|
تفجر الدمع من عينيَّ كاللـَّهبِ |
وصـحت أهتف بالويلات والندبِ |
لمَّا تصفحتُ عزّاً كان منطقه |
((السيفُ أصدق أنباءً من الكتبِ)) |
يحدوهم العزُّ نحو المجد مجتهداً |
قد عزَّ قومي بضرب السيف لا الخطبِ |
كأننا ما ملكـنـا الكونَ قاطبـةً |
ومــا تذلـلَّ أهـل الروم للعربِ |
كأنما ما افتدى كسرى بأعطيةٍ |
وما تودد قوم الصين للنُّجبِ |
كأن هارون لم يعلن تحديَّه |
يوماً على الغيم والأمطار والسحبِ |
تخيري الأرضَ واسقيها بمنهمرٍ |
فسوف يأتي خراج التين والعنبِ |
يسابق الكفرُ أهلَ الدين أعطيةً |
فالدينُ مؤتمنٌ والكفرُ في رعبِ |
كأن معتصماً ما قام منتقماً |
لحرةٍ فاكتوى من شدة الغضبِ |
حتى ارتوى بدماء الكفر منتصراً |
وأبطل السيفُ قولَ النجمِ والشهبِ |
كذاك كنا وكان المجد يتبعنا |
فضيع المجدَ أهلُ اللهو واللعبِ |
مات الضياغمُ والدنيا تشيعهم |
فاستخلفَ القومُ أسياداً من الخشبِ |
هينون لينون للأعداء مرحمةٌ |
لكن على الشعب أسواطٌ من اللهبِ |
الناكصون على أعقابهم خوراً |
والحاكمون أجادوا خطة الهربِ |
اللاهثون وراء الكفر في شغفٍ |
والطامعون من الأعداء بالرتبِ |
يا أمتي قد أطال الليل ظلمته |
وقد تستر هذا النصر بالحجبِ |
كأنما الليل قد أبدى نواجذه |
فهابه الفجر لم يشرق ولم يغبِ |
أكلـما قـام حـرٌ قـال قـولتـه |
وبين الخلط بين الحقِّ والكذبِ |
قام الدعيُّ يسوم الحر متهماً |
وكان مثواه مشدوداً إلى النصبِ |
تداعت اليومَ أعدائي على وطني |
وقومي الصيد بين الكأس والطربِ |
هيَّا انفضي الذل عن جنبيك وانتفضي |
وسابقي المجد للعلياء واقتربي |
ارمي الجبان وجدِّي في تقدمنا |
وعانقي الشمس والجوزاء وانتصبي |
كوني على الناس شمساً لا تفارقهم |
ومنبعَ الحقِّ تسقيهم بلا طلبِ |
متى أسطرُ في الأمجاد قافيةً |
وأنقش العزَّ في الآفاقِ والسحب |
أصوغ من حلل الأشعار رائعةً |
أنشودة العزِّ للإسلام والعربِ |
أفاخر الناسَ إذ أهديكِ رائعتي |
عقداً من الماس أو تاجاً من الذهبِ |