أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: ياءُ الغائبة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 4
    المواضيع : 3
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي ياءُ الغائبة

    ..
    كل إهداءٍ.. لها بالطبع .

    ..
    كتَبَتْ :
    (1)
    سينتقلُ الغريبُ... إلى الغريب ,
    لعلّ بداوةً نفذتْ إلى رئتيكَ من رمل الجنوب ,
    لعلّ توتُّر الأشياءِ بين يديكَ أورثَكَ انفصالاً ..
    سِرتَ في جسديكَ مُتَّحِدَ الدروب,
    لعل نطقاً ما تغير في رِيوف كلامِكَ ,
    استبقيتَ جرحَك عند كورنيشَ المدينةِ ,
    لمْ تطارِحْكَ الشوارعُ غير قُبلَتها المميتةَ ,
    فاستدرتَ إلى الكتابةِ مفرداً..
    و أتيتني.
    و أنا التي قرأتْ فؤادَك في القصيدةِ مرتينِ ,
    رسمتُ خارطةَ الحنينِ ..
    طويتُ فاتحةَ الغيابِ على جفونكَ
    كي ترانيَ كلَّما أغمضتَ ,
    نَم..
    نَم يا حبيبي ,
    لن يزورَكَ هاجسُ الفقدِ الذي يحدوكَ صحواً
    طالما حطّتْ يدايَ على النوافذ
    تحرسانِكَ من غبارِ النهرِ في عينيكَ ,
    حاصركَ النشيجُ و خانكَ الماءُ المُرابِطُ بالسهرْ .
    (2)
    لي في غيابي تكأَةٌ ,
    لأرتبَ الفوضى
    و أجْرِدَ مفرداتِ الأرضِ ,
    كمْ نقصتْ من الأزهار و الأطفال
    و الطيرِ البدائيِّ الحنينِ ,
    كَمِ استزادتْ من مداخنَ و اشتباكٍ
    بين حشرجة القتيلِ و بين أوتار الكمنجةِ و الزنادِ ,
    الواقعيُّ دوامُ فصلٍ لا ملامحَ فيهِ ,
    لكنَّ الخياليَّ التورّدُ في خدودِ الأرضِ ,
    نمنمةُ العيونِ على المسافةِ
    لا بكاءَ يهزُّها.
    يكفي - حبيبي- أن نحبَّ
    فتصعدَ الأرضُ السماءَ ,
    و تستقرَ على جناح يمامةٍ بيضاءَ ,
    فسرها الغَمامُ العارفونَ بأنها الجَنّاتُ ..
    لكنْ شُبِّهتْ للناسِ ,
    يكفي - يا حبيبي - أن نحبَّ
    لينهضَ الشجرُ القديمُ مُدافعاً عنّي و عنكَ
    و هاتفاً : " أولاديَ الفقراءُ أنتمْ..
    فادخلوني آمنينْ . "
    (3)
    لي هدأةٌ
    بعد البلادِ بخطوتينِ
    لكي أُريحَ الحلم من تعبِ الهويّةِ ,
    مفرداً ..و اثنينِ واحدنا بكاءً,
    ها هو المنفى قريبٌ ,
    ها همُ الغرباءُ ينقرُ طيرُهمْ
    عينَ النشيدِ فلا يرانا..
    هاتِ لي بلداً صغيراً في يديكَ إذا أتيتَ ,
    و هاتِ لي شاياً و نعناعاً
    و سُكَّرَ ضحكتينِ ,
    و هاتِ دفترَ ذكرياتِكَ
    كي أرى كيفَ ارتجفتَ و أنتَ تكتبُكَ البلادُ
    مسافراً فيها و فينا .
    (4)
    تعالَ ,
    البردُ يهزمني
    و تنتَحُ شتوتي فوق الأصابع ملحَها,
    و الشمسُ عطلٌ واضحٌ في جبهةِ الشبّاكِ ,
    كُرْكِمَ صوتُها :
    " أوَ كلّما - يا بنتُ - صَعَّدَكِ الحنينُ إليَّ ..
    غِبْتُ على غدٍ ؟!! "
    خُذني قليلاً ,
    و اخْفِني تحتَ الوسادةِ ,
    ساوِني بيديكَ في درجِ القصائدِ ,
    و ارتديني في خروجكَ من غيابكَ في غيابي ,
    مثلَما أخبرتَني :
    " أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
    أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
    إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
    أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
    أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
    و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
    كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ
    ..
    خالد عبد القادر

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الأخ الكريم خالد عبد القادر
    تجياتي الحارة

    شجن و لا لا ككل الشجن
    باكورة في الواجة تنم عن بواكير مجربة
    و عن نص سامق في تسلق المعنى
    إن رأى البعض أن تثبيتها واجب للترجيب
    فأنا أقول إن تثبيتها واجب لما فيها..
    و لمن لا يصدق فليقرأ هذا المقطع مرة أخرى:

    " أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
    أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
    إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
    أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
    أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
    و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
    كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ

    تحياتي
    عبد القادر

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 358
    المواضيع : 15
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عبد القادر مشاهدة المشاركة
    ..
    كل إهداءٍ.. لها بالطبع .
    ..
    كتَبَتْ :
    (1)
    سينتقلُ الغريبُ... إلى الغريب ,
    لعلّ بداوةً نفذتْ إلى رئتيكَ من رمل الجنوب ,
    لعلّ توتُّر الأشياءِ بين يديكَ أورثَكَ انفصالاً ..
    سِرتَ في جسديكَ مُتَّحِدَ الدروب,
    لعل نطقاً ما تغير في رِيوف كلامِكَ ,
    استبقيتَ جرحَك عند كورنيشَ المدينةِ ,
    لمْ تطارِحْكَ الشوارعُ غير قُبلَتها المميتةَ ,
    فاستدرتَ إلى الكتابةِ مفرداً..
    و أتيتني.
    و أنا التي قرأتْ فؤادَك في القصيدةِ مرتينِ ,
    رسمتُ خارطةَ الحنينِ ..
    طويتُ فاتحةَ الغيابِ على جفونكَ
    كي ترانيَ كلَّما أغمضتَ ,
    نَم..
    نَم يا حبيبي ,
    لن يزورَكَ هاجسُ الفقدِ الذي يحدوكَ صحواً
    طالما حطّتْ يدايَ على النوافذ
    تحرسانِكَ من غبارِ النهرِ في عينيكَ ,
    حاصركَ النشيجُ و خانكَ الماءُ المُرابِطُ بالسهرْ .
    (2)
    لي في غيابي تكأَةٌ ,
    لأرتبَ الفوضى
    و أجْرِدَ مفرداتِ الأرضِ ,
    كمْ نقصتْ من الأزهار و الأطفال
    و الطيرِ البدائيِّ الحنينِ ,
    كَمِ استزادتْ من مداخنَ و اشتباكٍ
    بين حشرجة القتيلِ و بين أوتار الكمنجةِ و الزنادِ ,
    الواقعيُّ دوامُ فصلٍ لا ملامحَ فيهِ ,
    لكنَّ الخياليَّ التورّدُ في خدودِ الأرضِ ,
    نمنمةُ العيونِ على المسافةِ
    لا بكاءَ يهزُّها.
    يكفي - حبيبي- أن نحبَّ
    فتصعدَ الأرضُ السماءَ ,
    و تستقرَ على جناح يمامةٍ بيضاءَ ,
    فسرها الغَمامُ العارفونَ بأنها الجَنّاتُ ..
    لكنْ شُبِّهتْ للناسِ ,
    يكفي - يا حبيبي - أن نحبَّ
    لينهضَ الشجرُ القديمُ مُدافعاً عنّي و عنكَ
    و هاتفاً : " أولاديَ الفقراءُ أنتمْ..
    فادخلوني آمنينْ . "
    (3)
    لي هدأةٌ
    بعد البلادِ بخطوتينِ
    لكي أُريحَ الحلم من تعبِ الهويّةِ ,
    مفرداً ..و اثنينِ واحدنا بكاءً,
    ها هو المنفى قريبٌ ,
    ها همُ الغرباءُ ينقرُ طيرُهمْ
    عينَ النشيدِ فلا يرانا..
    هاتِ لي بلداً صغيراً في يديكَ إذا أتيتَ ,
    و هاتِ لي شاياً و نعناعاً
    و سُكَّرَ ضحكتينِ ,
    و هاتِ دفترَ ذكرياتِكَ
    كي أرى كيفَ ارتجفتَ و أنتَ تكتبُكَ البلادُ
    مسافراً فيها و فينا .
    (4)
    تعالَ ,
    البردُ يهزمني
    و تنتَحُ شتوتي فوق الأصابع ملحَها,
    و الشمسُ عطلٌ واضحٌ في جبهةِ الشبّاكِ ,
    كُرْكِمَ صوتُها :
    " أوَ كلّما - يا بنتُ - صَعَّدَكِ الحنينُ إليَّ ..
    غِبْتُ على غدٍ ؟!! "
    خُذني قليلاً ,
    و اخْفِني تحتَ الوسادةِ ,
    ساوِني بيديكَ في درجِ القصائدِ ,
    و ارتديني في خروجكَ من غيابكَ في غيابي ,
    مثلَما أخبرتَني :
    " أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
    أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
    إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
    أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
    أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
    و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
    كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ
    ..
    خالد عبد القادر


    أرهقت نفسك ألف مرة كي تخرج بمدينتك سالما لم أكن أدري أن هناك حرفاً يستطيع خرق القوانين
    الشعرية وامتلاك صيغة جديدة لحروف قديمة قد لا يشكل ذلك فارقاً عند المبدع فقد أرسى قواعده ورحل
    تاركا أنهارا تنساب , حالة البرد أيقظت فينا الحنين شعورا بعيدا ووحيدا ربما لن نكره البرد بعده , حينما تخرج بي لن يشكل فارقا إن كانت تحتويني أو.......
    يا سينُ إن المرسلينَ
    إلى حدودك يخطئونْ
    لا تغلقي الأبواب وانتظري
    لقد أدركت أن الليل جاءْ
    والقاتل المنسيّ يحلم باللقاءْ
    عيناه أمسان استعدا للرحيلِ
    ووجهو الخمرى مكتمل المساءْ
    هل تشعرين بهِ
    ينام إلى جواركِ
    كفه تمتدّ
    تنزع عنك أحزان الشتاءْ
    هو زكرياتكِ فاحتوي النيرانَ
    واحتملي البكاءْ
    [IMG]\\It008\عمو رامى\ramy[/IMG]

  4. #4
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    الشاعر المبدع خالد عبد القادر
    وقفت طويلا مع هذه القصيدة الرقراقة بالأمس و لامست كل حرف و زفرة فيها
    و كنت قد كتبت رداً مطةلا إلا أنه و لسبب ما ضاع مني فلم أستطع استرجاعه
    عدت اليوم لأحييك من جديد مبديا اعجابي بما كتبت
    فأهلا بك و بحرفك النابض
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  5. #5
    الصورة الرمزية خالد الحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : حيث يخفق القلب
    المشاركات : 1,596
    المواضيع : 52
    الردود : 1596
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    أخي خالد

    رشفتها شهدا مصفّى

    رائع حرفك

    دمت بود
    khaled_alhamd1@


  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    نعم أخي رابحي أجدها تسحق التثبيت حقاً.

    هي من الشعر العذب ذي الملمس المخملي.

    أبارك لك أخي الشاعر خالد عبد القادر هذه الرائعة وأتمنى أن تتحفنا دائماً بالمزيد من الجمال الشعري.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.66

    افتراضي

    كثيفة مكثفة بدأت إيقاعيا ثم تدحرجت إلى الفكرة إلى الدلالة العقلية إلى الترميز الشعري لا أقول الرمز .
    هناك الدلالات أحيانا تعطيك جرسا عقليا في غياب قافية تحددها بصريا قبل كل شيىء ثم شعوريا ولا أضمن قراءة هذا عند الجميع .

    شكرا

المواضيع المتشابهه

  1. الحقيقة الغائبة
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-06-2012, 06:44 PM
  2. عودة الغائبة
    بواسطة نجاة محمد في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-05-2008, 06:48 PM
  3. الغائبة الحاضرة أمي
    بواسطة الجوهرة القويضي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-01-2008, 09:28 PM
  4. ايتها الغائبة..تعالي \ زياد جيوسي
    بواسطة زياد جيوسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 10:42 PM
  5. الذكرى الرابعة عشر للهولوكوست النازي البوشي لمجزرة ملجأ العامرية ... الحقيقة الغائبة
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-02-2005, 03:26 AM