انتهت الحكاية ، لمْ أعد لكِ ولم تعودي لي ،لا تنظري لي كمنْ نسي حقيبتهُ في صندوق السيارة الخلفي ويتهم السائق بسرقتها ،، سأتفقد بعض الأغراض وأذهب سريعاً لأجد نفسي في مكانٍ آخر ، لقد أصبح المكان يكره تواجدنا في ساعة واحدة والموائد تستخف بتلك اللحظات التي قضيناها معاً ونحن نتصنّع الحب ونحاول أن نجدد هوسنا الفائت ببعضنا،
هوسنا القديم ، حين كنتُ أرقص تحت المطر وأنا أحدثك عبر الهاتف ، وحينَ كنتِ تفتحين النوافذ لتدخل منها مشاعري الساخنة في الجوّ المطير، كم كنا ساذجين ،، لا أنكر انني عشتُ الكثير من الأمل أمامكِ ، ومعكِ كنت أشعر أنني سأواجه الدنيا بما فيها بكل ما أملك من حبّ في جيبي!،
لن أحدثك عن الذاكرة وكيف أنكِ كنتِ أنا وأني حين كنتُ أنتِ ،لن أحدثكِ وسأحاول أن لا أغضب حينَ أشم رائحة رجلٍ آخر في حديثك الذي أسترق الإستماع إليهِ كالمراهقين ، لن أغضب ولن أغار عليكِ رغم أني ما زلتُ أشعر بفتاتِ تلك الرعشة وهيَ تغمر مفاصل عضامي ضدّ كل مذكرٍ تحكين عنهُ حتى ولو كانَ أنا بصيغة اسمٍ آخر!،
لا تتحدثي عن الحب، لا تقولي كيف أنكِ غامرتِ بي حين لم أكنْ مستعداً لفعلِ أيّ شيء عدا كلّ شيءٍ لكِ !حتى لو لم تكن النهاية كأفلامِ هوليود ، ولكنكِ طلبتِ المزيد والمزيدَ الذي لم أستطع فعله ، أو ربما طلبهُ زمنكِ الذي هو ليس زمني ، أو ربما نحن نعيش في زمنين مختلفين ولكننا حاولنا أن نكون في زمانٍ واحد رغم أن الأمكنة لم تكن ضرورية،، ولتذهب نظرية أنشتاين لما بعد الحبْ ،
وما بعده لم يعد كلّ شيء إلى نصابهِ كما لم أعدْ أنا لي ،حينَ استرجعتِ ذاتكِ ،
حاولتُ أن أنظر ولكني حيث أجلس لم أرى سوى ما هو أمامي ، حاولتُ أن أتفقد نفسي بين الضحايا الذين سقطوا البارحة والذين سيسقطون غداً والغريب أنني كلما شاهدتُ شريط الأخبار وجدتُ اسمي ملطخاً بدماءِ السهر والحمى الليلية ،حمى فيها كل شيء بلون الحزنْ ،لونٌ لطالما صاحب ملابسي وأربطتي ومعاطفي ،
لنْ أبرر لكِ ولستُ مجبراً أن أفعل ذلك لأنّ من يقف ليحجب الضوء هو تفكيرك المشبع بهواجس الخيانة ، هواجسٌ عشتِ معها وفيها وبها مع من صاحبتِ ومن تكلمتِ ومن مشيتِ، ولا أدري حين أنني لم ولن أكن وصيّاً على ماضيكِ عمّا حدث، ولكن للأمانة ..فالطريق هو خط سريع لا يتفقد المارين يميناً وشمالاً ،والدهسُ محتملٌ بشدة كما قلتُ سابقاً في شارعِ الحب ،
انتهت بنا السبل أيتها النقيّة حد السذاجة ، وأنتِ تعلمين جيداً أنني وقفت بوجه الطوفان ولكنهُ قلعني بطريقةٍ غير شرعية, وهزمني بداخلك حينَ لم يهزمكِ بداخلي ،
لا أريد شيئاً ،، لا ذكرياتي معكِ ولا حتى وجهكِ الطفوليّ الذي كنت أعشقهُ حد الثمالة لا أريد صوركِ البريئة ولا حديثكِ النديّ الرقيق،، فقط دعيني أذهب وأذوق النومَ باكراً، دعيني فالساعة الان السادسة صباحاً وأنتِ ما زلتِ هنــــــــا!
وأنا تركتــُني على بعد شارعين أنتظرُ أن تفتح أوّل صيدلية....