|
هامَتْ خوافقنا بالصّبِّ فاصطبري |
روحي للُقيا مُحبٍّ في هوًى عَطِرِ |
إنّي شعرتُ الشّعورَ من مواجدهِ |
ففاضَ بوحي على أوتارِ مُنكسِرِ |
يا عاذلي بعزوفي اليومَ عن دِيَمٍ |
ماذا يُفيدُ النّهولُ إن جفا قدري |
ماذا يفيدُ الكلامُ في ترنّمهِ |
أو هل يُجيبُ البعيدُ إن شجا وتَري |
ما للتّكلّفِ قد صارتْ موائدهُ |
كُثراً و صرنا بُعيدَ الصّفوِ في كدرِ |
ما طابَ يومٌ منَ الأيّامِ مختلطٌ |
و قد عرفتُ شعورَ الصّفوِ بالفطرِ |
نأبى العزوفَ عنِ الإسفافِ في سِيَرٍ |
و كمْ تورّدَ مَفتونٌ منَ العَكِرِ |
ما قيمةُ القدْرِ تسقينا بهِ مُهَجٌ |
و قدْرُنا عندَ من يدري على قترِ |
يا مالكاً خفقَ قلبي رقّةً وهوى |
و آسراً طيرَ شوقي و النوّى قدري |
أسلمتُ روحي لربّي و الوفا قدَمي |
أبكيكَ شوقاً و بعضُ الشوقِ كالقمرِ |
ما زلتُ أصحو بصبحٍ ملؤهُ أملٌ |
لعلَّ صبحاً يجينا و اللّقا سمري |
ما زالَ ذكرُكَ يسقيني على ظمَإ |
و يسقينيَ الحبُّ لو تدري بلا نظرِ |
تريدني دائمَ التجديدِ في كَلِمٍ |
و قلبيَ الصّبُّ فيكم دائمُ الفكرِ |
إن بحتُ حُبّا فذاكَ ما خفى فبدا |
أو دام صمتي فبوحي في لقاً نَضِرِ |
بينَ الشعورِ و بينَ البينِ قد نزفتْ |
دما فؤادي بلوعةٍ معَ الحسَرِ |
تجري الدّماءُ و إن لم تجرِ هل عتقتْ |
قلباً يذوبُ من الأشواقِ كالشّررِ؟ |
يا عاشقاً مثلَ طيرٍ دونَ أجنحةٍ |
عسى جناحُ اعتزامٍ أو رضا القدرِ |
عسى لقاءٌ على الغيوبِ قد طُرزَتْ |
بهِ المباسمُ و اللّحْظاتُ كالدُّررِ |
عسى أراكَ و في قرْبٍ فدونك ما |
تزكى الطّيوبُ و لا تحلو إذاً سِيَري |
يا دوحَ قلبي و يا طيفاً أهيمُ بهِ |
صحواً و غفواً و أرجوهُ مدى العُمُرِ |