الأنشودة الإسلامية ... و مأزق الانتشار
شهدت مؤخرا الساحة الفنية انتشارا واسعا للأنشودة الإسلامية, التي لم يعد تواجدها مقتصرا على الأعراس و الحفلات و الأنشطة الدعوية بل تعاداها إلى تنظيم مهرجانات على الصعيد العربي و الدولي تستقطب جمهورا واسعا زيادة على انفتاح مجموعة من القنوات و الإذاعات على هذا النوع من الفن, هذا بالإضافة إلى عدد من المواقع على الانترنت و المجلات و تسجيل عدد من الفيديوكليبات في المجال.
إلا أن هذا الانتشار و التوسع جاء متأخرا و مازال يعاني من عوائق سنعرض لبعضها.
من ناحية التسمية كان لتميز الأنشودة من ناحية الاسم عن الغناء ثم إضافة الإسلامية أثرا في الحد من انتشارها واستقطابها لجمهور أوسع.
يمكننا أن نتساءل: ما المشكل لو أستخدم مصطلح الأغنية الجادة أو الملتزمة.
من جانب المضمون اتسمت الأنشودة في بداياتها بالطابع الصوفي من مديح و ابتهالات بعد ذلك ظهرت الأنشودة الثورية أو الجهادية خصوصا مع الانتفاضة ثم بدأت الأناشيد الخاصة كأناشيد الأعراس و المناسبات و الأناشيد الوطنية و غيرها.
إلا أنها في غالبيتها ظلت مقتصرة على هموم و قضايا الدعوة و العمل الإسلاميين بعيدا عن متطلبات الجمهور العام في التعبير عن مشاعره و همومه و قضاياه, هذا إضافة إلى افتقار نسبة كبيرة من الأناشيد إلى قواعد المهنة و النظام الغنائي.
من حيث الأداء يمكننا أن نتحدث عن المنشد الشمولي الذي يكتب الكلمات و يلحن و يؤدي و يقوم بالإخراج في الوقت ذاته,علما أن غالبية المنشدين يفتقرون إلى التكوين الأكاديمي,مما أدى إلى التكرار و التقليد الذي أنعكس سلبا على الأداء و المنتوج الفني و حدد من دائرة الجمهور.
يبقى الجانب الشرعي الذي ألقى بظلاله بشكل كبير في الحد من انتشار و تطور الأنشودة الإسلامية و خاصة في جانب الإيقاع الموسيقي و الآلات,على سبيل المثال مازال إلى اليوم يتم إنتاج الأناشيد بالإيقاع و بدونه.