القدس تصرخ فيكم يا عرب
وأمرها يستدعي منكم الغضب
ويهودي حثالة
يستهين بكم
ويحاول تدنيس الحرم
ومغاوير من فتية القدس وبنيها
يضربون به
بالحذاء وبالحجر
* * *
يا عرب
في أمركم عجب
تتحركون ولا غضب
تتوعدون وقولكم خطب
مللتها
وملت منها القدس وأهلها
* * *
القدس تصرخ فيكم يا عرب
ولسان حالها يقول : .
إلى متى أرتقب ؟
ووعودكم عرفتها
فضفاضة
كذابة
يعتريها الصدق
ومازلت أرتقب
* * *
القدس تصرخ فيكم يا عرب
هل من منجد ؟
هل من صلاح الدين فيكم
هل من عمر
هل فيكم غيور على القدس من التتار
كقطز وبيبرس
* * *
أين أنتم يا عرب هذا الزمان
يستغاث بكم ولا تغيثون
تتظاهرون
وكم من تظاهرة خرجتم بها
هي عن حدود العدى بعيدة
وبعدها
إلى أوكار لهوكم تعودون
* * *
القدس تألم
فمن يزح عنها الغمام ؟
القدس لا تستثير فينا الشعر والخطب
القدس تستثير فينا نخوة المعتصم
وتصرخ فينا
فكوا وثاقي
اخلعوا ما حولي من أسلاك شائكة ومستوطنات
طهروا بدمائكم ثراي من دنس يهود أنجاس
* * *
القدس تصرخ فيكم
هل من دماء ؟
القدس عطشى لا ترتوي إلا بدم الشهداء
القدس ثارت
والقيد يلف معصميها
القدس ثارت
وهي ترزح خلف الأسوار
القدس ثارت
وهي مشدودة الوثاق
تصرخ وا عمر
وا صلاح الدين
وا قطز
القدس تصرخ والأنين شكاتها
وأنا شاعر يملك الفكر والقلم
سمعت صرخاتها وأنات جراحها
فمضيت أبحث عمن استجد فيه نداها
علني أوصله إليها
لكنني لم أجد
فسابقت الزمان
إلى قبل ألف وأربعمائة عام مضين
هذا بن الخطاب عمر
في عهده العدل انتشر
وقفت بين يديه
أنقل إليه شكاة القدس
فأجابني أي بني
الظلم في زمانكم سيد
اللص حاكم وقاضي
وأهل الحق في قفص وحصار
ظلم حكامكم ضيع القدس
وسلم مفتاحها للصليبيين
اذهب إلى تكريت تجد صلاح الدين
وانقل إليه شكوى الحبيبة
وقل له : .
ابن الخطاب حزين على حالها
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا عمر
ليتك سيد زماننا هذا
لكان الحال غير هذا الحال
عبرت الزمان
حتى دخلت تكريت
ومعالم النخوة وعزة الإسلام بائنة فيها
سألت عن صلاح الدين
فإذا به فارسا جسورا
على ظهر جواده حضر
يقول لي : .
من يدعونني
* * *
أجبته ها أنذا
أتيتك من بلاد القدس
ومعي إليك رسالة
من ابن الخطاب عمر
يقول أنه حزين على حال القدس
فأجابني وقد طأطأ رأسه
وقال لي : .
أي بني
في زماني كنت أقاتل الأعداء بالسيف والرمح
لكن في زمانكم
تقاتلون اليهود بالجرائد والخطب
اذهب إلى قطز
وقل له : .
لا سلمت إن لم تسلم القدس
سلاما صلاح الدين
هل في زماننا من يعيد حطين
* * *
عبرت الزمان
حتى دخلت مصر
حيث المروءة وعزة العرب
سألتها أين قطز
فنادته
ووقفت أمامه
فارس يمتطي جواده
قال لي : .
من أين جئت
أجبته : .
من القدس
وصلاح الدين رسالته إليك
لا سلمت إن لم تسلم القدس
فأجابني بصوت منخفض
أي بني
الحدود بين بلاد العرب متينة
والمجاهد في مفهومهم إرهابي
يقتلونه ... يسجنونه
وأنا لا أطيق هذا الحال
لا أحتمله
عد الى زمانكم
فان هناك فتى يافعا
يدعونه عماد عقل
يداهم الخطر
يقتحم الحواجز في قلب أعدائه
اسمه يبعث الرعب
اذهب إليه
فعنده قتل اليهود عبادة
يتقرب بها إلى الله
سافرت من زمن الفرسان
إلى زمن عز فيه الرجال
صانعي المحال
التقيت عقل
ملهم العقل
لا ينام
ولا يترك أحدا ينام
نقلت إليه شكاة القدس
فقال لي
عياش قادم
عياش مرحلة
حتما ستأتي
وفيها درسا لليهود والمستوطنين
سيعونه جيدا
اذهب إليه
وقل له : .
أنا من عند عقل جئتك
أنقل إليك استغاثة القدس
واستودعته الله الذي لا تضيع ودائعه
ومضيت حتى رافات
وناديت أين أنت عياش
فأجابتني بحسرة رافات
لن تجده في بيوتي
لن تجده في أزقتي
هو لم يختر البعد عني
لم يختر مفارقتي
هو مطارد
يمارس الترحال هنا وهناك
الليل يعرفه
كل بيت كل قرية ومدينة وزقاق
يرعونه
يفتدونه
عن أعين الأعداء يخبئونه
تنهدت رافات قائلة
ليتك تجده عندي
متى يعود لي
أين هو بحق السماء ؟
نابس نادتني
الجواب عندها
عياش في هموم القدس مشغول
سيأتي إليك
فانتظره حيث غابات الزيتون
سيطلع إليك
ومعه الأمل الموعود
* * *
بان البطل عياش
في قبضته رزم من القنابل
في كل قنبلة ألف غضبة
ألف وقدة على اليهود
سألته
ما الذي دعاك لتكون
مهندسا في تجهيز القنابل
فأجابني
غولدشتاين قتل المصلين في الحرم
صنع مجزرة
فأردت أن أنتقم
أن ألقن اليهود درسا
لم تلقنه إياهم الخطب الفصاح
الآن مرحلة
يقولون سيدها عياش القنبلة
القدس همي
والانتقام لها شاغلي
لكن الآن
موعدي مع السماء في عليين
وتلامذتي من بعدي قادمون
كثيرون هم
في عداد مدرسة
أستاذها عياش
عد إلى القدس وطمئن قلبها
وقل لها
العياشيون قادمون
في يدهم ألف لون للمنون
إلى ثراك يتوقون
إلى الشهادة يتسابقون
يتهافتون
يقولون وقولهم صدق
لا قرت عين لنا
والقدس يأسرها الطغاة
سنجعل من صدورنا
الصدر الذي تتنفس منه القدس
هواء طلقا
مفعما
بنشوة الحرية
* * *
عد يا بني وقل للقدس إنا قادمون
العياشيون من كل حدب وصوب
إليها يجيئون
وستنعمين بجهادهم واستشهادهم
هموا الفاتح بن الخطاب عمر
هموا ناصرك صلاح الدين
هموا محررك قطز
هموا إخوان عقل
وتلاميذ عياش
هموا صنيعة الرحمن
خلقهم
ليكونوا الجيش الذي سيطهر أرضك من دنس يهود