قصة قصيرة بعنوان/ عقاب الله على الارض قبل الاخرة

قصة بعنوان/... عقاب الله على الارض قبل الاخرة
يحكى ان شاء القدر ان يلتقي رجلان في سفر الى بلاد بعيدة.
وكان الرجلان متخلفان في اطباعهم عن بعضيهم كل الاختلاف
الاول.... كان رجل متزن وفاهم ومتدين وفي درجة عالية من من الادب والاخلاق.
اما الثاني.... فكان متهوراً كثير الكلام لا يملك من الخلق شئ ولا يعرف لله طريق.
اضطر كل واحد منهم تحمل الاخر طيلة فترة السفر
وبعد عناء ومشقة وتعب السفر وصلوا الى البلد المراد.
وما ان دخلوها واذا بمنادي ( مات الملك.. مات الملك.. مات الملك.......؟
مات ملكهم.
وكان من عادات هذه البلدة ان الحكم ليس وراثي وانما يجتمعون الناس بعد ثلاثة ايام من وفاة ملكهم في ساحة كبيرة وياتي احد الوجهاء من هذه البلدة حاملا في يده حمامة وما ان يقف بينهم حتى يقذف بالحمامة في السماء لتطير تلك الحمامة محلقة فوق وما ان تنزل على راس اي شخص يصبح هو الملك.
وفعلا بعد ثلاثة ايام جاء منادي من القصر ينادي ويأمر الناس بالتوجه الى الساحة المعنية لاختيار ملكهم الجديد.
فقامت الناس بالتوجه الى تلك الساحة. وكان من بينهم هذان الرجلان.
وفي الطريق سأل الرجل المتهور الى رفيق سفره المتزن والمتدين.
قل لي يا صديقي لو نزلت الحمامة على رأسك كيف ستحكم هذه البلدة
رد عليه الرجل... ساحكم البلدة بما يامر به الله والقرأن
وسأل المتدين... وانت لو نزلت الحمامة على رأسك فكيف ستحكم البلدة انت.
رد المتهور....ساحكم البلدة بكل ما هو سيئ وساريهم الويلات ساجعل نسائهم يرقصون حولي ليلا ونهاراً وساجعل من الرجال عبيدا. يركعون امامي ويتراجفون حين يسمعون صوتي.
وما هي الا بعض وقت وصلوا الناس الى تلك الساحة.
وفعلاً جاء احد الوجهاء حاملا في يده حمامة ووقف بينهم وحلق الحمامة في السماء.
وحلقت الحمامة في السماء لفترة قصيرة وما بها الا وان تنزل على رأس الرجل المتهور
فاحتجت الناس وقالوا كيف يكون ملكنا رجل غريب.
فاعاد الشيخ المحاولة وايضا نزلت الحمامة على رأس المتهور واعادها ثالثاً وايضاً نزات على رأ المتهور.
استسلم اهالي البلدة الى قدرهم وصار المتهور ملكهم.
حكم هذا المجنون البلدة وصدق في قوله .
فقد حكم البلدة ابشع حكم وادخل الرعب والفساد بين الناس بينما كانوا يعيشون حياة كريمة في زمن ملكهم السابق.
ضاقت بالناس كل السبل وهم يحلمون ان يعدل ملكهم الجديد في يوم من الايام ويعيد النظر في معاملته لهم.
وفي احد الايام اتفق بعض الوجهاء على ان يذهبوا الى الرجل المتدين ويطلبوا منه ان يذهب ال صديقه الملك ويترجاه ان يصلح احوال البلدة التي باتت ان تنهارعلى يده.
فذهبوا الى هذا المتدين المسكين وعرضوا عليه الفكرة.
فكان رد الرجل بالرفض القاطع وقال لهم هل انتم مجانين تريدونني ان اذهب الى الملك المتهور والمجنون.
انا اخشاه ان يغضب ويامر الجلاد بقطع رأسي.
وبعد الحاح شديد من وجهاء البلدة وافق الرجل المسكين ان يذهب الى الملك ويتحدث معه.
وفي اليوم التالي ذهب الرجل الى قصر الملك وطلب من الحارس ان يقابل الملك فدخل الحارس على الملك وقال له.
مولاي هناك رجل في الخارج يدعى فلان يريد مقابلتك.
وما ان سمع الملك باسمه حتى ان امر الحارس ان يدخله على الفور. وانذره ان هذا الرجل هو صديقة وله الحق ان يدخل القصر متى يريد دون قيد او شرط.
دخل الرجل المتدين على الملك فقابله الملك بترحاب شديد ودعاه للجلوس الى جانبه.
وبعد التحية والسلام عاتب الملك صديقه المتدين وقال له انت لم تزرني ولا مرة واحدة منذ ان صرت ملكا.
فرد الرجل المسكين على الملك قائلا.
يا مولاي انا لم اتي الى هنا الا بطلب والحاح شديد من اهالي البلدة.
قال الملك.... ما بهم اهالي البلدة.
رد الرجل... يا مولاي ان اهالي البلدة يعانون من اشياء كثيرة لم يتعودوا عليها في السابق وانا جأت اليك متوسلاً ان تصلح حالهم وتجعلهم يعيشون بسلام وامان.
نظر الملك في وجه صاحبه المتدين وقال له.
يا صديقي هل تذكر يوم ان صرت انا الملك.
رد الرجل... اجل يا مولاي
الملك... وهل تذكر حديثنا ونحن في طريقنا الى الساحة.
الرجل المتدين... اجل يا مولاي اتذكره جيدا
الملك ... ماذا قلت ان حين سالتك انا كيف ستحكم البلدة.
الرجل.... قلت ما يامر به الله والقرأن.
الملك... وانا ماذا قلت لك وكيف ساحكم البلدة.
الرجل.... لقد قلت يا مولاي انك ستحكم البلدة بكل ما هو سيئ.
الملك ... يا صديقي هل سمعك الله.
الرجل... بالتاكيد يا مولاي.
الملك... وهل سمعني الله انا ايضاً.
الرجل.... اجل يا مولاي فان الله عالم كل شئ.
الملك... اسمع يا صديقي كان الله بمقدوره ان يجعلك ان ملكاً على هذه البلدة وتجعلهم يعيشون حياة كريمة ورفاهية.
ولكن بالتاكيد ان اهل هذه البلدة يستحقون ما يحدث لهم وان الله جعلني ملكاً عليهم حتى يعاقبهم على الارض قبل الاخرة.
ملاحظة/ هذه القصة نشرة لي في احدى الصحف العراقية المحلية في عام 2005
واحببت ان انزلها في المنتدى راجيا ان تنال اعجابكم.
وكم كنت اتمنى ان ارسلها الى الفنان الكبير السوري الاستاذ ياسر عظمة وان تكون احدى حلقات مسلسله المرايا
لكن لم يحالفني الحظ.
مودتي
أكرم

أعجبتنى
والآن
لنتساءل
أيهما أكثر حكمة
المتهور أم المتزن
ان لم نعرف الاجابة
فلنسأل الحمامة
تحية وشذى
الوردة السوداء.

الوردة السوداء.
شكراً للرد الجميل

مودتي

أكرم

الأستاذ القاص : أكرم الشرفاني

أهلاً ومرحبًا بك في الواحة المباركة ، وأهلاً بك في دار القصة

حقيقة ؛ كنت أول متصفح لهذا العمل لحظة نشره ، قرأته وقرأته ، وأحببت أن أرحب بك بما يليق بك أيها الفاضل ، وقد لمست فيك جانبًا مشرقًا وأسلوبًا وعظيًا مرشدًا وموجهًا ، لكني توقفت مليًا أمام العمل ، وكنا نهمس به وبما فيه من العظات ، وهمسنا بالتناول والعرض واللغة ، والآن قررت أن أنشر تعليقي إلا أنني عدت أفضل الترحيب بك ، وأحب أن أهمس لك ، وأعلم أن صاحب هذه الرؤية لديه من سعة الصدر ما يجعله يقبل همس الأحبة :

أولاً : اعتمادك على يحكى أن ، واعتمادك على الحكي وطريقة ( الحدوتة ) بما يلزمنا الحكي ، لكن لابد أن يتوافق هذا الحكي مع السرد القصصي .

ثانيًا : الأسلوب والنسق ، لديك من المعاني الجميلة ما يحتاج إلى السبك في نسق وأسلوب يناسبه.

ثالثًا اللغة : أتمنى عليك ايها الفاضل أن تدقق لغتك نحوًا وإملاءً ، كما أن علامات الترقيم لها أثرها في سير الحوار والسرد ، خصوصًا بما يتصل بالفصل والوصل ، وما دمت قررت إطلاق العمل فلابد أن تعرضه بهيًا متألقًا .

أما هذه الحكاية التي قرأتها ففيها ما يمكن صياغته لتأتيا بقصة رائعة .

ما زلت أتمنى أن أرى لك عملاً جديدًا يعبر عنك كما نتوقعك قاصًا وأديبًا تشد إليه الرحال .

تقبل محبتي وتقديري

مأمون

الاستاذ الفاضل مأمون المغازي
يا سيدي كلامك على عيني وراسي
ولك مني الف تحية

مودتي

أكرم

" كما تكونوا يول عليكم "
راقني ما قرأت ـ رمزية راقية وواقع مر
دمت بكل خير.