الأرث المسروق (ق.ق.ج)
سافرَ وجهُها بعيداً ، تاه كلُ كمالها ، تحيرتْ بين البقاء أو الرحيل ، وقبل إتخاذ القرار ، مسكتْ معولَ الُخسران تنبشُ جليدَ الكراهية ، وتحرقُ ماتبقى من قشٍ للمودةِ لايقصم ظهرَ جرادةٍ أو يُطعِمُها ، ثمَ توغلتْ في ذاكرتها الملوثة تبحثُ عن غدرٍ تناسلتهُ مع قوم ميثاقُهم الإستخفاف والإستحمار ، بالأمسِ قاموا شتتوا محاسنها أحرقوا أكمامَ ثيابها ، وتقيئوا ماتبقى منها على أرصفةِ العاطلين عن العقل ، حتى أزكمتْ رائحتهم أنوف القاطنين في أسفل فوهات المجاري ، قالوا لها سافري إبتعدي إختاري غير مدينتنا إشتري لنفسك الكرامة ...
نزحتْ عنهم ، تفيئتْ ظلالَ أشجارِ الكرامةِ والمحبة عند قومٍ جلُ مواثيقهم الإخلاصُ والإيثار ، تسلقتْ جدارَ ثقتِهم ؛ حتى أوثقتْ السرَ في بئرها وعلقتْ مفاتح الأبواب في جيدها ، ثم إقتدحت زناد فتيلها أن إقدموا فقد آن الأوان ، سعوا خلفها يتلاهثون ، وعلى عزفِ نايها يتمايلون ، تتبعوها يزعمونَ أنها سرقتْ إرثهم ....
تنازعوا ...
إنتظر الجميع قرارها....
لم يدم الأمر طويلاً ... عادتْ حيثُ تعودتْ أن تكون ...
محمد مشعل الكَريشي