أصلها لاتيني وتتألف من مقطعين: (ديمو: ومعناها ذاتي) و(قراطيا: ومعناها قرار أو حكم أو رأي) وهي مأخوذة بلفظها إلى معظم اللغات المعاصرة.
(الدِّيموقراطيّة) (سياسيًّا): هي إحدى صور الحكْمِ التي تكون فيها السيادةُ للشعب. و(اجتماعيًّا): هي أُسلوبٌ في الحياة يقوم على أَساس المساواة، وحرّية الرأْي والتفكير.
ولعلنا نلحظ أن هذه الكلمة بمعناها الصادق المجرد هي أحد قواعد الحكم الإسلامي الذي أرساه الحق وأكده الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإرساء مبدأ الشورى بمفهومه الحقيقي. يقوم تعالى (وأمرهم شورى بينهم) وبهذا فهي قد سبق الإسلام ما يدعيه المدعون من جميل المعنى الذي تتحلى به الديموقراطية وسوء تطبيقهم لها.
ولو نظرنا إلى المفهوم الأكثر عمقاً للمعنى نجد أن الإسلام أرسى المفهوم الأدق والأشمل والأكثر مصداقية لمبدأ الشورى فإذ تعتمد دعوى الديموقراطية في الغرب على عد الرؤوس صالحها وطالحها رشيدها وسفيهها فإن منهجية الشورى في الإسلام تعتمد الرأي وتقدم أهل الرأي لتكون الشورى فيهم ومنهم بتجرد لمصلحة الأمة وتقوى الله في القلوب. يقول تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)
ثم إن اعتماد المساواة بين المسلمين فكلهم أمام الله سواسية كأسنان المشط ورفض الإسلام مبدأ توريث الحكم والملكية والتفرد في الحكم ما يجعل شورى الإسلام هي الأصدق والأدق في أنظمة الحكم المطروحة.
وجدية تطبيق منهج الشورى (الديموقراطية الإسلامية) يعتمد أساساً على التقوى الصادقة والتجرد من الهوى وإخلاص العمل والنية لله تعالى واستشعار أن قيادة الأمة هو تكليف من قصر فيه فقد خسر دنياه وآخرته. إن ما نرى اليوم من دعوى البعض بتطبيق منهج الشورى ما هو إلا اجتراء على الله وتلاعب على المعاني الجميلة التي تحملها هذه المعاني نسأل الله أن نجد اليوم الذي تصدق الأمة عهدها مع ربها فترفض كل هذا الخبث وتأبى إلا أن يكون منهج الله هو التشريع الوحيد للحياة وللبشر.
أما ما يدعيه الغرب من المساواة وحكم الشعب فإنما هو أكذوبة كبرى تروج عبر وكالات الإعلام وتطبق في أمور فيها إلهاء الأغلبية عن القضايا الحيوية بقضايا تفهة وجانبية وإعطاءهم هامش حرية شخصية يتعدى ما يسمح به الخلق القويم والمنطق السليم وحين يدقق المرء في فحوى ديموقراطيتهم يجدها في حقيقة الأمر ديكتاتورية مستبدة تماماً كما قرر هذا السفيه في البيت الأبيض مثلاً أن يدخل بلاده في عدة حروب ويقتل المئات من أبناء أمته (رغم الحرص على إخفاء الحقائق والإحصاءات الحقيقية) دون أن يردعه أحد أو يوافقه أحد إلا ما يزور من استطلاعات الرأي العام في وسائل إعلام غير محايدة وغير منصفة.
آخر ما أود أن أضيفه هنا هو أن مشكلة أبناء الإسلام قد بهرهم البهرجة الإعلامية الغربية وظنوا بأنهم بالفعل يشركون الشعب في الحكم وهذا غير صحيح غالباً وزاد الطين بلة ما يجري في بلاد الإسلام عامة وبلاد العرب خاصة من استبداد وظلم ودعاوى كاذبة بالشورى ليتحول إيمانهم بديموقراطية الغرب ويرونها أصدق من منهج الشورى الذي أمر به الحق ورضيه للعالمسن منهجاً وهم في ذلك في غي يعمهون.
تحياتي وودي