انها طويلة الا اني وجحدتها تحمل الكثير من المشاعر والاحاسيس

    سلمت يداك

    مودتي
    مادلين

المواضيع المتشابهه

  1. لقاءٌ ودّيٌّ بيني وبيني .
    بواسطة أشرف حشيش في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-08-2020, 01:58 AM
  2. بيني ... وبينها
    بواسطة ياسر سالم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 23-12-2014, 08:03 AM
  3. بيني .. وبينها (3)
    بواسطة ياسر سالم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 18-11-2013, 07:42 AM
  4. بَيْني و بَيْني/كَ...
    بواسطة هدى عبد الرحمن في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-06-2010, 07:51 PM
  5. تبا للكراسي الفارغة التي جمعت بيني وبينها
    بواسطة بنت بجيلة في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-11-2006, 08:43 PM