|
دهش القريض ، وحارت الأقوال |
مـاذا أقـدم أيهـا العـمـال؟ |
ماذا أقدم والحـروف تأرجـت |
بجواركـم، لكنـهـا تخـتـال؟ |
أسرت بما قدمتموه ؛ فعطرهـا |
بين الورى تهمي به الأعمـال! |
من كد أيديكم، وعطر جباهكـم |
صار الخيـال حقائقـا تنهـال |
وغدت أمانـيُّ الحيـاة وقائعـا |
تغنى بها الغـدوات والآصـال |
فكأنما سر الحياة أبـى سـوى |
أن يستقـر لديكـم التـرحـال |
ما قيمة الدنيا إذا لم نصطحـب |
عمـلا بـه تتحقـق الآمـال؟ |
هذي المصانع لم تكن في أمسنا |
إلا منى ًبيـد الخيـال تُنـال |
أو مُرتجَـىً لمطالـبٍ حتميـة |
سيـان فيهـا نسـوة ورجـال |
بعزائـم العمـال قـام بناؤهـا |
وسـرت منافـع للأنـام تنـال |
والأرض بالعمل ازدهت وتألقت |
وعلا الجنى يوم الحصاد جـلال |
هي منة الرحمن يمنـح سرهـا |
من كان للإخـلاص فيـه مـآل |
ما عيدكم يوم يمر كأنه |
ضيف ستطوي خطوه الأميال |
لكنه ذكرى ترف تألقا |
في كل خير للورى ينثال |
يا أيهـا العمـال والدنيـا لكـم |
في عيدكم قـد حفهـا الإجـلال |
أنتم شرايين الحياة ، ونبضهـا |
وضياؤهـا المترقرق الجوال |
أنتم فراديس الرجاء ، وعطـره |
وشبابـه المتـوقد الـفعال |
أنتم على مر الزمـان مباهـج |
ومفاخر تُزْهـى بهـا الأجيـال |
أنا إن شدوت فلن أكون سوى صدى |
نغم تزف لحونه الأفعال |
خجلى حروفي حين تمدحكم ،وهل |
تكفي مديحكمُ هنا الأقوال؟ |
مهما تأنقت القصائد فهْي مـن |
أغنيـة يشـدو بهـا العـمـال |