كيف أستطاعت هجراني وقد أبليتُ قلبي في حبها
وكيف غضبت مني وقد كُنت من خيرها
بين ثلاث لو فهمتها
ماكانت هي من تهجرني
فالأول كان شوقاً لأمتلاك حبها
والثاني كان فيه شوقاً لتسحرني بسحرها
والثالث كان شوقاً لمعرفة مكانتي في قلبها
فيا ندمي على تخيري لها
فما كُنت يوماً أظن بأنها لن تفهمها
وياحسرتي على ماقد فرطت بكل أيام قربها
فمعذرتي أقدمها لكِ من قلبي الصادق على كل ماخيرتك به
فعودي على ماكنتِ عليه من صدق ووفاء
وسأعدك بأنني سأحفر قبراً لذاك اليوم الذي خيرتك فيه بحياتي
فيافرحتي عندما عادت
حتى لو كانت عودتها إشفاقاً على قلبي المُصاب
فالمهم
إنها عادت لتؤنس قلبي الوحيد حتى لو لم تُحبه
فكفى بقلبي انهُ قد أحبها
والمهم
أننا عُدنا نتناجى في ليالي السهر
فلا يفيقني إلا صوتاً ينادي ألا هبوا بني البشر
لتركعوا وتسجدوا لرب العباد
فقضينا أياماً وليالي وشهوراً وسنين
وأنا أبادلها الحب وهي تبادلني الإصغاء والإخاء
حتى وصلنا ليوم تكشفت فيه الحقائق
دون أن أسعى إليها
فقد قالت بإنها لم تثق بإحساسي قط
إلا اليوم ولابد من مصارحتي
فصارحتني وصفعتني وحطمتني ومن ثم قتلتني
فساد صمتي على كل إحساسي
وتغرغرت روحي في حلقي
وأهتزت شفتاي تُريد الصياح
وفاضت عينيّ بدمِِ أستعارته من دماء قلبي
وهي مازالت في لحظتها تنادي
لا تغضب مني فأنت من تُحبني
وأنا من أعطيتك من التقدير والإحترام الكثير
فصمِتُ وهي تنادي حتى فاضت عينيها بالدمعِ
فسارعتها بإبتسامةِ شهيد رأى في موته الجنانِ
وقلت كفكفي دمعاتك ياقلبي
فهذا هو جزاء من يُحب ويعشق بصدق في الدنيا
وليس ذنبك إذا كانت كلماتي لم تُعطكِ الدفء والحنان والعطف
فالذنب ذنبي لأني أقحمت نفسي في حروب الحب
مفتخراً بأنني الفارسُ ذو الجواد الأبيض الناصعِ
ولكني اليوم علمت بأنني الأسير المهزوم المنكسرِ .
ودمتم بألف خير