|
أعيا الطبيبَ توجُّعي وعنائي |
|
|
واحتار في همي وفي أدوائي |
إن جاز أمر الطبِّ في جسد البِلى |
|
|
فالموتُ أعيا سالفَ الحكماءِ |
لغز تضل على حقائقه النُّهى |
|
|
وتعود يائسة ًبفقدِ رجاءِ |
رغم المعارفِ ليس يُدرَكُ سرُّهُ |
|
|
أبدا وليس يحاط بالأنباءِ |
إذ كونه بالروح ِ عُلِّقَ أمرهُ |
|
|
والروحُ فوق مدارك العلماءِ |
ماكنهه !ماطعمه!ماسرُّهُ! |
|
|
ما وقعه في مسرح الأحياءِ |
ما من جديدٍ دام فوق جديدهِ |
|
|
بَلِيَ الجديدُ وجدَّ في الخيلاءِ |
ومضى الزمانُ ولم يزلْ متجدداً |
|
|
فلنا المُضِيُّ وأمره تلقائي |
ولكلِّ داءٍ في الحياةِ دواؤهُ |
|
|
إلا المنية َفوق كل دواءِ |
فاجعلْ دواءَ الموتِ زاداً صالحاً |
|
|
تلقى به الرحمنَ خيرَ لقاءِ |
صبراً جمالُ على النوائبِ إنما |
|
|
بالصبرِ تعلو رتبة ُ السعداءِ |
فلئنْ بُليتَ فخير زادٍ يُرتَجى |
|
|
يوم َ المعاد بصحبة الشهداءِ |
يكفيكَ حبُّ الله حين ترتّبتْ |
|
|
عقباهُ عند تحمّل الأرزاءِ |
والدارُ دارُ مصائبٍ فاجعلْ لها |
|
|
حصنَ اليقين ِ إزاءَ كلِّ بلاءِ |
وتعزّ َبالأصحابِ مثليَ إنني |
|
|
ما زلتُ بين تأوهي وبكائي |
جالدتُّ حزنيَ بالتأسي ساعة ً |
|
|
وبدفعِ يأسي ساعةَ َ اللأواءِ |
ما ودَّعتْ روحي حبيباً مرة ً |
|
|
حتى تُوُدِّع َمن لذيذ ِهنائي |
هذا فكيفَ أطيقُ توديع َ الذي |
|
|
قد كان غيثي في الدُّنا وروائي |
كمْ لامني فيه البعيدُ وعقَّني |
|
|
فيه القريبُ ولم أزلْ بصفائي |
وِرداً نقيّا ً لم يُكَدِّرْ صفوَهُ |
|
|
عَبَثُ الدُّمى وتَخَبُّطُ الدَّهْماءِ |
عُذراً أبا رامي فإنَّ مُصابَكمْ |
|
|
أَولى بأنْ نُوليهِ كلَّ وفاءِ |
لكنّهُ جُهدُ المُقِلِّ فهلْ عسى |
|
|
يوماً أُطاولُ مُرتَقاكَ النائي |
فَلِمِثْلِكُمْ يصبو قصيدي لهفة ً |
|
|
وتحِنُّ نحوَ لقائكم أندائي |
ولِفَقْدِ والدكم بكيتُ لأنني |
|
|
شُرِّفْتُ منه بنسبة الأبناءِ |
ومصابُكمْ هو همّنا ومصابُنا |
|
|
وعزاؤكُم منّا أجلُّ عزاءِ |
فإذا بكيتَ فلنْ تُلامَ لأنّ مِنْ |
|
|
فَقْدِ الأحبّةِ فقْدَ خيرِ غِناءِ |
ربّاهُ فالطف بالجميلِ على الذي |
|
|
أمسى رهينَ الترب في البيداءِ |
أدركْ بسُحْب الفضلِ مرقده فما |
|
|
زلتَ الكريم تجود بالآلاءِ |
هو والدي والفرع للأصل انتمى |
|
|
وجمالُ مني رمزُ كلّ إخاءِ |
تمَّ الرثاءُ فإن قبلتَ بيانه |
|
|
-ياسيدي-فارفع أكفّ دعاءِ |
قل ربِّ فامنحْ منك أحمدَ نظرةً |
|
|
برضاكَ واشملْ فقره بسخاءِ |
وإذا بدا التقصيرُ في نظمي فلا |
|
|
تبخلْ علي ببردة الإغضاءِ |