أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: قراءة في قصيدة : " صلاة في رواق جدتي ": عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قراءة في قصيدة : " صلاة في رواق جدتي ": عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية

    قصيدة ودراسة : بقلم / د. مصطفى عطية جمعة
    قراءة في قصيدة : " صلاة في رواق جدتي " للشاعر محمد نديم
    عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية

    إن أبرز ما يميز المذهبية الأدبية الإسلامية كونها رافدا أساسيا مع المذاهب الأدبية والاتجاهات المؤدلجة للأدب والثقافة ، التي تنطلق – في جلّها - من فلسفات بشرية تقرأ الكون والحياة ، وتتنوع من أقصى اليسار الاجتماعي (الواقعية الاشتراكية نموذجا ) إلى أقصى اليمين الفردي ( مثل البراغماتية الفردية) ، وبين هذين البعدين المتطرفين ، نرى الفلسفات العقلية والرومانسية . إلا أن المنظور الإسلامي للأدب واضح في كونه نابعا من تشريع سماوي واضح العقيدة ، شامل التصور ، عميقه ، يجمع الفردي والمجتمعي ، الإنساني والكائني ، الأرضي والسماوي .
    ومن أبرز إشكاليات الأدب الإسلامي أن الكثيرين ربطوه بالتقليدية ممثلة في: الاتجاه العمودي في الشعر ، ومضامين الدين ، والمباشرة الخطابية التي تتغلب على الجماليات النصية ، مما يؤثر بشكل ملحوظ على البنية وفنية العمل الإبداعي. ويجعل الأمر كله ، ضمن دائرة الدعوة أكثر من دائرة الأدب الجمالي الجاد ذي الرسالة الإنسانية الخالدة .
    ويمثل الشاعر محمد نديم نموذجا للمعادلة الصعبة : شعر ذورؤية إسلامية بجماليات نصية مميزة ، مع سعي إلى التناول الشمولي لقضايا الزمن والإنسان والإيمان بآليات جمالية جديدة .
    ومن أجل تعميق الفرضية المتقدمة ، يفضل أن تتركز العين على نص واحد : بالدراسة الجمالية ، بالتحليل والتأويل للمعطيات النصية في ضوء رؤية الشاعر النابعة من التصور الإسلامي .
    وإليكم النص المنشور في منتدى " مرافئ الوجدان " الإلكتروني ، تعقبه الدراسة النقدية :



    " صلاة في رواق جدتي "
    وجئت إليك بشوق الغريب إلى موطنه .
    وفي غفلة من ذنوب ثقال ...
    دخلت الرواق .... لأبدأ بوحي بالبسملة.
    وفاتحة لانبثاق البنفسج فوق شبابيكه المقفلة .
    فأسهب عند التقاء الحنين بأرض الجدود ...
    على عتبات الجنون يراوح قلبي في عشقها .
    هناك ... وبين كروم النخيل ... ابتهلت ...
    ذكرت التلاوة عن ظهر قلب ..
    وما قد تلوت ... وما قد حفظت.
    وإني رضعت ..
    حليب الحكايات في قصة للهوى شادية :
    عروس الضفاف ...
    وفارسها للوحته الشموس .
    . فطار إليها جناحا .... وزهوا ...
    هناك على شرفات الحنين صحوت ...
    وها قد وعيت ...
    حروف النداء ...
    التي .. قد كتبت .. ودرس البطولة.
    وتحت عباءاتك الدافئات ....
    غفت وردة القلب .....
    حتى روتها الحكايات تنهل من كفك الحانية .
    هناك إذا النهر يفتح سفر النماء ...
    ليقرأ فيه دعاء الحفيد لكل الذين سقوا نخلته ...
    فها أنا ذا قد أضأت الحنين إليك نجيما..
    به أهتدي .
    وها أنا ذا قد شببت فتيا
    على الحزن في مواويلك المبهجة .
    حفظت بعيني بوح الدموع ..
    وتسبيحة الوجد عند السجود ...
    ورفرفة القلب حين استهام بحب النقاء ...
    وصفو الغناء ...وشقشقة الفجر فوق المروج ...
    وثرثرة النهر عند الحقول
    وزقزقة الطير عند الإياب ......
    لتهجع في العش تطوي الجناح ...
    على رزقها الثر في الحوصلة.
    وها أنا ذا قد مللت التجول
    في وحشة المدن الفاجرة.
    .وجئت إليك أيا موطني.
    دخلت الرواق .... لأبدأ بوحي بالبسملة.
    فأبحرت في همهمات الصلاة ...
    وطرت إليك جناحا ... وزهوا
    وفوق النخيل ...
    استحال الفؤاد إلى تمرة للهوى مشتهاة .
    وها قد طويت , وشاحا نسجت ,
    إلى القلب مشمشة في الربيع...
    وفي وهدة البرد شمسا حنونا ...
    وعشبا يضوع بذكرى حديثك , عند المساء ,
    وبسمة وجهك رغم الصبابة والمسألة

    ************************
    إنها رؤية إسلامية للذات الإنسانية في لحظات تجل مع الله ، وما أكثر ما يحتاج المرء إلى هذه اللحظات ، حين يتخلص من بشريته وأرضيته ، فيسمو بفؤاده عاليا ، وهنا السمو تمثل في ولوجه رواق الجدة ، حيث نجد أنفسنا أمام حالة روحية نابعة من المكان ؛ فهي روحية في استحضارها السجود والتسبيح والدعاء، ومكانية في رواق الجدة ، ورغم أن دلالة المكان لم تظهر إلا نزرا يسيرا في النص ، فإنها ظلت حاضرة في الهامش النصي بفعل عنونة النص بها ، فالعنوان يمثل نوعا من الاستباق المضموني لجو النص ، وهو وإن كان ملخصا للتجربة الشعرية ، إلا أنه يعطينا إشارة مكانية وزمانية : المكانية في دخول رواق الجدة ، والرواق في حد ذاته ، يشير إلى تداع مكاني قديم ، ذلك أنه مرتبط بجزء من أجزاء المنزل العربي القديم الذي هو مؤلف من : رواق (ساحة ) وغرف وغالبا يكون في الرواق أركان ، يفضل الأجداد الجلوس فيها ، مستمتعين بالشمس الدافئة المتسربة من فتحات السقف المكشوفة في الشتاء ، أو بنسمات باردة في الصيف ، ويكون الرواق موطن معيشة كاملة للجدة : صلاة وطعام ومسامرة وهجوع أحيانا . ربما غابت هذه الصورة الآن ، ولكنها حية في أعماق من عاصر البيوت العربية القديمة . وفي هذا النص تبدو الذات الشاعرة مهيأة للولوج ، ويبدو أنه ولوج نفسي وليس حركيا ، فقد غابت تفاصيل الحركة الجسدية ، لتفسح المجال للحركة النفسية ، يقول :
    وجئت إليك بشوق الغريب إلى موطنه .
    وفي غفلة من ذنوب ثقال ...
    دخلت الرواق .... لأبدأ بوحي بالبسملة.
    وفاتحة لانبثاق البنفسج فوق شبابيكه المقفلة .
    فأسهب عند التقاء الحنين بأرض الجدود ...
    على عتبات الجنون يراوح قلبي في عشقها .
    إن الذات الشاعرة تعمدت الحركة النفسية في النص ؛ يقول :" جئت إليك بشوق الغريب " فالشوق : نفسي ، وغفلة الذنب : قلبي ، والبسملة : قولي قلبي ، فالألفاظ النفسية غالبة على المطلع ، لتجعل الرؤية من الأساس فؤادية ، حتى تجذب الروح لما هو آت . المكان تحورت دلالته ليدخل في منحى التراث والحضارة الإسلامية ، فلم تعد الجدة خاصة بالذات ، ولا الرواق مكان خاص ، وإنما هو مرتبط بجموع المسلمين وأمجادهم ، وبالتالي : أصبحنا أمام فضاء نصي جمع : الخاص والعام في بنية واحدة ، ولا نستطيع أن نفصل الرواق المكان الخاص عن تداعيات المنجز المعماري الإسلامي العام ، المعبر عن أحد صور الحضارة الإسلامية ، بكل قيمها السامية المنعكسة في المعمار . وتأكد ذلك بقول الشاعر:
    " فأسهب عند التقاء الحنين بأرض الجدود ..."
    فأرض الجدود مكان عام ، يقابله الرواق الخاص ، والجدود جمع عام يشي بكل الموروث الإسلامي والعربي من الأجداد ، ويخص الجدة للذات المبدعة . . ، وهذا ما ذكره لاحقا :
    " على عتبات الجنون يراوح قلبي في عشقها "
    الجنون لفظة نفسية ، تشير إلى تخبط الذات البشرية في عنفوان الحياة ، ولكن القلب عاشق لعتبات الرواق ، ومشتاق للاستكانة العاطفية في هذا المكان . ونقف عند صورة : على عتبات الجنون يراوح قلبي في عشقها ، فهي صورة شديدة الروعة ، فقد عبرت عن حالة من الوجد والحب النابعين من الإيمان وحب الجدة ، وما أروع الإضافة في عتبات الجنون ، ثم ذكر القلب بعدها ، لأن هذا تحويرا غير مألوف فالجنون عقلي ، وهنا جاء قلبيا ليؤكد أنه ليس جنونا بل حبا قلبيا وعشقا .
    وتستوقفنا كذلك الصورة الشاعرية : " وفاتحة لانبثاق البنفسج فوق شبابيكه المقفلة". الرواق مكان مغلق ، يتوسط الدار ، حوله الغرف ، وفي جوانبه الشبابيك المغلقة ، واللون البنفسجي يدلنا بوضوح على الزجاج الملون بالأزرق الفاتح الذي كان سمة للنوافذ في المساجد والبيوت الإسلامية قديما ، ولكن الدلالة تتحول في هذه الصورة من البنفسج اللوني إلى الإيماني النفسي ، فصار البنفسج ضوءا يرمز للإيمان القلبي الوالج عبر شبابيك الرواق ، ومن ثم يدخل الرواق ذاته .
    يقول مسترجعا ذكرياته الخاصة مع جدته :
    هناك ... وبين كروم النخيل ... ابتهلت ...
    ذكرت التلاوة عن ظهر قلب ..
    وما قد تلوت ... وما قد حفظت.
    وإني رضعت ..
    حليب الحكايات في قصة للهوى شادية :
    عروس الضفاف ...
    وفارسها للوحته الشموس .
    . فطار إليها جناحا .... وزهوا ...

    المقطع السابق : دال بوضوح على خصوصية علاقتك مع الجدة ، وما فيها من تلاوة وقص وتشبع بالقيم ، فهو ذاكرٌ التلاوة لآيات القرآن الكريم ، وفي نفس الوقت يستمع الحكايات التي تخطت حدود التشويق للطفل ، لتكون ممتزجة في تكوينه ، من خلال الإشارة بلفظة " الحليب " الذي هو مكون للطفل منذ نعومته ، ويخص الحكايات بالفارس ، والعروس ، وهي من أبرز تيمات حكايات الطفولة ، فالفارس غازٍ مجاهد ، والعروس رمز للحب العفيف الذي يجاهد الفارس لنيله .
    هناك على شرفات الحنين صحوت ...
    وها قد وعيت ...
    حروف النداء ...
    التي .. قد كتبت .. ودرس البطولة.
    وتحت عباءاتك الدافئات ....
    غفت وردة القلب .....
    حتى روتها الحكايات تنهل من كفك الحانية .

    هنا صوت الحفيد الذي يؤكد أنه وعى الدرس ، وشب حافظا له ، ملتزما به ، التزام القلب ، والسلوك وشرفات الحنين إضافة دالة على الجدة التي لم نتعرف ملامحها الجسدية ، وإنما ملامح نفسية مؤثرة في حياة الشاعر وتكوينه ، هنا نجد نظرة الشاعر وهو كبير السن ، إلى ذاته الصغيرة ، وكيف أن هذه الذات وعت البطولة والعزة ، وهذا يجعلنا ندرك الإحالة الخاصة ، لتكون الدلالة عامة للأمة المسلمة وماضيها التليد ، وما بين الخاص والعام ، تكون الذات عظيمة الاعتزاز ، ويبدو هذا في الإلحاح على ما هو نفسي : " وردة القلب" ، ذو العلاقة بالجدة ؛ " تنهل من كفك الحانية " ، والحنو لازمة من لوازم الجدود مع الأحفاد ، وأيضا هو لفظة نفسية موصولة بالإيمان ، فالمؤمن حان القلب ، ليس غليظه .
    و يقول :
    استحال الفؤاد إلى تمرة للهوى مشتهاة .
    وها قد طويت , وشاحا نسجت
    إلى القلب مشمشة في الربيع...

    صورة عظيمة الإيحاء ، عظيمة التركيب ، تشي ولا تصرح ، وهي في كل هذا تؤكد على أن الحفيد سائر على الدرب . وإن كنت أرى حذف " إلى " بعد الفؤاد لأن الفعل متعد ، وستكون الصورة أبلغ ، وما أجمل إضافة التمرة للهوى ، والقلب المشمشة ، إنها صورة النبات التي تضاف إلى القلبية والروحية : تمر ومشمش .
    والتمر عميق الصلة بالنفس العربية ، فهو مكون من مكونات الغذاء العربي ، وهنا يصبح مكونا نفسيا من خلال إضافته إلى الفؤاد ، ليكون التوغل عميقا شاملا الجسد ( الغذاء ) ، والفؤاد ( الروح ) .

    وفي وهدة البرد شمسا حنونا ...
    وعشبا يضوع بذكرى حديثك , عند المساء ,
    وبسمة وجهك رغم الصبابة والمسألة

    صورة رائعة جمعت التناقض الحسي: البرد / الشمس ، البسمة / المسألة وهو تناقض نفسي بالأساس ، مرتبط بالحركة النفسية في النص التي تعتمد المقابلة بين حالة ما قبل دخول الرواق ، وما بعد الدخول ، فشتان في النفس ما بين الحالتين ، وجاء ختام النص معبرا عن هذه المقارنة من خلال الإحساسات الجسدية المباشرة مثل البرد وهو يساوي خمود القلب إيمانا ، ضد الدفء ، وهو يساوي تجدد الإيمان القلبي . والبسمة وهي أمارة في الوجه تدل على الراحة النفسية النابعة في القلب ، وفرق بين البسمة الدالة على الصفاء والضحك الدال على التصنع ، كما أن فعل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عند السرور التبسم لا الضحك . أما المسألة فهي دالة على ذل الدنيا التي تقتضي من العبد السؤال .
    إن هذا النص جمع الحسنيات : تجديدا في الشكل الشعري على مستوى البنية الإيقاعية ، وعلى مستوى الصورة والرمز واللونية والحسية ، وعلى مستوى الدلالات اللفظية المبدعة الموحية ، بجانب رؤية إسلامية ضافية صافية ، نابعة من العمق ، فهو نموذج للأدب ذي التصور الإسلامي .

  2. #2
    الصورة الرمزية عاطف الجندى شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : القاهرة / مصر الثورة
    المشاركات : 917
    المواضيع : 86
    الردود : 917
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    الناقد الفاضل / د مصطفى عطية
    أبدى اعجابى بنقدكم الرائع والمتخصص الذى أعطى جمالا ً ورونقاً للقصيدة على رونقها
    للشاعر الكبير الأخ محمد نديم
    هنيئاً له بهذه الدراسة الرائعة وأحسنت يا أخى الفاضل
    مودتى
    عاطف الجندى
    شاعر وناقد / عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر / مدير دار الجندي للنشر والتوزيع بالقاهرة

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب الكبير والناقد الحصيف
    الدكتور مصطفى عطية

    هل هناك ما هو أرقى من قصيدة ابداعية , لشاعر كبير , وقراءة نقدية لناقد كبير حصيف ,
    إنها متعة أدبية لاتوازى , هذا ما ما شعرت به , وأنا أغوص في " قراءة في قصيدة :
    " صلاة في رواق جدتي ": عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية " , التي أدهشتني بزخم
    ثقافة الناقد , ومقدرته العالية على التذوق الجمالي , والتأكيد على القيم الابداعية والجمالية والفكرية , وأنا لست هنا لأقيّم دراسة بهذا المستوى الرفيع , ولكن اسمح لي على الأقل أن
    أسجّل اعجابي .

    د. محمد حسن السمان

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطف الجندى مشاهدة المشاركة
    الناقد الفاضل / د مصطفى عطية
    أبدى اعجابى بنقدكم الرائع والمتخصص الذى أعطى جمالا ً ورونقاً للقصيدة على رونقها
    للشاعر الكبير الأخ محمد نديم
    هنيئاً له بهذه الدراسة الرائعة وأحسنت يا أخى الفاضل
    مودتى
    عاطف الجندى
    الأديب الجميل / عاطف الجندي سلام الله عليك
    أشكرك عظيم الشكر على تفضلك بالاطلاع على هذه الدراسة ، وكلماتك حافزة لي على بذل المزيد من الجهد لقراءة الكثير من الأعمال الإبداعية ، فما أعظم مبدعينا ، وما أقل جهودنا في متابعاتهم !
    أشكرك ، وأعد كلماتك الرقيقة مشجعة لي على المسير قدما .
    تحياتي ومودتي وشكري

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب الكبير والناقد الحصيف
    الدكتور مصطفى عطية
    هل هناك ما هو أرقى من قصيدة ابداعية , لشاعر كبير , وقراءة نقدية لناقد كبير حصيف ,
    إنها متعة أدبية لاتوازى , هذا ما ما شعرت به , وأنا أغوص في " قراءة في قصيدة :
    " صلاة في رواق جدتي ": عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية " , التي أدهشتني بزخم
    ثقافة الناقد , ومقدرته العالية على التذوق الجمالي , والتأكيد على القيم الابداعية والجمالية والفكرية , وأنا لست هنا لأقيّم دراسة بهذا المستوى الرفيع , ولكن اسمح لي على الأقل أن
    أسجّل اعجابي .
    د. محمد حسن السمان
    الوالد الأديب الرقيق / د. محمد حسن السمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كونك تطلع على دراستي المتواضعة فهذا من طيب خلقك وسمو تعاملك .
    وكونك تشيد بالدراسة ومُسطِّرَها ، فهذا شرف لي أي شرف .
    وكونك تقيم الدراسة فهذا ما أنتظره حتى أتعرف وجهات نظر أخرى ، ترشدني في الطريق .
    دمت قارئا مبدعا ، وإنني مؤمن أن فعل القراءة يوازي إن لم يكن يفوق عملية الإبداع .
    وهل هناك إبداع بلا قراء ؟ وهل هناك نقد بلا متلقين ؟
    دمت سالما أيها الوالد العزيز ، ولك مودتي وتقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 914
    المواضيع : 186
    الردود : 914
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    الإبداع من وحي منطلقات إسلامية
    الأستاذ الجليل
    والأديب الأريب
    الدكتور مصطفى عطية جمعة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أبحرت في زورق نوراني الشراع واثق الدفة والتوجه.
    فمنذ درجت على كتابة الشعر كان تتناوشني اتجاهات عدة, إلا أنني آليت أن يكون لي اتجاهي المتفرد , والذي أتي سلسا دون تكلف أو تصنع أو مشقة. وأرى هنا سيدي أن السبب الرئيس في اتجاهنا نحو الموروث العالمي ورموزه الثقافية , هو عدم تعايشنا مع قيم العقيدة منهجا وسلوكا... واحساسنا بالنقص الذي لا يجب أبدا أن نشعر به أمام الثقافات الأخرى.
    ربما يرى بعض المثقفين أن الدين معوق للإبداع ... لأنهم يرون فيه حدودا قاطعة وقوانين مانعة وسدودا فاصلة ... وتلك أيضا نظرة للدين من منظور غربي بحت ... حيث كان الصراع بين كهنوت الكنيسة والمجتمع المدني وسلطة الحكم.
    سيدي .
    الإسلام فطرة سليمة .. متسقة اتساقا متناغما ورائعا مع الحياة البشرية في جمالها وسعيها نحو الخير والعدل والسلام.
    والجمال المتمثل في تلاوة آي الذكر واستشفاف معانيها ... ونورانية السكينة في رحاب الصلاة ... والأمان النفسي الرائع في البعد عن شتات الدروب ومنافحة الذنوب .... إنما يعطي الإنسان كل إنسان
    فرصة للتأمل الرائق فما بالك بالأديب الذي يحمل رؤية إبداعية, التي بلا شك سوف تعكس مضامينه المستقاة من عقيدته المعاشة حياتيا.
    الأمر لا يأتي تكلفا ولا ليا لذراع الحقائق والقيم والمشاهد وإقحامها قهرافي العمل الإبداعي.
    إنما يجري اللسان والخاطر بها جريا سلسا ليبين في الصور والمشاهد والتلميحات والمضامين.
    ولا يخفى عليكم سيدي وانتم أهل لكل علم وفضل .,أن تمثل آي الذكر في النفس قيما ومبادئا ونوافذ جمال , يساعد الأديب في أن ينمي وجدانه وعقله من ناحية مما ينعكس على أسلوبه من ناحية أخرى.
    ولا يظن اصحاب النظرة القاصرة هنا أنني أتكلم عن التصوف , فتلك آفة أخر من آفات نظرتنا للدين من زاوية الدروشة والغياب عن الوعي , وما الدين إلا معول جاء ليهدم كل ما يغيب عقل الإنسان ووجدانه , وليجعله عبدا لله فقط , ليكون سيد الكون بهذه العبودية.
    وفي هذا المقام أحببت أن أنوه إلى حقيقة مستقاة أيضا المضامين الإسلامية , وهو الهجرة فمن هاجر لله فهجرته لله ومن كانت هجرته لغير ذلك فهجرته إلى ما هاجر إليه.
    ولله المثل الأعلى , يكتب بعض الكتاب واصحاب الأقلام وأعينهم على غير زاوية الإبداع ووجهتم إلى غير وجهته , انتظارا لمديح كاذب ,أو رئاء الناس , أو تسولا لإعجاب , أو توقعا لترجمة أو دعوة في مناسبة , ويتناسون أن الإخلاص في الشيء يجعله صادقا , فما جعل الله لإمريء من قلبين في جوفه.من هنا أرى أن الأديب كأي مجتهد في مجال ما , يجب أن يكون لديه مشروعه الإبداعي الذي يسهر عليه تأسيسا وبناء وتطويرا وتزيينا. وأن يجعل كلمته لله , ووجهته له , ولسوف يؤت الحكمة إن شاء الله.
    ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.).
    وتأكيدا لهذه الفكرة , ليس من العجيب أن ترى الآن من يسرق إبداع غيره وينسبه إلى نفسه بل ويتبجح دون خجل أو حياء أنه صاحبه.
    كما نرى مدعي الأدب والكتابة قد استهاموا حول مائدة الأدب المقدسة , فقط كي يزاحموا من أجل نظرة هنا أو كلمة هناك.
    لو علموا أن الكلمة أمانة وأن هذه المضمون القيمي استقيناه من معين الإسلام الرائق , ولو عاشوا قيمه في حياتهم , ما تجرأوا أن يفعلوا ما فعلوا.
    سيدي إن القلب ليحزن , والمرء يرى الكذب والدجل والادعاء المفضوح دون أن يخجل الأدعياء.
    لله الأمر من قبل ومن بعد , وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
    كانت هذه سيدي بعض المنطلقات الإسلامية التي يمكن للأديب أن يستقي منها شربته وزاده قبل بدء السفر في مفاوز الإبداع ومروجه وخمائله.
    سامحني الله وغفر لي ولكم.
    ولك عبق التحايا وأجزل الله لك ولنا العطاء في الدارين.
    أخوك
    محمد نديم علي
    أسوان
    .

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الشاعر الجميل / محمد نديم
    أشكر لك تعليقك الجميل الذي هو قصيدة رقيقة
    أتمنى أن تكون دراستي المتواضعة قد أضاءت للقراء بعض جماليات الإبداع لديك ، فعالمك شديد الثراء ، خصب التكوني .
    تحياتي ودامت مودتنا الأخوية ، وحوارنا الإبداعي

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 914
    المواضيع : 186
    الردود : 914
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.مصطفى عطية جمعة مشاهدة المشاركة
    الشاعر الجميل / محمد نديم
    أشكر لك تعليقك الجميل الذي هو قصيدة رقيقة
    أتمنى أن تكون دراستي المتواضعة قد أضاءت للقراء بعض جماليات الإبداع لديك ، فعالمك شديد الثراء ، خصب التكوني .
    تحياتي ودامت مودتنا الأخوية ، وحوارنا الإبداعي
    أستاذنا الجليل
    أخي الفاضل
    د. مصطفى عطية جمعة
    نقدك الفذ وقراءتك الواعية الجديدة النظرة هي فاتحة لنقد رصين قائم على منطلقات تنبع من إسلامنا الرائع.
    سعدت واستمتعت بقراءتها .
    وإنها للمرة الأولى التي أجد فيها ناقدا متخصصا ومتحمسا ,يحمل وجهة نظر جديدة تماما ويتبنى منهجا متفردا في النظرة والشكل والمضمون , وإنني اعتبرها فاتحة جدية لمنهج مستمد من العقيدة الإسلامية ومن ثم فلسفة الجمال النابعة من هذه العقيدة.
    وأتمنى أن تتناول حضرتك أعمالا أخرى لشعراء آخرين و اعتمادا على المنهج المقارن كي تلقي المزيد من الضوء على التباين الواضح في تناول النص الإبداعي من وجهات نظرفلسفات متعددة , الأمر الذي يؤطر لمنهجية جديدة تفتح الباب إن شاء الله لأقلام أخرى كي تدلي بدلوها في هذا الإطار.
    شرفت بك وسعدت. ووفقك الله وسوف يكون بيننا إن شاء الله تواصلا إبداعيا في أعمال جديدة.
    دمت أخا
    ومبدعا بارعا جديدا ومتجددا
    له وجهة متفردة ونظرة عميقة وأسلوب متألق.
    وبارك الله لك جهدك الرائع.
    أخوك
    النديم.

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 914
    المواضيع : 186
    الردود : 914
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.مصطفى عطية جمعة مشاهدة المشاركة
    أيها الشاعر / النديم
    أتمنى إنجاز دراسة متعمقة عنك
    وأتمنى أن تتابع دراساتي النقدية المنشورة هنا أو في المرافئ أو فضفضة ، وستعرف الفارق
    تحياتي
    وثق أنني سعيد غاية السعادة بك وبإبداعك
    حبي وتقديري
    الأستاذ الجليل والناقد المبدع
    د.مصطفى عطية جمعة
    قرأت (المرافئ) بالفعل ,و(أنساق).وقرأت هنا وعلمت الفرق ولاحظت تبلور الفكرة . وأرجو ان يتم التواصل بيننا عبر البريد الألكتروني ربما كان مجال النقاش ممتدا وموصولا بأناة أكثر.سعدت بقلمك الواعي الواعد بكل جديد.جعلك الله رائدا يرفع راية جديدةويعيد فيها ألق المجد , وسط ركام من الزيف وضياع الهوية وتخبط الخطو وتشعب الدروب.
    لك مني خالص الدعاء بالتوفيق.وعلى المحبة نلتقي دائما إن شاء الله.
    أخوك النديم.

المواضيع المتشابهه

  1. رواقُ العراق
    بواسطة رياض شلال المحمدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 04-02-2017, 04:59 AM
  2. نظرية النصية العروضية - قانون المجال
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-05-2013, 04:15 AM
  3. يعطر صباح المدرسة بالدخان..
    بواسطة فاطمة أولاد حمو يشو في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-03-2008, 12:42 AM
  4. صــلاة في رواق جدتي
    بواسطة محمد نديم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 11-10-2007, 03:02 AM