المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي
الشاعرة المبدعة الأستاذة غيداء الأيوبي
اسمحي لي أن أعبر هنا سعادتنا بك بيننا شاعرةً متميزةً ، كما أحب أن أرحب بهذه المحاولة مع احترامي لجميع الآراء ، لأنني أرى أنه لا غضاضة بمحاولة اكتشاف بحور جديدة بشروط ثلاثة
الأول : أن يكون جديدا بالفعل ، وهذا ما تحقق هنا بشهادة الأستاذين الفاضلين الشاعر القدير الدكتور سمير، والباحث المتبحر الأستاذ خشان
الثاني: أن يكون الوزن مطردا وهذا أيضا ما أثبته أساتاذانا الفاضلان
الثالث: أن يكون مقبولا من ناحية الذوق، وهذا محل خلاف، ولكنني أحب ألا نتعجل في رفض بحر جديد من جهة الذوق ، لأن الرفض في هذه الحالة ربما كان بسبب من عدم الإلف .
أما ما تفضلت به من أسئلة فإنني أقول إن المعرفة النظرية بعلم العروض ليست شرطا في إبداع الشعر
لأن الفيصل هنا هو الإتقان.
ولهذا يقول الشاعر:
|
قد كان شعر الورى صحيحا |
من قبل أن يخلق الخليل |
|
|
وحتى في العصر الحديث فإنه من المعروف أن الشاعر الكبير الرائد محمود سامي البارودي لم يكن عارفا بقواعد علم العروض ومع هذا كان عملاقا في الشعر.
وسوف ترين في مناقشتي مع أستاذي الفاضل الأستاذ خشان ما قاله ابن سنان - في سر الفصاحة -: والوزن هو التأليف الذي يشهد الذوق بصحته أو العروض. .. والذوق مقدم على العروض فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه.
كما سترين أن الشعور مقدم على الوزن كما في قول ابن رشيق:" إنما سمي الشاعر شاعرا؛ لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره. فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه أو استظراف لفظ وابتداعه ، أو زيادة قيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر؛ كان اسم الشاعر عليه مجازا لا حقيقة ولم يكن له إلا فضل الوزن ، وليس بفضل عندي مع التقصير".
ليس معنا ذلك أن هذا العلم غير ضروري بل هو في غاية من الأهمية لأنه بالإضافة إلا ما وهبه الله الشاعر من شارية ، من أدوات التمكن مثله مثل اللغة والنحو والبلاغة ، ولأن به يقف الشاعر على ما يتاح له وما لا يتاح من الزحافات والعلل التي أرى أنك بحاجة ماسة إليها حتى لا تأتي جميع أبياتك -كما لاحظ أستاذنا خشان بحق - على وتيرة واحدة قد تسبب رتابةً في الإيقاع.
ودمتِ بكل الخير والسعادة والإبداع
مصطفى