بسم الله الرحمن الرحيم
ترى في أي بحر غرقت .. وأي موجة حملتك بعيدا لتقذف بك إلى أعماق اليم ؟؟
هل كنت تتأمل الغروب فأغراك انصهار الشمس فرحت تعدو إليها لتضم بين يدك بعضا من تبرها .. فغرقت ..
أم كنت ترقب خروج الشمس من خدرها فتوهمتها تناديك فلبيت نداءها مسرعا .. لترتمي بين أحضانها .. فغرقت ..
غارق .. في بحر شاطؤه خلو من بشر !! أليس حولك من رفيق .. صديق .. حبيب .. يريد لك النجاة ؟؟
و إين يكن .. هل بلعت الماء الأجاج .. واختنق صوتك .. وضاع هتافك ..
ارفع صوتك .. وقل يا غياث أغثني .. غارق .. أكمل غرقك .. وأسجد في ذاك القاع في الهزيع الأخير من الليل .. وقل يا غياث المستغيثين أغثني ..
أم أنك أحببت غرقك ؟؟ ورأيت فيه الخلاص من مر الحياة وسوئها .. ألا تعلم أنك قد تركت على الشاطئ هناك قلوبا صغيرة تلهو وتبني قصورها من الرمال .. تنتظرك أن تحفر لها قصرا في الصخور ..
أيها الغارق ..
لمن حولك أفئة ضعيفة .. ولكنها تكره أن ترى فيك ضعفا أو غرقا .. فالسفينة لا تبحر وتصل إلا بربان قوي لا يهاب الغرق ..