وقفتْ عند بوابة ضيقة ، وأدارت عينيها بصمت حزين في أرجاء مظلمة بدأتها بمسحة ألم ، يعقبها منديل ترنح من دموع فراق عند عتبات السعادة .ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
لم تكن تدري ما تخبئ الأيام ، وكل ما تذكره أنها خطفت من ساحة الأمل ، فلم تقدر على رسم الحلم الآخر .
بقيت مشردة بين مواعيد غير آهلة بالتنفيذ ، لا تصلح إلا لجلسة تتقاذف فيها الأزمنة سين التسويف بين عبوس تأخر وبسمة للاستهلاك القصصي . لحظة أغرقت ذاكرتها بهموم . فجأة سيطر على المكان صدىً انبعث من خلف ستارة الزمن ، يناديها بحنان لم تذكر مثله إلا يوم كانت على مقاعد السنين ، صوت شدها من شعرة بقيت معلقة بين الأمس والحاضر .... آه....... من ؟
تبدأ خواطر الماضي تتهالك على سجادة مهترئة من بالها ،كأنها عقود حول عنق تخمين ، وكل ظن يسحب تاليه حتى تكونت سلسلة من التاريخ تتعقد وتلتف حول عنقها لتضيق مساحة الرؤية ، وتظلم ، تشد على رأسها ، تحاول استخراج الماضي ، تغمض جوارحها عن الحاضر ، تتلاشى كل الذكريات وينتصب الصدى من جديد فوق عمود النداء .
أوتار ... أوتااااااااااااااار . ألا تذكرين ؟!! يوم كنا على منصة النشيد الصباحي ترددين بصوت شجي أغنية البراءة ؟
أذكر لكن هذا لا يسعف ذاكرتي بهويتك .
نعم لقد سرقك الليل وحملك إلى غيابات الندم فكيف تتذكرين ؟!!
تتصارع الأفكار ثم تتلاشى تحت وطأة النسيان ، تعبر حدود الزمن ، تحاول الانطلاق باتجاه الشمس الغارقة بدثار الأصيل ، تتراكض سحب تنوح برعد تتشكل على درب الهطول وتحط رحالها على صدرها ، تتجاذب أفق كآبتها غمامات تبعثرها ، تتجمع تحت مظلة أوراق الصباح ، ميلاد نشيد انبثق من جبال متراكمة على خد الصحوة ، فتلبي شموع الحروف صخب الطفولة ببراءة تنطلق حناجر الرتل :
أغنية تراقص الأحلام على أوتار توحد مع القلوب .
لا أعرف من أنت قولي لا أذكر ....لا أذكر ...لا أذكر .
لا بأس عليك
أنا مثلك حبيسة خلف حجب الواقع ، أهيم في مضارب الحلم التالي .
تفرك وجهها بشدة ، تحاول إثبات حياتها ، تسمع نبرات حادة ، .. تتعالى أصوات ... ضحك .. يختلط بتأنيب ..
هيا..... هيا قومي
لقد تأخرت يا وتر
السيارة... السيارة ....
محاولة أخرى أرجو أ، تنال رضاكم .