سلام الـلـه عليكم
الأخت والابنة الغالية الأديبة الرقيقة ليلك ناصر ( حلا )
فوجئت جدا بهذا النص المتميّز , فقد نجح قلمك في الانتقال من الابعاد المنظورة , الى البعد الرابع المحسوس , في حالة معروفة ولكنك وضعتها في قالب ابداعي مؤثّر, كما نجح قلمك بالتمازج البارع بين التباينات اللفظية والحسية , باسلوب رقيق سهل , الرقة وقسوة الحزن , الفستان الأبيض , والدماء الحمراء النازفة , الفرح والتعازي , بين المأمول وما هو كائن , تقدمين رسالة شفافة , وتطرحين مسالة تستحق التفكير .
واسمحي لي ايتها الغالية , أن أعيد كتابة النص , بعد أن ألمح الأديب الكبير الاستاذ الدكتور سلطان الحريري , لبعض التسرع في الكتابة على لوحة المفاتيح , ولم يقم بالتدقيقات اللغوية , خشية منه وهو الانسان الرقيق الكبير , أن يخدش جمال النص ورونقه :
في يوم لامع و الزغاريد تتطاير فرحا ، و الابتسامات الجميلة تهدى لي ، و الكلمات المهنئة تتردد في مسامعي ..
لبست فستان زفافي الأبيض الناصع ، ارتديت حزني و همي ، شربت كثيرا من الآلام ، لطخ فستاني بدماء جروحي النازفة ، و كيف لفرح يجتاح قصوري و أنت بعيد ، و أنا أزف لسواك ؟؟ كيف بالله عليك كيف ؟؟
فستاني كان حزينا ، حتى ورودي كانت ذابلة حزينة ، كل شيء في دربي يبكي و ينوح ، يتألم و يعتصر ألما ..
وأنا أقود نفسي بخطوات بطيئة للأمام ، و الحزن مخيم علي .. أتمنى لو أرجع خطوات للخلف ، أتمنى أن أعود لأول لقاء ، لأول دقة قلب ، وأول ابتسامة .. أتمنى و ما ينفع التمني في هذه الأوقات ؟؟
كنت أتلقى التعازي من أصدقائي بكلمات جميلة مزخرفة مهنئة لدخولي لهذا العالم الجميل .. و ليتهم يعلمون
ماذا يفعلون بقلبي المسكين ، بحزني العميق ، و ألمي الموجع ، لو يدرون أني أزف إلى جحيم يترقبني لما هنأوني بهذا اليوم .. لو يدرون أن قلبي و عواطفي معك لعذروني و علموا سر ابتسامتي الحزينة ..
فستاني هذا كنت أحلم به دوما ، كنت أقول بأني سأنثر عليه ورودا* جميلة ، سأخيطه بخيوط من الأمل ، و أنثر عليه عطرا من الفرح و السرور ، لم أدر بأنه سيأتي يوما ( يوم )** و يلطخ بدمائي النازفة ، يخاط بخيوط الحزن و الألم ، لم أتوقع يوما ، أني سأرتدي عقدا من الماس و كأنه عقد من جمر مشتعل بالنار .... لم أتوقع أبدا أني سأحبك أكثر حتى و أنا بعيدة عنك ....
* ورود جميلة استخدمت المنع من الصرف
** إن كان القصد بأن سيأتي الفستان ذات يوم , فهي ( يوما ) , اما إذا كان المقصود بأن اليوم هو الذي يأتي , فهي ( يوم ) .
تقبلي احترامي واعجابي , واعتذر إن وجدت اخطاء في كتابتي ايضا , فلوحة المفاتيح متعبة .
د. محمد حسن السمان