[B][/B]
جاؤوا الينا...
من شقوق الصبح
من جذور التين و الزيتون..
جاؤوا الينا...
من تلافيف الحكايا
من مروج الأفق.. يصهلون
جاؤوا..كالعرس
كفراش العشق.. و طعم الهندباء.
ثم عادوا... كالسنونو..
كشتاء سافر نحو الوطن
جاؤوا.. بلا مكان أو زمن..!
سألونا عن رحيل القمح..!
و عن كحل الصبايا..!
سألونا كيف صرنا بعد آلاف السنين..؟
عن حضارات تداعت.. عن دماء الرياحين
تركوا في الوجه صبارا و ذكرى
تركوا كل القبائل..
بحثوا في كل المقاهي عن وطن
بحثوا قرب المساجد عن كفن
بحثوا قرب الكنائس عن ناي قديمة..
عن نينوى و حجارة البازلت
سألونا عن رماح و سيوف و خناجر !
عن لغة الحناجر !
فأجبناهم بصمت الصخر
نحن أهل الكهف... لا نقوى نقاتل
سألونا عن قصائدهم
عن بيوت الِشعر.. و بكارة كل القبائل
عن دمشق.. عن فلسطين.. و عن بابل !!
ثم جاؤوا
من لهيب الثلج
من بين القطا.. من حقول القطن.. من أغاني الفجر
و من كل العصور..!
داهمونا كالحرائق
أشعلوا أجفاننا بالليل و الأحداق
كبلوا فينا رهبان المطر..
فمشينا في الأزقة تائهين
كدخان راحل نحو السراب
كآلهة غريبة... !
ثم عادوا يسألون..
" عن ذكرى حبيب و منزل "
عن صهيل الخيل.. عن الليل و كل الشعراء
جاؤوا مع أول الشمس
من الأقصى القديم
وجدوا أسماءنا فوق الرماد..
و صلاتنا فى الرمل..
نتيمم بالملح أو بالطين...!
ثم نمارس سحرنا فوق موج البحر
سألونا عن غزواتنا
عن فتوحات كانت لنا..!؟
سألونا.. عن صلاح الدين
لم نجبهم.. و بقينا.. صامتين
نثروا في وجهنا تعويذة.. نبشوا عظامنا..
سألونا عن أمهات الكتب
و عن كل نبي عربي..؟
جاؤوا الينا
من الجامع الأموي
يتوضؤون بماء الورد
جاؤوا مع الحمام الزاجل... مع تراتيل المسيح
جاؤوا على صهوات الريح.
شقوا جموعنا بسيوفهم
ثم عادوا يسألون :
عن شهدائنا... آثارنا.. أجدادنا.. و عن كل العرب !!؟
عن عبلة و ليلى العامرية
عن لبنى و عن هند
عن الخنساء... و عن كل النساء
تركوا لنا أشباحنا.. في دنان الخمر
لم نزل في القبر
نخفي ضلوعنا.. خلف الغبار
نخفي صلاة القدس.. في ضجر الحجر
نخفي ثياب العيد.. في كل أسرار المطر
نعبر الحلم المقدس.. فوق الجفون
فتصلهم أصواتنا عبر السكون
و الينا يرجعون
يسألون.. و يسألون.. و يسألون
فتمل من حكاياتنا أسماعهم...
أوجاعهم...
أسماءهم...
جاؤوا الينا..
من شقوق الصبح
كألوان الحبق
وجدونا... خاشعين
رحلوا كالموت.. في أول الحزن
و ميلاد الشتاء..
ينعون أحفادا لهم
جاؤوا اليهم... وجدوهم بلا كفن
عماد أبو لطيف