إقرأ كتابك

اقرأ كتابك:
قال تعالى في سورة الإسراء (ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا( 14))
هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى لكل إنسان يوم القيامة بأن يقرا كتابه الذي سجله من خلال اقواله وافعاله وإقراراته والذي قامت الملائكة بكتابته
وعلى هذا الكتاب يتم محاسبة الإنسان
فإن كان مؤمنا صالحا كان من اهل الجنة وإن كان غير ذلك كان من اهل النار وفق ما دون بهذا الكتاب
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى خالق كل شئ أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
والكون كله بمثابة مكتبة كبرى
إلا أن تلك المكتبة مكونة من كتب عملية كل جنس من جماد ونبات وحيوان يمثل كتاب يعرض ما فيه من خلال دوره بهذا الكون
والكتب كلها معا تتداخل لتكون قصة كبرى تبين علو صفات الله سبحانه وتعالى وكيفية قيام الخلق جميعا بتنفيذ محتوى تلك الكتب حرفيا وفق مراد الله سبحانه وتعالى
ويعلن الجميع من خلال تلك الكتب أن لا إله إلا الله لتكون هي محور المكتبة كلها ظاهرا وباطنا
ثم خلق الله سبحانه الإنسان وانزل له كتابه الذي يحقق به دوره في التسبيح لله سبحانه مع هذا الخلق جميعا
والإنسان من أجل أن يحيا الكمال مع الخلق في افعاله واقواله ظاهرا وباطنا عليه بجعل اقواله وافعاله وفق هذا الكتاب
إذ ان هذا الكتاب هو الوسيلة الوحيدة الصحيحة التي تبين للإنسان كيفية قراءته لبقية الكتب حوله والإستفادة منها ومدلول تلك الكتب
فإن أضاف لتلك المكتبة كتبا أخرى من تأليفه وعمل بها فإنه يفسد تلك المكتبة العظمى
والمكتبة مصممة لتحمل كتبا بعينها وقيام الإنسان بوضع كتبا من عنده سيلزم ذلك بأن يزيل كتبا من تلك المكتبة
والشيطان له كتابه الذي يكتبه بدوره مع الإنسان وهو يجلس أمام تلك المكتبة الكبرى ويلازم الإنسان في قراءته لكتب تلك المكتبة ويلازمه في قراءته لكتابه الذي انزل إليه وكيفية رؤيته لما يحتويه هذا الكتاب
ويناقشه ويعرض عليه من خلال وسوسته وتزيينه كبفية الإستغناء عن هذا الكتاب وان هذا الكتاب يمكن الإستغناء عنه بمؤلفات من عنده وما عليه إلا التجربة
وحتى لا تقع البشرية في هذا الخطأ فإن الله سبحانه ارسل رسله ليبينوا محتوى هذا الكتاب عمليا ويبينوا ما ستصبح غليه البشرية من علو في صفاتها الذاتية والفعلية
والشيطان يلازم البشرية إلى يوم موتها
ومعية الله سبحانه وملائكته مع الإنسان ابتداءا
وعلى الإنسان الإختيار كخليفة له مراده أي الكتب التي سيحقق محتواها
هل سيحقق محتوى الكتاب الذي انزل له من قبل الله سبحانه فيعلو وتعلو صفاته
ام سيضع كتبا من عنده ويتبعها
وسيكون الإفساد بقدر الكتب التي قام الإنسان بوضعها لنفسه وقام الشيطان بمشاركته في تدوينها
والشيطان في بدايته لا يعرض على البشرية ترك الكتاب كلية
وانما يعرض عليه أفكارا
ماذا لو قمت بتغيير حرفا من هذا الكتاب فأنت لك كبرياءك فيزيد من غرور الإنسان ويبدأ الإنسان بتغيير الحرف الاول
وتبدا القصة في الخروج عن مضمونها
ويعرض الشيطان تبديلا أخر واخر
فتتغيير الكلمات ثم الجمل
لتكون النهاية تغيير الكتاب بأكمله
ليصبح الإنسان عاملا بكتاب من عنده ويصدره في واجهة تلك المكتبة الكبرى ويحارب ويقاتل عليه
وبالتالي وقعت البشرية في انتكاسة كبرى لن تنجوا منها حتى تعود لكتابها الحق الذي انزله الله سبحانه لها وتقرأه وتقيم ما فيه وتتعامل مع بقية الخلق وفق تعاليمه
وصفات الله سبحانه من التوبة والعفو والمغفرة تزيل أثار إفساده وتحقيق الخلق حوله كل لكتابه يعينه على ذلك فيزيحوا كل أذى قامت البشرية بوضعه
فإن أبت البشرية إلا القيام بمؤلفاتها سيختم لها اعمالها وفق ما دونته بهذا الكتاب لتقرأه على نفسها يوم القيامة وتحاسب وفق محتواه السئ
لتعلن قولتها (يا ليتني لم أوت كتابيه)
فهل نكتب كتابنا ليكون كتابا واحدا وهو ذلك الكتاب الجميل الذي أنزله سبحانه ويكون هو قصتنا ونشارك الخلق جميعا في جمال قصة توحيده وتسبيحه لله سبحانه باعمالنا وأقوالنا الظاهرة والباطنة ليكون هو الكتاب الذي نقرأه في الاخرة

اللهم يسر حسابنا ويمن كتابنا وثقِّل ميزاننا بالأعمال الصالحة والحسنات الراجحة
واجعل ( لا إله إلا الله) هى منهجنا والقرآن الكريم كتابنا
وثبت على الصراط أقدامنا.
آمين يارب العالمين.
بارك الله فيك ـ ولك تحياتي وتقديري.