|
نيوب الليـل تـنـهـش فـي الـعـظـــامِ |
وتـــرمــي بـالـــرمــاح وبالسهـــامِ |
وتــجـمـح أمـنـيـــات شـــاهــقـــاتٍ |
وتــدعـو للــتـعـايـش والـوئـــــــــامِ |
فـكــم مـــن رمـيـــة أردت قــتـيــلاً |
وقــالـت: رميــة مـن غيـر رامـــي.! |
تديـر بنـا الـرحـى مــن غـيـر بــرٍّ |
وتـبـنـي مــجـدهـا فـوق الحــطــامِ |
ويــكـمـن حـيـن تـبـتـسـم اللـيـالي |
عــيــونٌ خـــدَّعٌ والنــاب دامــــي |
وطــرفٌ قـد بــرتـه لأمـر ســـوءٍ |
تـنـبـئ ضــربــةً تحــت الـحــزامِ |
تـرغِّـب بالـهـوى فــي كــلِّ لـيــلٍ |
بغــانـيـةٍ وكــأسٍ مـن مــــــــــدام |
تـخـبــئ سـمَّـهـا فــي كــلِّ كــأسٍ |
وســهـمـاً لـلـمـنـيـة فــي الـغــرامِ |
تــغـنِّي فــوق أوتــار الـمـنـايـــــا |
وألحـــانٍ تلــوِّح بـانـتــقــــــــــامِ |
تصافـحـنـا الـيميــن بـكــلِّ لـيـــنٍ |
ويـسـرى هـمُّـهـا قبــرُ الأنــــــامِ |
فـمـن يـكُ عـاقـلاً حــراً رصـينـاً |
تـنـبـه للـتـبســــم والـــكــــــــلامِ |
ومن يكُ راقـيـاً شـرف الـمعـالي |
تـتـرَّس بـالـدروعِ وبـالـحـســامِ |
ومـن يـرغـبْ مـجـاورة الـثريـا |
يـبـادرْ بـالـخُـطـــا نـحـو الأمـامِ |
ومن يخشَ النقـائـصَ والـرزايـا |
تمــثــل بالــكمـــال وبالتــمـــامِ |
ومـن يـهـوَ الـخـلـود بــلا تـفــانٍ |
يـسـطــرْ ذكـره فــوق الـغـمـامِ |
ومـن تـكُ نفسـه تـسمـو لمـجـدٍ |
تسامت في المطـالـب والمرامِ |
ومن هـجـر الـدنـوَّ بكـل ثـوبٍ |
تــوشـح لابـسـاً ثــوب الكـرامِ |
ومن عشق الحـيـاة بغـيــر ذلٍّ |
تـتـوَّجَ تــاج عــزٍّ أو ســهــامِ |
ألـفـتُ نفـوس عـزٍّ شـامخـاتٍ |
هجرن العيش في كنف اللئـامِ |
تفضل عيشها في بطن رمـسٍ |
علـى قصـر مـنيف مـن حرامِ |
خـطـاب الـعز لحن في حياتي |
ولحـن الليل إعـلان الخـصـامِ |
فـلسـت بـمن يروغُ من الليالي |
يـخـبـئ رأســه مـثـل الـنـعـامِ |
تسامت همِّتـي فـي نـفـس حرٍ |
أشـمِّ الأنـفِ فـي زمـن الظلامِ |
أرحب بالمنون ولست أرضى |
منافـسـة اللـقـيـط علـى حـطامِ |
فنفس الحــرُّ درٌّ لـيـس يـبـلــى |
يزيد بـريـقـهـا فـي كـل عــــامِ |
تـنـيـر بـأحـرفٍ نقشت عليـهـا |
سئمت العيش في زمـن الهـوامِ |
أطـارد عـزَّتـي وأذود عـنـهــا |
ولو كان التعـرض فـي المنــامِ |
رضعت المجد في مهدي صبيا |
تشَّرب في الفؤاد وفي العظــامِ |
وأنزع عزتي من شدقِ ليثٍ |
وثغــري ضاحك والقلب سامي |
فلو رضيـت حيـاتي غيـر عـزٍّ |
أقـول لها علـى الدنيــا سلامــي |