أحدث المشاركات
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 41

الموضوع: أعوامُ الألمِ..!

  1. #11
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الخالدي مشاهدة المشاركة
    في أعوامٍ لم تخلُ من الهمّ والألم كنتُ ومعه (الأخير) على موعدٍ دائم والأحتضان بيننا كان و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود.
    كنت أستمع لنبض قلبه (أبي) وهو يحكي قصة فراقه التي اقتربت , كان يبثّ لنا رسالةً " الغربة ما عادت تحتملني" ذلك الطوق من الكبرياء لم يعد قادراً على إخفائه عن عيوننا التي كانت تنظر إليه بوجلٍ و خشيةٍ من رحيله فجأة دون أن يخبرنا أو حتى نشعر به..
    في تلك الليلةِ المشؤومة والتي رن بها هاتف منزلي يخبرني فيها أخي أن والدي في الطوارئ, أضعتُ بصيرتي... أبحث عن أمتعة السفرِ لا أجد منها شيئاً يدلني على نفسي ..
    موشومٌ أنت بروحي و دمي..يا قطعة منك أنا؛ كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً ومائةً من الفتيان الأبطال.
    كنت متوجسة أن لا أجدك سوى جثةً هامدةً أوَ قد هان عليك تركي حتى دون وداعي ؟! ها أنا ذي أصلكَ بخطىً كأنني محمولة على ريح تسرعُ بي إلى مجهولٍ و فضاءٍ لا أدرك آخره..
    عند الباب أخي ينتظر وصولي ... كان وجهه منتفخاً من كثرة البكاء..!
    -هل مات أبي؟ أخبرني بربك..قل لي أين أبي؟
    -أبي في الإنعاش لم يغب اسمكِ عن صوتهِ ,إذهبي إليه ، لا تُشعريه بخطورة ما هو فيه حبيبتي
    وصلتُ اخيراً إلى الغرفة البيضاء..كلّ شيء فيها أبيض..كأنهم غلّفوك بكفنٍ قبل موتكَ أبي..جعلوني أحفر لك قبراً بين أضلعي..وقفت إلى جانبك وأمسكت بيدك المشلولة..لم تشعر بي هممتُ بتقبيل جبينك الطاهر ..
    سقطتْ من عينيّ دمعتان ... صحوتَ على أثرهما من الغيبوبة ورأيتني على رأسك..
    خطفتُ خطوةً مسرعة رجوعاً إلى أخي:
    -ما به أبي؟
    -جلطة في الدماغ أدّت الى شلل نصفه الأيسر..
    -يا الله !
    -قد لا يعيش الا لساعات منى..سنفقد أبانا الذي أتعبته الغربة معنا..
    على هوةٍ الفقد وقفتُ, ومساحة الوجعِ تمددت إلى أبعد حدّ , بكلّ جرأة تداخلت في اجزائي وأشعلت في داخلي فوضىً من المشاعر المحمومة وبدأت ينابيع البكاء تشاكس شط عينيّ
    وكأنهما في عصر تحدٍ و أنا بينهما عنصر ذلك التحدي , أستسلمُ لهما بالوجيب .
    كيف كنت تمنعني عنه وأنت تمارسه خلف أسوار الأبوةِ بعيداً عن عيوننا ؟ أتَعْلمُ أبي أنك في كلّ رحلةِ بكاءٍ لك..كنت تزرع في داخلي رجلاً جديداً بوجهٍ مختلفٍ عن سابقيه ممن بكوا من الرجال !
    مضى عامٌ كاملٌ وبقيتَ تبكي صمتاً ,في كلّ زيارة لكَ تمسكُ بيدي رجاءً أن لا أغادر غرفتك و أتركك وحيداً بين جدران أربعة في غرفة لا تحوي غير البياض وكيساً من الطعام المطحون
    موصولاً بأنبوب يخترقُ بقسوةٍ معدتك وكأنها رصاصةٌ في صدري أنا.
    استسلمت للمرضِ وتمكّن منك بعد أن فشلتْ كل محاولاتنا في أن تعدلَكَ عن فكرة الرحيل عنّا, فاصطادكَ حتى بدأ يتمادى في أحتواء أجزائك..فقدمك فساقك اليمنى حتى... بُترتْ!
    فجيعتي بساقك كانت أكبر من فجيعتي بالوطن الذي كان يصارع الغرباء حينها..ولا يحمل في أرضهِ درعاً غير اسم الله..
    الغريبُ أنك كنت صامتاً حتى بعدَ أن بتروها لك..فكتمت الوجعَ في داخلك وودعتني كما توجستُ دون وداعٍ .
    لا زلتُ أراك في أحلامي بأجملَ روحٍ تزورني كلما احتجتُكَ فيها ونعاكَ قلبي ..ستبقى أروع وأوسمَ رجلٍ مرّ في تأريخ أعوامي الماضية وحتى القادمة.
    لمْ أسحب منك الألم و لم أفديكَ بروحي , فهل ستصفحُ عني ؟
    منى الخالدي
    01\04\2007


    منى الخالدي وأعوام الألم

    تمثل هذه القصة بواقعيتها تحولاً في مسار منى الخالدي الكتابي ، حيث لمحت هنا إصرارًا على تعميق المضمون ، والتعامل مع الحدث الواقعي بأسلوب رقيق يحد من قسوة الواقعية حيث استطاعت القاصة أن تبلور الحدث مغلفًا بأسلوبها المعهود في النثر ، وهذا الحزن النبيل .

    عمدت القاصة في هذه القصة إلى استعراض كليات متصلة بالحدث المباشر مما يتيح الفرصة للقارئ أن يتخيل ، أو يغلق الدائرة ، إن الخالدي تتعامل معنا على أننا أنفس ، فهي تخاطب النفس قبل أن تخاطب العقل ، والقصة بذلك تعتمد على العنصر العاطفي الذي ناسب الحالة التي ارتكزت فيها القاصة على عواطفها الجياشة التي استحضرت حالة الفقد فامتطاها الفقد في رحلة ألم لذكرى والدها الذي أرى أنه كان يمثل حجر الزاوية في حياة القاصة ، وقد أثر ذلك على القصة وعلى حالتها البنائية حيث لم تستطع القاصة أن تحيد نفسها ، بل تدخلت تدخلاًا مباشرًا في عمل أدوات القص مما جعل القص يفلت منها إلى الحكي وسرد الذكريات ، إلا أنها في كثير من المواضع تستعيد الخيوط حتى إذا غلفتها الذكرى واحتواها االوجع عادت للبكاء الذي أراه يغرق النص من بدايته إلى آخره وكأننا نراه ، وكنت أتمنى أن تحرر القاصة نصها منها وتنظر إلى الحدث من خارج نفسها كي لا تبسط عليه أساليب لم تخدم القصة أحيانًا ، إلا أنها تتسلل إلى عاطفة المتلقي ليشاركها الحزن والألم وبما يسقط أوجاعه وآلامه وذكيات الفقد المريرة على هذه القصة ، وإن كان هذا يستغرق القارئ تأثرًا ، فإنه لا يستغرقه حدثيًا .

    بقي أن أثني على اللغة السهلة الرقيقة التي استعملتها الأديبة .

    أديبتنا ، منى الخالدي

    لك محبتي وتقديري

    مأمون

  2. #12
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 111
    المواضيع : 16
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الأخت الأديبة منى
    الأساتذة الكرام الذين مروا و تركوا بصماتهم واضحة على نصك الجميل،
    لا أزيد عليهم ، و لكن وأنا أقرأ القصة تمثلتك أمامي، و لبست لباسك، و أنا آكل و أشرب مما تأكلين و تشربين كل يوم.. في غربتك .. ما أصعب أن نرى عزيزا يبتعد عنا و نحن لا حول لنا و لا قوة..
    ما أصعب ذلك الإحساس الذي لا يشعر به سوى صاحبه!
    بوركت و ألف تحية من أخيك عمر!

  3. #13

  4. #14
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    الأديبة الفيّاضة عطاءً
    وفاء شوكت

    حضرتِ وبين يديكِ باقةً من بلسمٍ يحمل بعض عطركِ
    فأفاض المكانُ بهجةً وحناناً

    لا أنكر أن مشاعري انسابت حتى نسيتُ نفسي أنني على مشارف قصة أدبية
    فعذراً منكم أحبتي وحتماً من أخطائنا نتعلم

    لكِ كل محبة وتقدير
    و شكرٍ جزيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا للحبيبة سحر الليالي على التوقيع الرائع

  5. #15
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    منى الخالدي وأعوام الألم
    تمثل هذه القصة بواقعيتها تحولاً في مسار منى الخالدي الكتابي ، حيث لمحت هنا إصرارًا على تعميق المضمون ، والتعامل مع الحدث الواقعي بأسلوب رقيق يحد من قسوة الواقعية حيث استطاعت القاصة أن تبلور الحدث مغلفًا بأسلوبها المعهود في النثر ، وهذا الحزن النبيل .
    عمدت القاصة في هذه القصة إلى استعراض كليات متصلة بالحدث المباشر مما يتيح الفرصة للقارئ أن يتخيل ، أو يغلق الدائرة ، إن الخالدي تتعامل معنا على أننا أنفس ، فهي تخاطب النفس قبل أن تخاطب العقل ، والقصة بذلك تعتمد على العنصر العاطفي الذي ناسب الحالة التي ارتكزت فيها القاصة على عواطفها الجياشة التي استحضرت حالة الفقد فامتطاها الفقد في رحلة ألم لذكرى والدها الذي أرى أنه كان يمثل حجر الزاوية في حياة القاصة ، وقد أثر ذلك على القصة وعلى حالتها البنائية حيث لم تستطع القاصة أن تحيد نفسها ، بل تدخلت تدخلاًا مباشرًا في عمل أدوات القص مما جعل القص يفلت منها إلى الحكي وسرد الذكريات ، إلا أنها في كثير من المواضع تستعيد الخيوط حتى إذا غلفتها الذكرى واحتواها االوجع عادت للبكاء الذي أراه يغرق النص من بدايته إلى آخره وكأننا نراه ، وكنت أتمنى أن تحرر القاصة نصها منها وتنظر إلى الحدث من خارج نفسها كي لا تبسط عليه أساليب لم تخدم القصة أحيانًا ، إلا أنها تتسلل إلى عاطفة المتلقي ليشاركها الحزن والألم وبما يسقط أوجاعه وآلامه وذكيات الفقد المريرة على هذه القصة ، وإن كان هذا يستغرق القارئ تأثرًا ، فإنه لا يستغرقه حدثيًا .
    بقي أن أثني على اللغة السهلة الرقيقة التي استعملتها الأديبة .
    أديبتنا ، منى الخالدي
    لك محبتي وتقديري
    مأمون
    الأديب الرائع
    مامون المغازي

    استطعت أن تلمس كل مواضع الألم في قصتي التي قاربت إلى الخاطرة
    ووضعت يدك على مواطن الضعفِ فيها و جعلتني أعيش الحدث من جديد
    حيث كنتَ مع المتلقين لمشاعر عفوية بثتها حروفي المتواضعة..
    ليس بعد رأيك عزيزي محلاً للجدال
    وبعد كل ما تقدم من الأحبة الأدباء حتماً سأدقق مستقبلاً فيما أكتب
    ومنكم نستفيد.

    هنا..مدرسةٌ بحق و يبقى جاهلٌ من يخرجُ منها دون ان يتعلم من أفكاركم الرائعة
    وتوضيحاتكم ومتابعاتكم الكريمة

    أيهّا المتألق
    أعتزّ بكلّ حرفٍ تكتبه
    فلك مني اطيب تحية وكل الاحترام..

  6. #16
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    الأديب الكريم
    عمر علوي

    أراك تصبّ ماءً باردة
    على كتلة جمرٍ لا زالت مشتعلة..

    ليس هناك أصعب من الفقد وأنت أسيرٌ تحت اوكار الغربة!

    أسعد الله قلبك الرقيق أخي
    وأبعدك عن كلّ لحظة الم

    شكراً لك
    ولكلّ مشاعرك التي بثثتها هنا

  7. #17
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمو الحسن الإحمدي مشاهدة المشاركة
    ما أروع هذه الحروف النيرة
    لله درك مبدعة فذة
    دمت للواحة الغناء
    الشاعر الكريم
    أحمو الحسن الإحمدي

    أشكر لك هذا الحضور
    الذي يزيدني حماسة بتشجيعك الكريم فيه

    لك مني باقة وردٍ عطرة
    مع التحية والتقدير..

  8. #18
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : elminia-egypt
    العمر : 39
    المشاركات : 20
    المواضيع : 8
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الاديبه / منى الخالدى
    رائعه تلك المشاعر مشاعر فراق الاباء وتحت قسوة المرض
    تحياتى لكى على تلك السلاسة وذاك السرد المجرد
    [blink]هيثم الدهشان[/blink]

  9. #19
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الخالدي مشاهدة المشاركة
    الأديبة الفيّاضة عطاءً
    وفاء شوكت
    حضرتِ وبين يديكِ باقةً من بلسمٍ يحمل بعض عطركِ
    فأفاض المكانُ بهجةً وحناناً
    لا أنكر أن مشاعري انسابت حتى نسيتُ نفسي أنني على مشارف قصة أدبية
    فعذراً منكم أحبتي وحتماً من أخطائنا نتعلم
    لكِ كل محبة وتقدير
    و شكرٍ جزيل
    الأديبة القديرة/ منى الخالدي
    ما فعلتيه ليس خطأً كما تفضلت بردك على الأستاذة وفاء ، ولست معك في ادراجه في سلة الأخطاء ، بل يمكن أن تطلقي عليه مسمى آخر ، وليكن محاولة ، أستاذتنا القدير ما أجمل أن ننسى أنفسنا بالأوراق ، ما ذكرته كان تنويها فنياً لا أكثر ، لكن العمل رائع .

  10. #20
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    الأخ الفاضل
    هيثم مجدي الدهشان

    أشكر لك هذا المرور العاطر الماطر
    جعلني الله عند حسن ظنكم بي دوماً

    لك أجمل تحية وباقة ورد معطرة..

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سقطتُ أبي / إلى روح هديل الطـاهرة " ثمـانية أعوام "
    بواسطة أنس إبراهيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 13-06-2008, 03:07 PM
  2. إماطة الأذى .. قصة لابنتي الصغيرة مروة ( تسعة أعوام )
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-05-2007, 06:29 PM
  3. الشهادة.. بين الألم وصناعة المستقبل
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-11-2004, 02:19 PM
  4. فليكن عام 2003 أسوأ أعوام صاحبة الجلالة
    بواسطة المطر الحزين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-10-2003, 12:27 PM
  5. ...زوايا صمت الألم...
    بواسطة بنت الموسوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-10-2003, 09:27 AM