أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: لقاء مع التراث العربي.. في شطر بيت من الشعر.. للشاعر د. عبد الله باشراحيل

  1. #1
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي لقاء مع التراث العربي.. في شطر بيت من الشعر.. للشاعر د. عبد الله باشراحيل

    أقلِّي النوم عن جفن الرقاد
    وقومي وانظري رمم الجماد
    أصيخي واسمعي قد قال حقا
    نجاد الحق محمود النجـادي
    أحال الصمتَ أنوارا ونورا
    أماتَ الخوف في عين السهاد
    نضا التاريخ عن سفر عظيم
    لمجد خطه قلم الجـــهاد
    بلينا بالخدائع وهي تـردي
    ولم ترض الخدائع بالرشاد
    صبرنا والكواسر تزدرينا
    وتنهبنا على مرأى العـباد
    جنحنا للســلام فكان ذلا
    أمات العزمَ في الأمم الشداد
    نجاد وأين مثلك للنجــاد
    رميت حصون صناع الفساد
    ولم ترض المذمة كيف ترضى
    لأمة أحمد باغ وعـــادي
    فأنت لأمة الإســلام رمز
    وإن غاب الرموز فمن ننادي؟
    قد اتضحت نوايا الغدر جهرا
    فهيئ ما استطعت من العتاد
    ورتق بالدهاء جروح عصر
    يكاد يموت من طعن الوداد
    أقلِّي اللوم عن صاد وفادي
    وقومي والبسي ثوب السواد
    فصوت الحق يقرع كل قلب
    ولو أنا كثير كالجـــراد
    ونؤخذ غيلة ونموت قهرا
    ونار الغدر من تحت الرماد
    هو البغض المدجج بالدواهي
    سيشعل ثأر موجوع الفؤاد
    نجاد وأنت في القمم العوالي
    لعلك ديمة تغري الغوادي
    فينعم في ندى الإسلام عصر
    ويشرق من سنا الإسلام هادي

    أقلِّي النوم عن جفن الرقاد
    وقومي وانظري رمم الجماد

    إن الشاعر في ذلك البيت أرسل جنود أفكاره هنا وهناك.. بل وجنّد في رعايتها وطاعتها أفكارنا نحن الآخرين.. وكيف لا.. وإنه قد وظّف الكلمات بتقنية يجد فيها ابن كل طبقة من طبقات القراء ما يسعفه..
    إن الكلمة هنا وفي هذا البيت بالذات مرسومة بحرفية عالية وأبعاد ممتدة في اتجاهات كثيرة جدا.. مؤكدة أنه احتراف غير عادي في معاملة الكلمة، وتربيتها في ذهن الشاعر..
    فأول ما يطالعنا –بامتداد تأثيراته المعنوية والصوية بامتداد القصيدة- ذلك الانسجام التراثي النابع من جرس الكلمتين التي اعتدناهما في الشعر العربي الأول (أقلي النوم..) إنهما بمجرد القراءة وبغير تفكير عميق ولا صعوبة في تحليل تستدعيان تراثيات فوارس الشعراء القدامى وأصحاب القيم النبيلة حين كانوا يبدءون قصائدهم كما بدأ عروة بن الورد:
    أَقِلِّي عليّ اللَّوْمَ يا بِنتَ مُنذِرِ
    ونامي ، و إن لم تشتَهي النَّومَ فاسْهري

    وفي البدء.. وكأني -بعبقرية آليات المدارس النفسية في التحليل والتفسير- في جلسة ساخنة مع كلمات القصيدة التي أمامنا، إن هناك الكثير والكثير جدا من الكلمات التي ترتبط في حياتنا بمواقف معينة.. وبمجرد نطق هذه الكلمات تحضرنا مشاعر تلك المواقف المرتبطة بها حزناً أو فرحاً، وكذلك بمجرد تشابه مواقف نعيشها في حاضرنا للموقف المؤثر فينا قديما.. تستدعي ذاكرتنا بعض الكلمات المرتبطة.. وزيادة هنا أن الأمر ليس مجرد عاطفة ولكنه فكر وأدب أيضاً..
    من الواضح جدا، والسهل الاستنتاج هنا أن شاعرنا تشرب شخصيات القصائد القديمة فصار أمام القارئ العادي سبيلان:
    الأولى: أنه بدأ القصيدة بداية أشبهت بداية قصائد لبعض أجدادنا الشعراء.. ويحضرني الآن عروة..
    الثانية: أنه استخدم بمهارة جرسية (أقلي اللوم) تلك التي تكررت عند شاعرنا عروة. في أول قصيدته، وعند شاعرنا حاتم الطائي في
    مهلا نوار أقلي اللوم والعذلا= ولا تقولي لشيء فات ما فعلا
    كان هذا أمام العيان..
    أما على المستوى الخاص، والذي لا أحسب أن يبلغه الكثيرون من قراء الشعر فهو استدعاء حرفيّ تماماً. هذا الاستدعاء التراثي لمعانٍ معينة أرادها شاعرنا الذي نزفته لنا شخصية الشعر في أصالتها ومجدها باتصال حاضرنا بماضينا..
    إنه وبلا شك قبل أي بداية يحيلنا إلى مضامين تلك القصائد الأولى، ويوجهنا بنوع من الخطاب غير العادي إلى أطراف كثيرة منها:
    - شخصية الشاعر..
    - التحولات الزمنية في المخاطبة.. الموجه إليها الخطاب في القصيدة..
    - الممدوح..
    لنبدأ بشخصية الشاعر///
    عروة بن الورد كان الشاعر الفارس الذي يقرر أن يمضي في حياته بالأسلوب الذي يحفظ عليه كرامته ويورد نفسه موارد الخطر خطر السفر والسيف والحرب وتأبى شيم الفارس المقدام إلا أن يسعى في عرض الأرض وطولها باحثاً عن ما يسد به رمق أسرته، ولا تطيق نفسه أن يجلس في خدر زوجته وهو يعلم أن الإنسان غير خالد وأنه لا يبقى سوى الذكر الحميد لذلك فلن يخشى المنية، وقد افتدى سمعته بروحه ودمه فلن يقعد عن الغزو وبطنه خاوية ولن يعدم أسباب الرزق فارس همام يجيد فنون القتال يطاعن بالقنا ويضرب بالسيف، فإن يلق المنية يكن حميداً، وإلا فإنه سيحقق مراده ويغنم ما يغنيه عن سؤال الناس، ويشرع أبوابه للضيوف، شاعر هذه القصيدة عروة بن الورد فارس من فرسان الجاهلية، كان شاعراً ذا شخصية محببة لما تمتع به من مناقب عربية تتجلى في كل صنائعه.
    والشاعر حاتم الطائي.. من لا يعرف عن كرمه وأخلاقه العربية الحميدة؟!؟!؟..
    وأخيرا شاعرنا الذي يستدعي هذين الكبيرين من خلال أجراس الحروف.. وروابط الكلمات بالمواقف.. ولا ينكر أحد قدره في ذلك العصر الذي نعيشه بما قدم ويقدم..
    لكن بقي أن الشاعر في ثلاثيته التي أرادها أو أحسب أنه أرادها أو التي أمكنني أن أقع عليها تلك الثلاثية في أركان القصائد الثلاثة.. (الشاعر – المخاطبة- الممدوح) بهذه الإمكانية التي تفرد بها شاعرنا الآن نقول إنه قال في قصيدته كل شيء رغم أنه قال كلمات قليلة لا تتعدى شطراً من بيت شعر، وذلك إنجاز بالتأكيد وإنجاز غير مألوف بالنسبة لما استدعاه من معان وصفات غزيرة غزارة مطر شتوي أثبتها في شخصه هو..
    فالشاعر هنا رسم لنا ملامحه الشخصية في تلك القصيدة:
    - العروبة الكاملة التي تتضح في قوة الاستنطاق الصوتي، والاستدعاء التراثي الذي ينم عن نشأة واعية رصينة في تشرب وممارسة مثل هذا التراث العربي.
    - صفات الفروسية التي آثرها عروة بن الورد.
    - ما يقدمه حاكياً به كرم الطائي.
    - أحقيته في النصح والإرشاد، وهنا لو استدعينا خطابي الشاعرين الأولين فنجد أن هناك اختلافاً ما، يتضح في أن:
    1- عروة بن الورد كان ينصح بشدة تبعه بغير فترة زمنيّة ولا قوليّة جفاء الرجل الحر حين يستنكر أمراً ما؛ فهو فارس حامٍ ساخن المشاعر ولا يخفى علينا أنه كان يحمل حمية وحماسة طبقة الشعراء الصعاليك.. وشدته وعنف خطابه يكمن في بيته بصراحة تامة وواضحة:
    أَقِلِّي اللَّوْمَ يا بِنتَ مُنذِرِ،
    ونامي ، و إن لم تشتَهي النَّومَ فاسْهري
    أقلي .. نامي .. أو اسهري.. المهم أن تصمتي فقط..
    2- الرفق والرقة في كلمة (مهلاً) وبالذات وهو موجِّهُهُ إلى امرأة.. وفوق هذا ترخيم الاسم وله معانٍ.. يحلو لي أن أقرأ الترخيم هنا كلغة من لغات الترقيق والرقة والتي تناسب عتاب المحب لحبيبه في حنو ورقة...
    مهلا نوار أقلي اللوم والعذلا= ولا تقولي لشيء فات ما فعلا
    فإن شاعرنا هنا يرسم لنفسه ملامح الإنسان/ الفارس/ الرقيق/ العنيف / الجاد/ المحب/ الحاني/ / / /
    ولعله إن كان عروة من الصعاليك.. فالطائي رمز الكرم عند العرب..
    إن هذا الرسم واعياً أو غير واعٍ لشخصية الشاعر لنفسه جديد على تفكيري تمام الجدة..
    ولعل في هذا أيضا كثيرا من ملامح الممدوح مع اختلاف في طبيعة هذا الممدوح..
    - وفوق كل ما سبق .. الحكمة التي أثمرها تفهُّمُ عروة والطائي لفلسفة الحياة..
    وهذا أروع ما في الاتصال الثلاثي بين شعرائنا الثلاثة..
    ثانياً الممدوح/
    إن طبيعة الممدوح اختلفت بين شاعرينا الأولين وبين شاعرنا المعاصر.. هناك كانت القيمة في حد ذاتها.. قيمة الكرامة والفروسية والكرم والمثابرة في كسب الرزق ومنال المناقب الحسنة والخلال الطيبة عند عروة بن الورد، وكانت عند الطائي قيمة الكرم، والأثر الحسن الذي تخلده أفعال المرء الحسنة في حياته صلة الرحم بصفة خاصة والوصل بصفة عامة الحكمة في تدبر وفهم أمر الدنيا وطبيعتها، وقيمة العبرة والاتعاظ من أمر السابقين،
    الانتماء الكامل وافتداء الجماعة بأغلى ما يحبه المرء، عند الحزن والبكاء على الأطلال، الصبر وقت الشدة والجهاد بحقه، معيار وجود الصديق أن يحفظ العهد فإن خان فكما قال النبي التمس لأخيك، ولعل ذلك هو أصلح سبيل وأسرع طريق لرجوع الخائن عن خيانته ولوم نفسه لنفسه..
    إن الممدوح كان هو المعنى والقيمة عند شاعرينا من الأجداد، أما شاعرنا المعاصر فالممدوح عنده ذات طبيعة مزدوجة فهو مجموعة من القيم التي يمثلها فرد بعينه هو شخص النجادي كرمز لهذه القيم طبعاً، فإن انفصلا فلا مديح إلا للقيم .. فهي سبب مديح الشاعر فيه، ومن الطبعي أنني أحب هذا المكان بسبب ذكرياتي الجميلة فيه، فإن لم يكن لي ذكريات تشعرني باللذة فيه فلا حب..
    ولعل في تجسيد تلك القيم في شخص بعينه ما يبرره لنا الدافع العام أو المعروف للتجسيد وهو تسهيل الفكرة وتوضيحها وتقريب المعقول وبخاصة إن كان في حكم المجهول أو البعيد.. مما يؤكد كلامنا فيما بعد عن طبيعة الموقفين للشاعرين الجاهليين، فكان الزمن يعترف بمثل هذه القيم بشكل كبير، أما في زمننا هذا فأصبح الموقف صعبا في ظل جهل العرب وابتعادهم عن قيم حقيقية كهذه التي لدى الشاعرين مما ألجأ شاعرنا المعاصر إلى التجسيد، وكذلك ألجأه إلى (النوم / بدلا من/ اللوم)...
    وحجتنا في رمزية الفرد للقيمة من قول شاعرنا ((فأنت لأمـة الإسـلام رمـز
    وإن غاب الرموز فمن ننادي؟))
    (أحال الصمتَ أنوارا ونـورا، أماتَ الخوف في عين السهاد) بجهاده ومثابرته..
    (نضا التاريخ عن سفر عظيـم
    لمجـد خطـه قلـم الجهـاد) بسعيه في كسب مثل هذا الشرف، والمناقب الحسنة ، وفروسية أفعاله وأخلاقه..
    (نجـاد وأيـن مثلـك للنجـاد) وهذا كان دأب عروة في اقتحام الأخطر والأصعب والمناسب لقدره..إنها فروسية الفعل والقول..
    ((رميت حصون صناع الفسـاد)) وهذا الغزو وما يحصل عنه من رفعة القدر والقدرة الذي نصح به الطائي قومه..
    ((ولم ترض المذمة كيف ترضى/
    لأمـة أحمـد بـاغ وعـادي/
    واكفوا من اتّكـلا)) وهو مبدأ عروة فلا قعود في أحضان الذل وما يؤول إليه أمر الرجل من مذمة بعد مذلة.. والإشارة الأخيرة (واكفوا من اتّكـلا) نفس إشارة الطائي على قومه..
    ((قد اتضحت نوايا الغدر جهرا
    فهيئ ما استطعت من العتـاد)) هنا تشابه في معنى ورد، واختلاف في مرجعياته والحكم في عملية الغدر.. فالطائي يذكر خيانة الصديق، ويذكر صفات العدو كذلك.
    ((نجاد وأنت في القمم العوالـي
    لعلك ديمة تغـري الغـوادي))
    أغزوا بني ثعـل، فالغـزو حظكـم عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمـن نكَـلا
    ويهـاً فداؤكـم أمـي ومـا ولـدتْ، حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكـلا
    /الغوادي/ الروابي - /القمم العوالي/ حاموا على مجدكم)
    من الطبعي أن صفات الممدوح عند شاعرنا انتثرت في قصيدتي الشاعرين الجاهليين كما استكملنا ملامح شخصية الشاعر من قصيدتيهما كذلك..
    شخصية المخاطبة //
    ولا نبتعد إذا قلنا إنها المحور المركزي أو الرئيسي للقصيدة..
    عند الشاعرين الجاهليين ليست هناك ملامح كثيرة فقط هي العاتبة أو العاذلة للشاعر على كرمه الزيادة وفروسيته التي قد تودي به..
    فإن قعد عن الكرم نزل من مكانة الشرفاء المقصودين في الحاجة، وخلا بيته من زواره وسكنت حركته فكان الجو أدعى للكسل والنوم بسكونه بعد صخب الفقراء والمساكين القاصدين بيت الطائي أو منزل عروة أو مذهب الرئيس الإيراني..
    وإن فرغ من صفات الفروسية فَقَدَ مكانته رجلاً شهماً شجاعاً وذل لهذا ومد يده لذلك واتخذ رتماً محددا في حياته بارداً برود حياة السائل أو المرأة ربة البيت.. وراحت الدنيا تتحكم فيه كما يتحرك غثاء السيل..
    إن القصيدة عند عروة والطائي كانت تمثل صراعاً بين الغريزة الأنانية والمتخوفة من الحياة/المرأة الناعمة القلقة التي تفكر في نفسها أكثر وبين طباع العربي الأخلاقية/ التصور العربي العام لنفسية المرأة وبين الرجل الشهم وقوامة رجولته والتصور العربي العام لشخصية الرجل ومكانته، بين سمو الروح وضعة النفس عند الصوفيين..
    فكان الخطاب بين قوتين طلبت القوة السامية من القومية الأنانية أن تقلل من لومها وتنام.. وكلتاهما في الإنسان والقلب مرحلة بينهما كما قال الصوفيون فإن مال ناحية الروح سما وإن مال للنفس اتسخ..
    والخطاب عند شاعرنا امتداد طويل للخطاب الجاهلي.. والكلمة في الشعر مجازية لا يلزمها ملازمة الحقيقة المعجمية للكلمة .. فما يجوز-بعد ما أثبتناه من استلهام تراثي- أن نقول إن النوم هنا شيء غير اللوم هناك.. من المحتمل أن تكون المخاطبة –في تصور الشاعر- قد أطاعت عروة الشديد في خطابه ونامت، فلم تأبه لما يكون بعد ُ، ولأن هذه المخاطبة قد تكون امرأته وزوجته التي أنجبت أولاده والتي أطاعته ونامت أي لم تهتم ولم تبال بالحدث الآتي كله قد أثرت لا مبالاتها على أولادها نفسياً فخرج جيل عربي هو الذي نعاصره الآن من النوم عن الانتصار للشيم العربية الحبيبة..، ومن المحتمل أنها استمرت في لومها/نومها مع الطائي الرقيق الحاشية الذي يصبر على خيانة صديقه ويبقي على عهده، ويفدي قبيلته ويصر على هذا مع أنه لا يذكر استجابة المخاطبة لرجائه الرقيق بأن (مهلا نوار)..
    ولعل من إشارات التوحد في المعنى بين (اللوم/ النوم) استخدام مثل ذلك الفعل (أقلي) ففيه أكثر من إشارة أُثْبِتُ فيها واحدة الآن وهي متمثلة في أنك حين توقظ إنساناً لتخبره بفجيعة سببها أو وقعت أثناء نومه فلا تقول له قلل أو أقلّ من نومك، ولكن تقول له: استيقظ؛ فقد وقع حادثة.. انظر..
    إذن فكلمة (أقلي) أنسب للوم من النوم..
    فلعله هنا يستنتج استجابة المرأة المخاطبة لأمر عروة ورجاء الطائي، تلك الاستجابة التي تطورت عبر الأزمنة إلى (نوم/ لا مبالاة) فأثبت بحرفة البصير بعض ملامح شخصية المرأة التي تكمل احتجاجها صمتاً بعد صوت..
    فالشاعر هنا يستخدم مفردة واحدة ويستفيد من طاقاتها المعجمية والتراثية والصوتية في توحيد عقلي لا يمكن إلا لذي احتراف وموهبة أصيلة..
    والتطور الزمني بين شعرائنا العرب وبين شاعرنا المعاصر يثبت نفسه في تغيير (اللوم/ إلى / النوم) فالشاعر الأول كان ينهى المخاطبة أن تزيد في لومها حتى لا يحدث كذا..
    أما شاعرنا فيطلب منها أن تقل نومها/ لومها / عدم اكتراثها؛ لأنه قد حدث ال"كذا"..
    وفي ذلك تبرير آخر لكلمة النوم بعد اللوم.. وعدم قطعية أنهما مختلفان.. فالأمر في بدايته وبساطته تستخدم معه الكلمات العادية فلم يحدث الذل ولم .. ولم.. في حياة الشاعرين الجاهليين ولذا فقللي لومك.. بينما حين نكون في رحى المذلة أو سخونة الموقف نفسه والعرب في هذه المهانة وقلة الحيلة فيجب أن تزيد الكلمات من شحناتها الانفعالية.. فأنت من الممكن أن تنادي شخصا أخطأ خطأً ضايقك وتقول له: يا إنسان!! ولكن حين يزيد ضغطُ فعلِهِ وتبلغ الإساءة مداها فإنك تضطر إلى تقريعه لا باللهجة ولكن باللفظ كذلك..
    ((أقلي النوم))..
    من إيحاءات ذلك الفعل المحتملة للقارئ أن يكون توظيفاً ذكياً لمواهب الشاعر على المستوى السياسي.. فهو –من زاوية- يثبت أن تغيير الأمر يكون على مراحل.. كيف؟
    إن محاولة التغيير عنده من النوم إلى تدبر اليقظة تدرجت في (أقلي... وقومي.... وانظري... ومن ثم التدبر بعد الإفاقة برفق وخبرة سياسي محنك).. ولعل ذلك بسبب كونه شاعراً وسياسياً في وقت واحد. وبذلك فإن البيت الشعري لم ينتهِ إلا وهناك إفاقة كاملة ويقظة تامة ثبتت للمخاطبة..
    ولا زلنا في تطورات العلاقة بين شاعرنا والتراث..
    إنه يؤيد حسناته، ويعالج ما لا يرضاه في عصورنا الأولى.. أيّدَ حسناته في شخصية الشاعر والممدوح قيمة أو شخصاً.. وعالج ما لم يرضه أنْ طَوَّرَ الخطاب إلى المرأة/القوة النفسية المتخوفة بأنانية/ النفس/ العروبة في بعض مظاهرها التي لا ترضي المجد، وهو الآن يطرح صراعاً من نوع جديد يتمكن من علاقته بالتراث..
    ويبرر فيه كذلك تواجد كلمة (أقلي) أمام أعيننا.. فهو إضافة إلى أنه سياسي ويرغب في التغيير التدريجي فهو كذلك ابن بار للتراث واحتجاجه في حضرة الجد يكون بأدب..
    وتوضيح ذلك أنه عُرِفَ من إحدى الكنايات العربية كناية (نؤوم الضحى) وهي كناية عن المرأة الناعمة التي تنام حتى الضحى لأن هناك من يخدمها فلا تحتاج إلى نشاط مبكر لتنجز أعمالها بنفسها، فالموقف له جذور قديمة وتغييره يستدعي فعلا أن تقلل أولاً لتتدرج إلى اليقظة التامة تلك التي يعلن فيها الأزمة المؤثرة والتي بدورها قد تقوم بدوام اليقظة في صورة (رمم الجماد/ ما يكون في القصيدة من بعد)..
    إنه يغير مبدئاً حياتياً بالفعل في تلك الكلمة..
    و((النوم)) إما أن تكون مصدراً أو تكون اسماً جمعاً..
    ولعلنا نستغرب –ولا زالت طاقات الغرابة تتفتح في كل كلمة نصادفها- لِمَ نعتبر احتمالها أن تكون اسماً جمعاً رغم أن المصدرية والحدث هنا أقرب إلى التصور، ويناسب ما سلف..
    ونقول: أما مناسبته ما سلف فليس يحتكر الكلمة لمعنى محدد فالكلمة في قصيدةٍ ما قد تعطيك أكثر من إيحاء وأكثر من اتجاه وأكثر من فضاء ولا يُؤْذِيها في حُضُورها هذا، وإنما يزيدها بهاء وقدرة وقوة وغنى..
    وأما قربه للتصور فهذا أكيد إلا أنه بقي يشغلني الجار والمجرور.. (عن ..)
    فقد يكون متعلقاً بالفعل (أقلي) فيكون الشاعر كعادته ضرب ألف عصفور بحجر إذ لا أحسب أن الفعل (أقلي) يتعدى بحرف الجر (عن..) ومن ثم يكون ضمّن الفعل (أقلِّي) معنى الفعل (أزيحي/ انفضي) وهنا يكون انتهج حنكة السياسي في التدريج وحنكة اللغوي في الإبانة عن كامل رغبته من فعل الأمر منذ أول كلمة..
    أم ضمنه معنى (أبعدي / أزيحي) فكان طلبه أن تقلل نوّامها من أولاد زوجة عروة الذين أثرت فيهم لا مبالاتها بالأمر.. ذلك الجيل الذي نعاصره الآن..
    وقد يكون معمولاً لمصدر " النوم"..
    وهنا أثبت معنى واحداً:
    - هل يطلب أن تقلل نومها عن الأمر أي تقلل من عدم اهتمامها بالأمر فتهتم قليلا.... نام عن أمره مثلا..
    وقد يكون متعلقاً بمحذوف صفة لـ"ــلــنوم"..
    - النوم المسبب عن جفن الرقاد.. ولا يخفى عن أحد أن من معاني كلمة (جفن) ما يناسب تلك السببية الواضحة لنا في هذا الاحتمال..
    فالجفن بسكون الفاء هو الكرم أو ضرب من العنب ولا يبعد عن الذهن مجازية (العنب) في التراث العربي عن الخمر.. فيكون المعنى .. أقلي وأزيحي ذلك النوم والنعاس الذي سببه لك السكر وشرب الخمر فأذهب تدبرك لما حولنا من أحداث..
    أو تكون ((جِفَن)) بكسر ففتح: وقد ورد في لسان العرب "والجَفْنة: معروفة، أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع، والجمع جِفانٌ وجِفَنٌ" ولا يخفى كذلك تداعيات استخدام هذه الكلمة في التراث العربي من علاقتها بالطعام.. والطعام بكثرة ووفرة شديدة..
    فيكون الشاعر حدد أسباباً لأزمتنا العربية المعاصرة التي تمارسنا بعنف وقسوة.. فإننا :
    - إما كسالى كسلَ النوم وغير نشطين..
    - وإما راقدون رقود الموتى (قال من بعثنا من مرقدنا)، ولا إنكار أن الميت يحس بما حوله ولكنه معدوم الاستجابة.
    - وإما مستسلمون للانحراف الأخلاقي المتمثل في (الجفن/ الكرم/ الخمر).
    - وإما مستسلمون لشهوات الجسد من طعام وما يترتب عليه مما ذكر في الأثر عن القدماء من أهل العبادة وما ذكره أهل الطب من أمراض كثرة الأكل..
    - وإما محاربون لديهم يفتقدون إلى ذكر السيف.. وكل ما لديهم هو (الجفن) غمد السيف.. الذي صار مكاناً لرقاد السيف، فلعل الشاعر أراد إثبات وحشة القبر محل الرقاد لجفن السيف المذكور هنا (المذكور هنا الجفن فقط لا السيف وهذا طبعي أن لا وجود للموتى في الذاكرة)، ولعله أراد استدعاء المواقف القرآنية التي ذكرت هذه الكلمة فيمكنه التأثير في المتدينين المتفقهين المعتبرين، وجاءت في موقف أهل الكهف..
    فأراد أن يثبت موقف أهل الكهف تجاه عيوب الحاكم وقتها، وكيف حفظهم الله، بل وخُلِّدَ ذكرهم في صحائف التاريخ والقرآن..
    وجاءت (مرقدنا) في مواقف البعث، وتحسر الإنسان: "يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا"..
    وفي هذا الموقف معان وعظنا الله بها، وجزى شاعرنا خيرا عنا بتذكيرنا.. وجزاه خيراً عن الشعر بتلك الموهبة الرنانة في استدعاء التراث باختلافه..
    ولعل الشاعر في النهاية يكون قد أراد أن يقول قللي نومك وأزيحيه عن جفن رقادك.. (أي جفنك، أو أراد تصوير الاضطجاع بإنسان له جفن لو استيقظ فأولى بالشخص المضطجع أن يتبعه في الاستيقاظ) فأراد به غطاء العين من أعلى وأسفل.. وفي هذا دقة في تصوير حركة المتيقظ وملاءمة لما أسمعه من كلام معاصر الآن حين يقول إنسان: (أنا مش قادر أفتح عيني) ولعله يقصد قدرته على رفع الجفن.. من كسل أو إرهاق..
    شكراً للجميع..

  2. #2
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    الله الله عليك أخي الناقد القدير أحمد حسن
    بحق و صدق أنت رائع
    أتعجب من هذه القدرة اللغوية الفائقة عندك في تحليل كلمات بسيطة جدا ربما لم يكن الشاعر ليقصدها وقت الكتابة . و أستحسن في قراءتي لقراءتك النقدية استرجاعك أو استحضارك لشخصيتن تاريخيتين من عمالقة الشعر مع اختلاف كل واحد منهما في خصاله و طبائعه . و ربطك بين هاتين الشخصيتين و ما ورد في أبياتهما بشخصية شاعرنا . و هذه المقارنة العجيبة بين أقلي اللوم و أقلي النوم في قصدية باشراحيل .
    أنت تغوص في كل كلمة بل و في كل حرف فنتعلم منك أشياءً أو نرى في القصائد التي تلقي نظرة عليها بعينك عين الناقد البصيرة .
    لفت نظري فقط بيت في القصيدة لعلك لم تتطرق إليه من الناحية اللغوية
    ولم ترض المذمة كيف ترضى
    لأمـة أحمـد بـاغ وعـادي
    و خاصة الشطر الثاني منه ( باغ و عادي )
    فلولا سمعت رأيك و لك جزيل الشكر و التقدير أيها المبدع أحمد حسن
    محبتي و امتناني
    البنفسج يرفض الذبول

  3. #3
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    ٍسبّاحٌ أخي أحمد سبّاح ما شاء الله...
    بارك الله فيك...وزادك علما وفضلا.

    فقط ملاحظة بسيطة لو سمحتم لي :
    لاحظتُ أنك تستخدم " لا زال " وتريدها بمعنى : " ما زال "...ولا ألومك فقد شاع هذا الخطأ
    وانتشر!
    لكن لعله سبق قلم...فلكل جواد كبوة.

    أخي الكريم...ما تعلمته من مشايخي وأساتذتي أنّ لا هنا إن دخلتْ على الماضي أفادت
    الدعاء...

    ولذا إن قلنا لفلان مثلا : " لا زلتَ مريضا "! نكونُ قد دعونا عليه!
    والصحيح أن تقول : " ما زلتَ مريضا " أو " ما تزال مريضا "

    ولذا نحن نقول :
    لا زلتَ بخير...بمعنى الدعاء.

    والشّواهد كثيرة ولا أظنها تخفى عليك...

    أرجو أن تكرمنا برأيك إن كنت تخالفنا...فالعلم بالمذاكرة.

    محبتي وتقديري ،،،

  4. #4
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    الله الله عليك أخي الناقد القدير أحمد حسن
    بحق و صدق أنت رائع
    أتعجب من هذه القدرة اللغوية الفائقة عندك في تحليل كلمات بسيطة جدا ربما لم يكن الشاعر ليقصدها وقت الكتابة . و أستحسن في قراءتي لقراءتك النقدية استرجاعك أو استحضارك لشخصيتن تاريخيتين من عمالقة الشعر مع اختلاف كل واحد منهما في خصاله و طبائعه . و ربطك بين هاتين الشخصيتين و ما ورد في أبياتهما بشخصية شاعرنا . و هذه المقارنة العجيبة بين أقلي اللوم و أقلي النوم في قصدية باشراحيل .
    أنت تغوص في كل كلمة بل و في كل حرف فنتعلم منك أشياء أو نرى في القصائد التي تلقي نظرة عليها بعينك عين الناقد البصيرة .
    لفت نظري فقط بيت في القصيدة لعلك لم تتطرق إليه من الناحية اللغوية
    ولم ترض المذمة كيف ترضى
    لأمـة أحمـد بـاغ وعـادي
    و خاصة الشطر الثاني منه ( باغ و عادي )
    فلولا سمعت رأيك و لك جزيل الشكر و التقدير أيها المبدع أحمد حسن
    محبتي و امتناني
    الله يرزقني بزياراتك حبيباً قريبا
    وأستاذا طيب الكلمات مشجعاً..
    أكن لك الكثير لاهتمامك..
    وأسأل الله أن يتم نور النقد
    بشعر جمالكْ
    ويسعدنا بطمأنينة حالكْ
    ولا يزال يرن في أذني
    أفتش فيّ عني لا أراني
    سوى بعض تراكم فوق بعض

    دم بخير أيها الغالي...
    وبشأن الملاحظة فأنا أنقل أحد التفسيرات التي قيلت في الآية الكريمة
    ((إن هذان لساحران)) فقيل: هذان وليست هذين لأنه لما كانت "إن" للتوكيد، ولم يكن سيدنا موسى وأخوه ساحرين لم تعمل "إن" فيما بعدها..
    وأحسب أن مثل هذا التفسير ينطبق على كلمة شاعرنا الدكتور عبد الله..
    فقد وقعت "باغيا" مفعولاً به، ولكن لما كان الممدوح في رؤية الشاعر لم يقدم على مثل هذا الرضا.. ألغى عمل الفعل فيما بعده من مفعول ..
    دم بألف محبة وخير

  5. #5
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الخطيب مشاهدة المشاركة
    ٍسبّاحٌ أخي أحمد سبّاح ما شاء الله...
    بارك الله فيك...وزادك علما وفضلا.
    فقط ملاحظة بسيطة لو سمحتم لي :
    لاحظتُ أنك تستخدم " لا زال " وتريدها بمعنى : " ما زال "...ولا ألومك فقد شاع هذا الخطأ
    وانتشر!
    لكن لعله سبق قلم...فلكل جواد كبوة.
    أخي الكريم...ما تعلمته من مشايخي وأساتذتي أنّ لا هنا إن دخلتْ على الماضي أفادت
    الدعاء...
    ولذا إن قلنا لفلان مثلا : " لا زلتَ مريضا "! نكونُ قد دعونا عليه!
    والصحيح أن تقول : " ما زلتَ مريضا " أو " ما تزال مريضا "
    ولذا نحن نقول :
    لا زلتَ بخير...بمعنى الدعاء.
    والشّواهد كثيرة ولا أظنها تخفى عليك...
    أرجو أن تكرمنا برأيك إن كنت تخالفنا...فالعلم بالمذاكرة.
    محبتي وتقديري ،،،
    أخي الحبيب الغالي عمار..
    أهلاً بك وسهلاً أيها القريب كلمة وروحاً..
    وأشكر لك مجاملات قلبك الطيب الذي كسانا من حلل محبته..
    وأنزلنا رحابة صفائه..

    أخي الغالي..
    أنقل إليك جزءاً من إحدى المشاركات التي تعد من الجلسات العلمية التي عطرنا بها
    أستاذنا الجليل وعالمنا الرائع الشامخ عادة بفكره وروحه الطيبة الحانية على طلاب علمه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي
    ولكن الأصل في لا زال أنها تفيد الدعاء مثل
    أَلا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ ميَّ عَلَى الْبِلَى =وَلاَ زَالَ مُنْهَلاًّ بِجرْعَائِكِ الْقَطْرُ
    كما قال الرضي : (ويلزمها النفي)، إن كانت ماضية فبما ولم ، وبلا في الدعاء، وان كانت مضارعة فبما ولا ولن، والأولى ألا يفصل بين لا، وما، وبينها بظرف أو شبهه، وإن جاز ذلك في غير هذه الأفعال، نحو: لا اليوم جئتني ولا أمس، وذلك لتركب حرف النفي معها لأفادة الثبوت،
    ولكن الدعاء ليس الدلالة الوحيدة له ، قال الأشموني : (وَهذِي الأرْبَعَهْ) الأخيرة يعني (زال وفتئ وبرح والنفك) لا تعمل إلا بشرط كونها (لِشِبْهِ نَفيٍ) والمراد به النهي والدعاء (أَوْ لِنَفْيٍ مُتْبَعَه) سواء كان النفي لفظاً نحو ما زال زيد قائماً {ولاَ يَزَالون مختلفين} (هود: 118)،
    ومن الجلي أنها لا تفيد الدعاء في الآية الكريمة
    وقد ورد في الشعر لا زال بغير إرادة الدعاء كما في قول عنترة
    أَيا عَبلَ ما كُنتُ لَولا هَواكِ = قَليلَ الصَديقِ كَثيرَ الأَعادي
    وَحَقِّكَ لا زالَ ظَهرُ الجَوادِ = مَقيلي وَسَيفي وَدِرعي وِسادي
    إِلى أَن أَدوسُ بِلادَ العِراقِ = وَأُفني حَواضِرَها وَالبَوادي
    قول ابن الرومي
    لا زالَ يومُك عِبرةً لغدِكْ = وبكتْ بشجوٍ عينُ ذي حَسدِكْ
    وقال ابن القيم في الوصف
    وَرَأيتُ حَوضَ الكَوثَرِ الصَّافِي الذِي = لاَ زَالَ يَشخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ
    ومن شواهد المغني:
    منْ لا يزالُ شاكراً على المعهْ = فهْوَ حرٍ بعيشةٍ ذاتِ سعهْ
    ودمت في الحوار والجوار أيها الكريم
    فله الشكر والإجلال ما أقام في بلاد محبيه..
    وله الخلود في القلوب ما أبعدتنا عنه الأيام..
    ولك المحبة أخي الغالي عمار

  6. #6
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أخي الحبيب / أحمد حسن

    أولا :
    أعجبني ردك على سؤال الدكتور الكريم جمال مرسي...وأحب أن أعرف مصدر الفائدة التي ذكرتها في تفسير الآية الكريمة...
    ولا أخفيك أنني لا أوافقك في الخروج على قواعد النحو المعروفة ولو كان لنكتة بلاغية...لكن
    لعلك إن أتيتني بالمصدر أغير رأيي!
    ويهمني هنا معرفة القائل...(إن كان ممن يحتج به...)
    أقول هذا لأنني كنتُ قد قرأتُ توجيهات علماء اللغة والتفسير لــ (هذان)...ولم ترصد عيني
    ما ذكرتَ...وأقوالهم معروفة (أنظر مثلا : شرح شذور الذهب ، الكشاف ، البحر المحيط...)
    والقول الذي اختاره البعض أنها جاءت على لغة بعض العرب من إجراء المثنى بالألف دائما...

    بارك الله فيك...

    ثانيا :
    مسألة " لا زال "........
    أحب أن أشكرك شكرا كثيرا على نقلك لكلام الدكتور مصطفى...ففيه فوائد نفيسة...والحقيقة أن بيت عنترة هذا من الشواهد القوية! ( لكن هل يرى الدكتور مصطفى أنّ ابن الرومي وابن القيم ممن
    يحتج بكلامهم ؟)
    ويبدو لي أن مسألتنا هذه فيها خلاف! فما ذكرته لكم قد نبّه عليه بعض المعاصرين...ومنهم الأستاذ
    الجليل د. مكي الحسني في كتابه " نحو إتقان الكتابة باللغة العربية "
    ولا أدري إن كان العدناني قد ذكرها في معجمه...(لعلي أبحث في كتابه...)

    لا أخفيك أنني لم أراجع المسألة في كتب القدماء قبل كتابة (ردي الأول)...واعتمدتُ على ما ذكره بعض المشايخ والمتخصصين من أمثال الدكتور الحسني...

    وأرجو أن يسمح لي وقتي لأراجع المسألة بنفسي في كتب الأوائل...من باب (قال بلى ولكن ليطمئن
    قلبي)...ومن يدري!ربما آتيكم بمزيد من الأدلة والشواهد التي تؤيد ما ذكره دكتورنا الكريم..مصطفى عراقي.

    محبتي وتقديري أخي أحمد...

  7. #7
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الخطيب مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب / أحمد حسن
    أولا :
    أعجبني ردك على سؤال الدكتور الكريم جمال مرسي...وأحب أن أعرف مصدر الفائدة التي ذكرتها في تفسير الآية الكريمة...
    ولا أخفيك أنني لا أوافقك في الخروج على قواعد النحو المعروفة ولو كان لنكتة بلاغية...لكن
    لعلك إن أتيتني بالمصدر أغير رأيي!
    ويهمني هنا معرفة القائل...(إن كان ممن يحتج به...)
    أقول هذا لأنني كنتُ قد قرأتُ توجيهات علماء اللغة والتفسير لــ (هذان)...ولم ترصد عيني
    ما ذكرتَ...وأقوالهم معروفة (أنظر مثلا : شرح شذور الذهب ، الكشاف ، البحر المحيط...)
    والقول الذي اختاره البعض أنها جاءت على لغة بعض العرب من إجراء المثنى بالألف دائما...
    بارك الله فيك...
    ...
    أخي الكريم وفق الله مشوارك دوما
    وسدد خطى قلبك المحب الحبيب
    ..
    ولك الحق في وجهة نظرك التي أقدرها وأحترمها، ولكني يا أخي أحتفظ بوجهة نظر (أسأل الله أن أبقى طوال عمري في خدمتها بما لا يغضبه) فقط وهي أن أستغل أي معادل موضوعي (كتابي -صوتي - رسمي) لإثبات شيء مبتكر وجديد وملفت للانتباه، ما دمت لم أقترف سوءاً في حق آية قرآنية ولا حديث شريف..
    ولعلنا لو عددناها في دور الضرورة الشعرية لم نتعدّ حينها مبرر الضرورة الذي ذكره أبو النحو الحبيب سيبويه..
    ولعل المقام يسمح بأن أورد جزءاً آخر من الرواية يمتعني في هذه النظرة:
    وهو أن السائل استغرب رد أبي العباس بن البناء فقال: يا سيدي، لا ينهض هذا جوابا، فإنه لا يلزم من بطلان ققولهم بطلان عمل إن.. فقال: يا هذا، إنما جئتك بنوارة لا تحتمل أن تحك بالأكف وأنت تحكها بين يديك ثم تطلب منها الرونق.؟؟!!
    وأما عن المصدر فتجدها في :
    - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المقري التلمساني (أحمد بن محمد)
    - بسياق آخر في عبد الكريم الخطيب الإعجاز في دراسات السابقين..
    - الإعراب المرفوض الدكتور مصطفى صقر..
    وأما عن الصفحات فإني لا أملك المراجع الآن ولو أمهلتني فترة لأذهب إلى مكتبة المدينة وأبحث لك فيها..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الخطيب مشاهدة المشاركة
    ولذا إن قلنا لفلان مثلا : " لا زلتَ مريضا "! نكونُ قد دعونا عليه!
    والصحيح أن تقول : " ما زلتَ مريضا " أو " ما تزال مريضا "
    قلت (الصحيح : ما تزال) ولقد حددنا الأمر في ساحة نفي الماضي لا المضارع..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الخطيب مشاهدة المشاركة
    ثانيا :
    مسألة " لا زال "........
    أحب أن أشكرك شكرا كثيرا على نقلك لكلام الدكتور مصطفى...ففيه فوائد نفيسة...والحقيقة أن بيت عنترة هذا من الشواهد القوية! ( لكن هل يرى الدكتور مصطفى أنّ ابن الرومي وابن القيم ممن
    يحتج بكلامهم ؟)
    ...
    أخي المسألة ليست أن يحتج بابن الرومي أو لا يحتج..
    المسألة هي أن الأمر موجود وله أصول قديمة عند أهل العربية..
    ولا ريب أن هناك تركيبات في أحاديث نبينا الكريم، بل وعند غيره يقف النحويون عندها ويقولون وهذا لا يقاس عليه...
    فكيف ترى مثل هذا الكلام..
    إنه قبل كل شيء يقول إنهم لا يبلغونا بكل النحو الذي يسير ركب العربية ولكن بما أمكنهم حفظه.. وتدوينه..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الخطيب مشاهدة المشاركة
    ويبدو لي أن مسألتنا هذه فيها خلاف! فما ذكرته لكم قد نبّه عليه بعض المعاصرين...ومنهم الأستاذ
    الجليل د. مكي الحسني في كتابه " نحو إتقان الكتابة باللغة العربية "
    ولا أدري إن كان العدناني قد ذكرها في معجمه...(لعلي أبحث في كتابه...)
    لا أخفيك أنني لم أراجع المسألة في كتب القدماء قبل كتابة (ردي الأول)...واعتمدتُ على ما ذكره بعض المشايخ والمتخصصين من أمثال الدكتور الحسني...
    وأرجو أن يسمح لي وقتي لأراجع المسألة بنفسي في كتب الأوائل...من باب (قال بلى ولكن ليطمئن
    قلبي)...ومن يدري!ربما آتيكم بمزيد من الأدلة والشواهد التي تؤيد ما ذكره دكتورنا الكريم..مصطفى عراقي.
    محبتي وتقديري أخي أحمد...
    بعيداً عن المجال النقلي يا أخي ..
    تعال لنقاش المسألة من زاوية أخرى..
    ما هو السبب في ألا نقول (لا زال)؟
    أليس أن الزمخشري وكثرة من النحاة أثبتوا أن لا تكون لنفي المستقبل .. والحال..
    نعم هو السبب..
    وهنا أطرح أسئلة:
    - ألم يقل في حق "لا" أنها أصل حروف النفي أو الأولى في حروف النفي فعمموا استخدامها ماضيا ومستقبلا حتى وإن كان معممها رجل واحد.. فهذا لا يغمطها أحقيتها في نفي الماضي والدليل أن هناك تصريحا بنفيها للماضي في تكرارها وفي الدعاء..
    لا غاب ولا حضر..
    لا غيبك الله عنا..
    طيب في الجملة الأولى الأولى رغم أن التكرار فيها غير نكهة الجملة ، ولكن لا يغير هذا أن (لا) نفت الماضي الذي لا علاقة له بالمستقبل..
    وفي جملة الدعاء (لا غيبك الله)
    ترى ما المبرر؟
    أليس أنه قصد المستقبل فيها؟ أو غير الماضي عموماً؟؟
    طيب حين أقول أنا لا زال قلبك يبدي الاستغراب..
    وقصدت بها الاإخبار لا الدعاء..
    هل يمكن لأحد يا صديقي أن يجزم أن زمن هذه الجملة هو الماضي فقط، أم الحالي.. الزمن الحاضر الذي أتحدث فيه، أم هو استمرار جامع.. بين الحاضر والمستقبل؟؟؟
    - أليس حتى وإن جزمنا بأن الأمر مقطوع به أن (لا) لا تستخدم مع الماضي.. أليس هناك استثناء مع (زال)..
    ولقد وجد في العربية بدون نفي أصلا وقصدت به كذلك الاستمرار..
    فيقال (زلت أفعل)
    فإن كنا قدرنا الحرف ألا يمكننا التعويض؟
    تحيات أخيك المحب والمقدر لزياراك أيما تقدير أيها الحبيب

  8. #8
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أخي أحمد أعتذر عن التأخر في الردّ وذلك بسبب ضيق الوقت والله المستعان.

    أخي الحبيب...دعني ألخص حوارنا في النقاط التالية :

    1- رواية ابن البناء...وقياسكم عليها :
    الأولى عندي الأخذ برأي جهابذة اللغة...واتّباع ما ذكروه من توجيهات نحوية لــ (هذان)
    في الآية الكريمة.
    ورأيك نحترمه ونقدره...والاختلاف لا يفسد للودّ قضية.

    2- عصور الاحتجاج :
    هذه فيها خلاف بين أهل العلم كما لا يخفى عليك...وليست المسألة هنا هل يحتج بابن القيم مثلا أو لا يحتج...كما تفضلتَ...لكن هل يصح لي أن أستشهد بشعر ابن القيم مثلا كشاهد على مسألتنا؟!
    لا يصح..ولا أظنك تخالفني هنا...
    ولذا قلتَ في ردك السابق :
    " المسألة هي أنّ الأمر موجود وله أصول قديمة عند أهل العربية "...

    3- قولك : " المسألة هي أنّ الأمر موجود وله أصول قديمة عند أهل العربية "
    قلتُ : جميل...ما نعرفه أنّ لا تكونُ لنفي المستقبل والحال...لا خلاف هنا.
    لكن السؤال الآن : هل يصح دخول لا على الماضي :
    نقول : نعم...والدليل قوله تعالى : " فلا صدق ولا صلى " [سورة القيامة ، آية رقم 31]
    قال المرادي في الجنى الداني :
    " وقد تدخل لا النافية على الماضي قليلاً. والأكثر حينئذ أن تكون مكررة...وقد جاءت غير
    مكررة..." اهـ

    ولعل سائلا يسأل الآن... فهل يصحّ – بناء على ما سبق- قولنا مثلا : " لا زال نقاشنا جميلا " ؟
    ونحن نريدها بمعنى الإخبار لا الدّعاء ؟
    أرى – والله أعلم – أن المسألة تحتاج لمزيد بحث...أقول هذا لأنني وقفت على كلام للإمام
    الزجاجي والإمام ابن عاشور...أنقله لك لتقرأه معي :

    قال الزجاجي في معاني الحروف :
    " لا: نفي للمستقبل والحال؛ وقبيح دخولها على الماضي، لئلا تشبه الدعاء ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد؛ جرت كأنك دعوت عليه، وتزاد مع اليمين وتطرح كقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ؛ وقد تدخل على الماضي بمعنى: لم كقوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى }... " اهـ

    وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير :
    قال الزجاجي في معاني الحروف :
    " لا: نفي للمستقبل والحال؛ وقبيح دخولها على الماضي، لئلا تشبه الدعاء ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد؛ جرت كأنك دعوت عليه، وتزاد مع اليمين وتطرح كقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ؛ وقد تدخل على الماضي بمعنى: لم كقوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى }... " اهـ

    وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير :
    " و { لا } نافية دخلت على الفعل الماضي والأكثر في دخولها على الماضي أن يعطف عليها نفي آخر وذلك حين يقصد المتكلم أمرين مثل ما هنا وقول زهير:
    فلا هو أخفاها ولم يتقدم
    وهذا معنى قول الكسائي «(لا) بمعنى (لَم) ولكنه يقرن بغيره يقول العرب: لا عبدُ الله خارج ولا فلان، ولا يقولون: مررت برجل لاَ محسنٍ حتى يقال: ولا مجمل» اهـ فإذا لم يعطف عليه نفي آخر فلا يؤتى بعدها بفعل مُضِيَ إلاّ في إرادة الدعاء نحو: «لا فُضَّ فُوك» وشذ ما خالف ذلك. وأما قوله تعالى:
    { فَلاَ اقْتَحَمَ العقَبَةَ }
    [البلد: 11] فإنّه على تأويل تكرير النّفي لأنّ مفعول الفعل المنفي بحرف { لا } وهو العقبة يتضمن عدة أشياء منفية بيَّنها قوله:
    { وما أدراك ما العقبة فكّ رقبة أو إطعام }
    إلى قوله:
    { من الذين ءامنوا }
    [البلد: 12 ــ 17]. فلما كان ذلك متعلق الفعل المنفي كان الفعل في تأويل تكرير النفي كأنه قيل: فَكَّ رقبة ولا أطعَم يتيماً ولا أطعم مسكيناً ولا آمن. " اهـ

    ولعلي أعود ثانية إن سمح لي وقتي...

    والله أعلم.

  9. #9

  10. #10
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    نعم أخي عمار..
    أما عن عصور الاحتجاج فأنا انتبهت لنقطة أخرى يا أخي وهي أنهم مثلا يقولون في تبرير وجود كلمة بشكل معين (وهذه مسموع لا يقاس عليه) فما معنى هذه الكلمة إلى قصور المعلومات التي وصلت إليهم..
    وأنا أعتمد منهج الخليل بن أحمد الفكري في محاولة التعليل والاستنتاج..
    وبما أنه لم يثبت أن اللغة من عند الله توقيفية فما المشكلة أن نشارك في الاصطلاح..

    وأنا معك في غرابة أن تدخل لا على الماضي.. وإن كنت لا أنكره، فقد علمنا أنه جائز..
    ولكن أنا أناقش الآن في نقطة محددة وهو (لا زال) ..
    حيث إن زال" فعل ناقص وفي هذا يختلف عن الفعل الماضي الآخر..
    ولقد ورد عند عنترة.. فما رأي الزجاجي في عنترة وشعره.. أترى المسألة ترجع إلى أن أهل العصور بعد عنترة ألفوا أ يكون (لا زال) قبيحا؟ يعني أترى أن الأصل في الاستخدام كان (لا زال) للإخبار؟ كما رأينا عند عنترة وهو أعلم باللغة من الزجاجي؟ أم ترى أنه كان للدعاء واستخدمه عنترة؟؟ على كلا الحالين ألا ترى أن الجواز والإمكان مسألة واردة في ظل استخدام شاعر مثل عنترة لهذه التركيب..
    ..
    والنقطة الأساسية التي أناقشها يا أخي.. هو عدم خلوص المعنى في الجملة للماضي.. ولهذا أجد المبرر الكبير في (لا/ زال)..
    زال بنفيها حيث تفيد الاستمرار غير قتل أو سرق ..
    ولك المحبة يا أخي وأنتظرك بشغف..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة فى شطر بيت للأديب العمرى
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-04-2023, 12:17 PM
  2. معِ ابن كثِيْر في العَصْر الحدِيْثِ يّصِفُ الرَّبَيْع العربي
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-02-2013, 04:43 PM
  3. إِضَاءَاتٌ لُغَوَيِّةٌ مِنَ التُّرَاثِ
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 76
    آخر مشاركة: 15-04-2012, 05:46 PM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM
  5. يَا نَبِيَّ اللَّهِ .. أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ
    بواسطة قلب الليل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 06:22 AM