أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: جراح لا تضمد

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    العمر : 42
    المشاركات : 4
    المواضيع : 1
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي جراح لا تضمد

    إخواني الأحبة
    أحييكم على هذه الروح الأخوية التي تتمتعون بها فيما بينكم تكتبون في كل شيئ يخطر ببالكم ، هنا على هذا الموقع ألاحظ تنوع الكتابة عند كل عضو وكل كتاباته تتجه من الأروع إلى الأروع ومن الأجمل إلى الأجمل
    لأنه هنا يعيش في جو أسري في الفرحة وفيه الحزن وفيه الدعابة والأدب الساخر والقصيد الهادف وكل شيئ جميل ورائع
    اليوم أقتحم عليكم سعادتكم أقتحم عليكم جميل الجو الكتابي السعيد الذي عشتموا فيه منذ اللحظة الأولى لانطلاق الموقع الالكتروني هذا
    بقصة واقعية غريبة عليكم لكنها واقعي الذي أعيشه منذ ميلادي
    فانا من عائلة ترجع أصولها الى اليمن الشقيق ومن القبائل القحطانية التي نشأت على أرض هذا البلد العربي الأصيل فلطالما قرأنا عن حضاراته العريقة والرفيعة التي مازالت الشمس تدفئ موطنها وبقاياها
    قدر هذه العائلة ان تقع في مشكلة ثأر تودي بها إلى أن تهاجر وتترك ماتملكه حفاظا على أرواح بنيها وتسكن في وادي يمتد من أطراف الأردن إلى داخل أراضي المملكة العربية السعودية بمامساحته عشرات الكيلومترات وشاء القدر أن يفترق أبناء هذه العائلة الهاربة حتى صار الأخ لا يعرف أخيه وذلك بسبب الخوف من الثأر والانتقام
    وعاشت العائلة حياتها في هروب مستمر إلى أن إختلطت في النسب بقريش آنذاك فزادها هذا النسب هيبة حيث كانت قريش آنذاك أقوى قبائل العرب ومامن سامع عنها إلا ويقفز قلبه من صدره رعبا وفزعا
    بورك هذا النسب الذي جعل الخائف في بيته ينام مطمئنا
    وبفضل هذا النسب عرفت عائلتي التجارة والترحال بين أقطار الجزيرة العربية والشام وماحولها وتحولت العائلة من حالة الضعف إلى حالة القوة
    التي أكسبتها شهرة وأي شهرة لم تكن تحلم بها حتى أنه قيل أنها
    وضعت لنفسها نظام أشبه بنظام الدولة ذات السيادة و قوة المكانة
    وهناك في الاردن قيل انها أقامت مساكن كبارها ووجهائها على جبل سمي باسمها وأتمنى لو أعثر على مايؤيد كتاباتي هذه لأن المصدر الذي تحدث عن هذه القصة مصدر لم يتداول القصة عن جد فأب بل من كتب ووثائق تاريخية أحدها كتاب سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب وكتاب بلادنا فلسطين وقرأت انا بعض ماذكرته هنا في مقالتي هذه
    بحمد الله عرفت عائلتي فلسطين واستوطنت في أجمل مدنها وبقاعها
    المدينة التي تسمى عروس البحر " يافا " وكانت ذات قوة وشكلت لنفسها حامية تقوم على حراستها والدفاع عن نفسها وذلك ما جعلها
    تعيش مرحلة الصراعات المتناثرة بينها وبين عدد من القبائل الفلسطينية
    كانت عائلتي مقسمة من ناحية المذهب والديانة فهناك المسيحيين وهناك الوثنيين عند ظهور الاسلام منهم من أسلم ومنهم من قاتل ضد الاسلام حتى جاء سيدنا عمرو بن الخطاب وفتح فلسطين فدخلت العائلة في دين الاسلام ولكن من كانوا على الديانة المسيحية ظلوا متمسكين بها وشاركوا في الحروب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين في كل بلد دخله الاحتلال الصليبي حتى خرج لهم صلاح الدين الايوبي
    فدخل البقية في دين الاسلام بعدما وهنت الصليبية وضعفت وقتل من قتل وفر من فر
    ظلت العائلة محافظة على مكانتها بكل كبرياء وتشدد وعاشت في امتدادات واسعة من مدن وبلدات فلسطين وبالاخص كانت تسكن قريبا من الوديان وفي المناطق الاستراتيجية والوسطى وذات المناخ المتميز عن باقي المناطق الاخرى
    وجاء الاحتلال الصهيوني الغاشم على فلسطين فهاجرت العائلة مساكنها في يافا وسكنت جنوب قطاع غزة
    كان أبي آنذاك عمره خمس سنوات وكانت أمي وليدة في الأيام والأشهر الأولى من عمرها

    -------------------------------------- وللقصة بقية ------------------
    -------------------------------------------------------------------------

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 60
    المشاركات : 349
    المواضيع : 7
    الردود : 349
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الاخ الفاضل المظلوم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بك في منتداك والذي هو كما قلت قد جمع شتى من الفنون وكل هنا له نكهته في تناول موضوعه .. وقد اشرق بوجود امثالك من يمتلكون القدرة على التعبير عن مكنون قلوبهم برشاقة القلم وطواعية الحبر .. احببت الترحيب بك بيننا اخي .. وانتظر اكمال القصة .. فلا تتأخر .. تحية لك وتقدير
    الانسان مبادئ

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي


    اخى العزيز المظلوم

    اهلا بك معنا اخا كريما بيننا
    ذو روح طيبة وأصل كريم
    يسعدنا وجودك وقلمك الذى يبدو بارقا من اول وهلة

    واتمنى لك ان تقضى بين جنبات الواحة أطيب الاوقات واسعدها

    وفى انتظار البقية

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين


  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    العمر : 42
    المشاركات : 4
    المواضيع : 1
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    هاجرت أسرتنا الحي الذي تسكنه في يافا العجمي وسكنت منطقة إسمها القيزان وهي منطقة خلوية في الطريق الغربي المؤدي إلى رفح جنوب قطاع غزة ظنا منهم انهم سيلقون الأمان بعيدا عن خوف ورعب اليهود الصهاينة آنذاك ولم يكن قطاع غزة تحت الاحتلال الصهيوني بعد بل كان تحت الادارة المصرية
    كانت أسرتنا تواجه ماهو أخطر من الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني وهو الحقد والانانية وكان الاخ يكره الخير لأخيه بل ويتمنى له السوء لا أدري ما سبب تغير النفوس فجأة
    كان جدي كبير فرع العائلة حيث توزعت وتشتت العائلة الى افرع كل فرع يسكن منطقة مستقلة به مطارد وتزوج وهو كبير في السن لذلك أنجب ثلاثة أبناء وبنت إبنان هما ( م )
    ومازال حيا حتى يومنا هذا والثاني ( ح ) وقد توفي في العام 1990 بعد حرب الخليج الثانية
    أما الثالث والذي لا أعرف إسمه وقيل أن إسمه ( عبد الرحمن ) فأقوال تقول أنه مات وأقوال تقول أنه مفقود حيث غاب عن البيت ولم يعد معروف عنه وكان ذلك في خضم بداية الاحتلال العام 1948 أما البنت فإسمها ( ل ) وقد توفيت العام 1993 وكنت ايامها معتقل في سجون الاحتلال الصهيوني
    اما الابن الاول فهو ( م ) تزوج من امراة غريبة من عائلة ثانيةإسمها ( ر ) وكانت شخصيته ضعيفة
    انجب منها ( ص ) وهو أبي الابن الأكبر و ( ع . ر ) وقد توفي بسبب المرض وكان في السنة الاولى من عمره وبعدها أيضا ( ع . ك ) وبعده ولدت إبنتان وهما ( ن ) و ( ن )
    ومن ثم ولد ( م ) وقد توفي غدرا في العام 1994 وكنت طالبا في الثانوية العامة توجيهي علمي و أيضا ( م ) و كذلك ولدت بنتان وهن ( ش ) و ( ن )
    أما الإبن الثاني وهو ( ح ) فتزوج من إمرأة من العائلة قريبة لهإسمها ( خ ) أنجبت له البنت الأولى ( ع )
    وهي أمي والثانية ( ك ) توفيت ومازالت صغيرة وكذلك الابن الاول ( م ) توفي بسبب المرض وهو مازال صغيرا وكذلك طفلة أسماها ( أم كلثوم ) توفيت هي الاخرى بسبب المرض
    ومن ثم ولدت ( م )
    عمل جدي والد أمي مزارعا وتاجرا كان يزرع ويتاجر فيمايزرع وكان ذكيا في امور التجارة ولكنه كان طيب القلب كل من شاركه غدر به ونهب ماله ولكن هذا الغادر كان انتقام رب العالمين منه يكون في أبنائه أو أحفاده ممن يحملون إسمه الشخصي اللهم لا شماتة
    وكذلك لا يموت إلا بعد معاناة طويلة مع المرض الصعب ( سبحان الله فالظلم ظلمات والله عزيز ذو انتقام ) ربما لأن الله يعلم أن الذي غدر بجدي لم يغدر به لوحده فقد غدر بتعب وعرق إمراة كانت تساعد زوجها وهي في شهور الحمل والتعب والارهاق وطفلة والتي هي أمي كانت يداها صغيرتان ولم يتجاوز عمرها السنوات الستة الأولى من عمرها لذلك كان انتقام الله عزوجل شديدا من كل غدار وكان جدي يحتسب حقه وعذاباته هذه عند الله عزوجل
    الحاكم العادل الذي لا يضيع أجرا ويمهل ولا يهمل ويعطي كل ذي حق حقه
    وفي العام 1956 م أغار الطيران الاسرائيلي على جنوب قطاع غزة يقصف معسكرات الجيش المصري ومعسكرات الفدائيين الفلسطينيين وكانت مجازر العام 1956 الشهيرة
    بمجزرة خان يونس 1956 والتي قادها وأشرف على تنفيذها المجرم الصهيوني شارون
    وفي هذه المجزرة أستشهدت جدتي ( خ ) وكانت لحظتها تختبئ هي وبعض نسوة و بنات الحي و أطفالهن الصغار في عريشة من الزينقو ( الحديد الصاج ) تحت شجرة كبيرة
    حيث أصيبت برصاصة أطلقتها طائرة إسرائيلية غادرة أصابت رأسها وكانت ترضع طفلتها
    ( م ) والتي كان عمرها آنذاك عام وأمي كان عمرها سبعة أعوام
    جرعها الكلب شارون كأس اليتم والحرمان وزرع في صدرها الخوف والرعب و في نفسها الضعف كانت ترعى أختها الصغيرة بعد أمها فكانت أما تعود الزمان أن تكون أم منذ كانت طفلة ذات سبعة أعوام
    كان جدي ينظر إلى أمي وعيناه تبكيان حسرة على حظها العاثر فقد كانت تشقى في اعمال البيت كان حزينا ان هذه الطفلة أجمل بنات الحي أصبحت يتيمة وكان اليتم آنذاك له معان كثيرة وله اعتبارات أخرى منها أن ينظر لليتيم أنه فقير
    ولكن يكفي أنها إبنة شهيدة
    -------------------------------------- وللقصة بقية ---------------------
    -----------------------------------------------------------------------

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 60
    المشاركات : 349
    المواضيع : 7
    الردود : 349
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    وما زلت اتابع القراءة لك اخي .. عن تاريخ عائلتك .. انه ليس تاريخ عائلة بقدر ما هو تاريخ ارض عانت ونزفت من الامها وشدائدها ما الله به عليم .. اكمل يا اخي .. لنقرأ عن تاريخ هذه الامة المجيدة .. تحية لك وتقدير

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    العمر : 42
    المشاركات : 4
    المواضيع : 1
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    يجدر بي ان انتقل الى الاسرة التي تربى فيها أبي ففي هذا العام وبعد إنتهاء مجزرة خان يونس
    وبعد انتهاء العام الدراسي سافر ابي وجدي إلى السعودية وكان أبي قد أنهى السنة الثانية من الدراسة الثانوية العلمي ستة عشر عاما
    طبعا خرج للعمل مع والده و للحصول على أكبر قدر من المال لبناء بيت يليق فيه السكن ومتعدد الطوابق كي يتوزع على الابناء والاخوة عمل ابي في أحد الموانئ وكان جدي يبيع فواكه كان عمل أبي عتال يشارك المسافرين حمل أمتعتهم مقابل عدة دراهم فجمع مبلغا لم يكن يحلم بجمعه في فلسطين المحتلة وقد وقعت لسوء الحظ حادثة أثرت على ظروف أبي العملية
    فقد ترك بسببها العمل في الميناء وتوجه للعمل في مكة في صالون حلاقة كان ينظفه ويجلس فيه وقت عدم وجود صاحبه الذي كان متعاطفا آنذاك مع كل انسان فلسطيني بسبب ماعاناه شعبنا من مجازر وضياع فلسطين تحت الاحتلال
    كان ابي امينا وحساسا للغاية فهو يكره ان يذمه احد او يشتمه وذات مرة جاء زبونا للحلاقة في الصالون وكان صاحب الصالون قد ترك صالون الحلاقة لقضاء أمر ما يومها وكان هذا الزبون معه ظرف ورقي يحتوي على مبلغ كبير من المال وكان يومها عريسا ويبدو أن هذا المبلغ مهر لعروسه وتكاليف زواجه لم يتعلم أبي من صاحب الصالون مهنة الحلاقة ولكنه يومها خجل من نفسه وأمسك المقص وقلد الحلاق وإذابه أجاد حلاقة شعر الزبون وقد أعجب بهذه الحلقة ولا أدري مدى سلامة عقل الزبون يومها والذي زاد من إعجاب هذا الزبون بحلاقة والدي أنه حلق له ذقنه ولم يجرحه أو يؤلمه وكان له منه بقشيش جيد و غادر الزبون المحل ناسيا مهر عروسه وتكاليف فرحه ومضى
    والدي يومها قدر الموقف ( ألم أقل أنه حساس ) فحرم المبلغ على نفسه وخبأه جيدا حتى عاد
    الزبون الى المحل مغموما فقد ادرك انه نسي ماله فاذا بوالدي يرد له ماله فشكره الرجل وعرض عليه مالا فرفض وكان الرجل يوجه الشكر لصاحب الصالون أكثر وما أن إنصرف الرجل من الصالون إلى حال سبيله راح صاحب الصالون يوبخ أبي على هذا الموقف فقد كان صاحب الصالون رجل غير أمين فطرد والدي وأكل عليه أجرة أسبوع كامل
    ولسوء الحظ أنه صدر مرسوم بترحيل كل من هو موجود على الأراضي السعودية بشكل غير شرعي ويومها جاء جدي إلى والدي وقد كان قد خسر في تجارته بالفواكه ويريد أن يلحق بنفسه ويترك الأراضي السعودية عائدا إلى أرض الوطن ومعه إبنه وطبعا كان مع جدي مبلغ من المال ولكن من المفترض أن يسلمه للتاجر الذي زوده بالبضاعة .
    جدي أخذ كل ما يملك أبي من مال جمعه في فترة عمله ولم يترك لوالدي ولو مليم وقال له كلمة أصبحت عقدة أبي في حياته و التي صرت أنا وإخواني نعاني منها ألا وهي : .
    ( الولد وما ملكت يداه لأباه )
    وهناك في الميناء تفرق أبي وجدي وكل منهما لا يعلم أين ذهب الآخر
    والدي توجه في باخرة إلى الكويت والتي عمل فيها خياطا ومكوجيا و عمل في تجارة بيض
    الدجاج وادخر مبلغا من المال استطاع ان يسافر الى السعودية مرة ثانية في موسم الحج فعمل حلاقا ولكن هذه المرة حلاقا عن صحيح فكانت الحلقة لا تحتاج لفن وإنما كان يترك لماكينة الحلاقة العنان لتأكل شعر الرأس لأن الحجاج يجب أن يحلقوا رؤوسهم على الصفر وهذا من شروط صحة أداء فريضة الحج من الناحية الشرعية كما تعلمون والحمد لله إستطاع جمع مبلغ آخر من المال وإستطاع أيضا أن يؤدي فريضة الحج
    سافر أبي إلى الأردن تاركا السعودية وهناك إشترى والدي قطعة أرض في أحد مخيمات اللجوء الفلسطيني في مدينة الزرقاء مخيم شنلر وبنى عليها بيتا
    عمل والدي في الاردن في مصنع للطوب ومن ثم عمل بائع صحف ومجلات وكان ينجح في بيع كل نسخ الصحف والمجلات التي يستلمها ليبيعها وإجتهد أبي حتى أصبح رئيس تحرير لمجلة سماها الصباح الفني صدرت عدة أعداد منها وتوقفت بسبب توجهه إلى لبنان لأسباب لا أذكرها
    * * * * *
    ونعود لعدة سنوات بالضبط إلى العام 1958 حيث تزوج جدي ( ح ) والد أمي من إمرأة من عائلة أخرى إسمها ( م . ب ) أنجبت له في العام 1959 بنتا أسماها ( هـ ) يعلم الله كم أحبها
    دونا عن كل خالاتي فلها مكانة أغلى وأعز لأنها الوحيدة التي حفظت جميل تربية أمي لها
    طلق جدي زوجته الثانية والتي تركت له طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها العام بسب أنها
    قامت بكي دمل في ظهر خالتي ( م ) شقيقة أمي من أمها وكانت طريقة الكي هذه طريقة علاج للأورام والدمامل وقبل أن يطلق جدي زوجته هذه قال لها ألا يكفي أن كواها الزمن باليتم والحرمان من أمها فتكوينها بالنار إذهبي إلى أهلك أنت طالق بالثلاثة .
    وتنقلت خالتي سنوات صغرها بين حضن أمي وحضن أمها التي مازالت على قيد الحياة ليومنا هذا وكم هي غالية وعزيزة علي ّ لأنها أنجبت أحن إنسانة علي وهي إبنتها ( هـ ) حتى أبنائها
    من زوجها الثاني أحبهم ويحبونني و كنت أقطع المسافات الطويلة من أجل أن أذهب وألعب معهم ولم يكن يروق لي اللعب إلا معهم ولم يكن لي أصدقاء سواهم حتى ذهبت إلى المدرسة وعرفت أصدقاء آخرين كانوا زملاء دراسة
    في العام 1962 م تزوج جدي من إمرأة ثالثة إسمها ( م ) كانت تحب جدتي أم والدي وكانت تقضي عندها وقتا طويلا تتحدث معها وتساعدها أعمال البيت حتى أنها كانت تلاعب عماتي الصغيرات التن أحبنها وكن ينادونها بخالتي تقديرا لحنانها وحبهم لها
    هذه المرأة لم ترى أبي سوى في صورة فوتغرافية وسمعت صوته وهو يعمل مذيعا في الاذاعة والتليفزيون الاردني بداية تأسيسه

    * * * *
    مكث أبي في لبنان سبعة أعوام متواصلة بدأ العمل فيها ببيع بيض الدجاج وشاركه في العمل ثلاثة من أقارب جدتي الشهيدة ويكونون أبناء عمها أصبحوا فيما بعد إثنين منهم أزواج لإثنتين من عماتي
    درسوا دورة محاسبة في معهد لمدة ستة أشهر وتوجهوا إلى الإمارات بعد أن نالوا الثانوية العامة من مدارس لبنان ومن ثم درسوا دورة المحاسبة وعملوا في الإمارات ومازالوا يعملون بها أحدهم صاحب شركة كبرى وهو ( ع ) أخوهم الأكبر ومن ثم زوجي عماتي الأوسط
    ( م ) ويعمل مدرس و الثالث ( ج ) ويعمل شريكا لأخوه ( ع ) ومديرا عاما لأفرع شركته في فلسطين ومصر
    أما والدي إنتقل ليعمل في موبيلياء الكنب والكراسي وإمتهن هذه المهنة وأجادها و أدارت عليه دخلا كبيرا تمكن فيما بعد من مشاركة دريد لحام في عمل تليفزيوني ( مقالب غوار ) ومن
    إنتقل إلى الأردن وعمل مذيعا وفي نفس الوقت عمل ممثلا أدى عدة أدوار بطولة في مسرحيات للشهيد غسان كنفاني و مسرحية تاريخية أدى فيها دور الفاتح عمرو بن العاص
    ومن ثم عمل مدير إنتاج في التليفزيون الأردني
    كان يتنقل أثناء ذلك بين لبنان و الأردن حتى تزوج من إمرأة لبنانية شيعية لم يستمر زواجه منها أكثر من شهرين فقد كان قد أرسل لأمه نقودا لعمل ( جمع شمل نازحين ) كانت والدتي هي التي تذهب لمراجعة معاملة جمع الشمل وما أن حصل على الموافقة بعودته إلى الوطن بعد أن كان نازحا يمنع دخوله إليها جاء إلى بيت جدي ( ح ) ليطمئن على أمي التي كان يوصيه جده ( م ) بأن يتزوجها .
    وفعلا تزوج والدي من أمي برغم الخلافات التي نشبت بينه وبين والديه على إصراره الزواج
    من أمي وقال لأمه مقولته و باللكنة اللبنانية ( شلون إمي كيف لو جدو عايش كان وقفتي هاي الوقفة إلي ) فقد كانت جدتي تخاف من حماها وتعمل له ألف حساب إذ أنها عندما تعلم أنه دخل الحي تختبئ في غرفتها ولا تخرج وان نادى عليها تلبيه وهي ترتجف وتتلعثم وبعد أن توفي صارت خليفته ذات بطش وسلطة واسعة يخافها الجميع حتى أن الساقطين الذين يعاكسون الفتيات كانوا يغضون أبصارهم عن بنات الحي كله خشية منها

    *********
    والدتي التي عانت اليتم والحرمان وتزوجت وسكنت في بيت أهل زوجها لم تعش يوما تبكي على ذكراه إذ عانت ، ، عانت كثيرا من جدتي رحمها الله والتي كانت قاسية عليها بعض الشيئ إنتقاما من أبي لأنه لم يتزوج من فتاة إختارتها له وكانت تتمنى زواجه منها وانتظرت ثلاثة عشرة عاما لتزوجه إياها ولكنه رفضها وتزوج إبنة عمه والتي هي أمي الآن
    عندما كان يغيب أبي كانت أمي تعاني من جدتي وكانت تصبر وكانت هي الاخرى تحبس نفسها في غرفتها حتى يجيئ أبي من عمله حيث جهز منجرة لعمل الموبيليا وكذلك ورشة للحديد وما أن كون والدي مبلغا من المال حتى سافر إلى مصر وحصل من هناك على ترخيص لإفتتاح مؤسسة أهلية أصبحت فيمابعد معهد لدراسة دبلوم المحاسبة أسوة بالمعهد الذي درس فيه والدي في لبنان دورة لمدة ستة أشهر
    وعندما حصل على التراخيص والاوراق اللازمة لافتتاح المؤسسة وعاد الى ارض الوطن رزق بالمولودة الأولى وهي أختي ( ص ) كان ذلك في شهرمايو من العام 1974 م
    وفي شهر يونيو من العام 1975 م رزق والداي بالابنة الثانية ( و ) وفي شهر يونيو من العام 1976 م رزقت أمي بالمولودة الثالثة ( ن ) وكان أبي قد كثرت مشاريعه على أرض الوطن وكثرت سفرياته الخارجية حتى أنه سافر وكانت أمي حاملا بي في الشهر السادس غاب عاما كاملا ولكنه لم يعد إلى بيت أهله بل عاد إلى بيت عمه ليسكن عنده في غرفة سكنت أمي فيها بعد أن طردتها جدتي من البيت وألقت بملابسها في الشارع فقد كانت قاسية جدا على أمي للسبب الذي ذكرته سابقا
    كان عمري يومها تسعة أشهر وعندما حملني أول مرة كنت ثقيلا لأني كنت سمينا حملني ليدللني وكنت أستغربه كانت أمي لحظتها قد غسلتني ولم تكن ألبستني ملابس داخلية وكان مستعجلا على أن يدللني إستغربته فبلت عليه ونزل البول على وجهه ورقبته فصار يخاف أن يحملني إلا إذا أقبلت عليه أنا
    كان الكل يحبني وفي كل بيت أكون موجود فالجيران كلهم من نفس العائلة يحبون أمي لأنها طيبة ليست كالنساء الأخريات التن يتشمتن أو يبادرن بالاساءة ولأنها كانت إبنة شهيدة كانت أيضا نساء الحي يحبونها وكن معها لحظة إستشهادها لهذا عندما كبرت وما عرف عني من حسن خلق حيث أنني لم أكن أتلفظ ألفاظا بذيئة كبقية الأولاد أو أسب الذات الإلهية والدين كأولادهم برغم صغرهم كان يلقبونني بابن عم النبي ويصفونني بابن عم النبي ولكنني عندما أنهيت الدراسة في الروضة أصبحت شقيا وصاحب مشاكل كثيرة فقد مشاكسا جدا حتى أن الكبار ومنهم آباء كانوا يخافون مني أصبحت ألقب بكابوس الحي بشيطان أولاد الحي
    بعد أن أصررت أن أفجم رأس ولد من أولاد الحي ألقى حجرا على بئر مجاري فتتطاير ماء قذر جاء على بدلة شرطة كان يرتديها أخي الأصغر مني ( ض ) حينها غضبت و أصررت أن أبج له رأسه ولحقت به وكان معي حجرا كبيرا وزنه مايقارب الكيلو جرام وعندما وصل الولد إلى أمه ليحتمي بها كنت أنا وصلت إليه فضربته بالحجر على رأسه وفي حضن أمه
    كنت شقيا وعنيدا وسفك الدماء شيء ضروري وطبيعي عندي فأبي مسافر ولا رجل في البيت سواي أنا وخال لي إسمه ( ع ) وإخواني الأصغر مني
    في شهر إبريل عام 1979 م ولد أخي الثاني ( ض ) وتوفيت جدتي ( ر ) أم والدي وكان أبي مسافرا مكث في سفره عدة أشهر كانت جدتي تتمنى أن تراه
    وفي العام 1981 في شهر فبراير ولد أخي الثالث ( ب ) وإسمي يدل في معناه إلى النور الذي لا مثيل له وأخي الثاني أيضا إسمه يعني النور ولكنه نور القمر أما أخي الثالث فإسمه يعني البهجة
    ******************************* وللقصة بقية **************
    ************************************************** ****
    فإلى اللقاء بإذنه تعالى

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي المظلوم:

    أنت تشدنا لنعرف القصة وهدفك من نشرها وقد انتظرنا طويلاً فأين أنت؟؟؟

    أرجو أن تعود فتكمل ما بدأت


    تحياتي ومتابعتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اخى المظلوم
    ننتظر منك بقية تاريخ طويل .. سطرته ببراعة
    لقد شدتنا حروفك للمتابعة ..
    فلا تطيل انتظارنا

    تحياتى

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    العمر : 42
    المشاركات : 4
    المواضيع : 1
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    و يعود المظلوم ليكمل بقية قصته

    البيت الذي ولد و نشأت فيه كان بيتا من الحجارة العربية الثقيلة كان يسمى بحجر ( 50 )
    وهو حجر ثقيل الوزن ملصق بالطين و لم يكن مايسمى الشمينتو أو الاسمنت معروفا أيام بناء هذا البيت .
    عند مدخل البيت من ناحية الباب و على الجهة اليمنى كانت غرفة التواليت و من ثم غرفة عمتي و التي كانت مريضة بالروماتيزم لا تستطيع الحراك إلا بصعوبة و كان جدي و خالتي ( هـ ) يبيتون في هذه الغرفة و من ثم الغرفة الثانية و التي كانت تبيت فيها خالاتي و عددهن آنذاك أربعة أما أخوالي الاثنين فكانوا يبيتون في الغرفة الثالثة و التي كان موجودا بها تليفزيون أبيض و أسود ترانزستور كنا نلقى الذل و الهوان و ضيم العذاب من خالي الأكبر
    ( م ) عندما يجدنا نحضر صور متحركة أو برنامج للمذيعة نجوى إبراهيم و الفنان عبد الرحمن أبوزهرة على القناة المصرية الأولى و أذكر أن برنامجا مقدمة البداية له أغنية : .
    فتحي يازهور فتحي
    إصحي للنور و إفرحي
    كنت أحفظ هذه الأغنية و أنا طفلا و لكن مع مرور الزمن نسيتها فقد كان هذا البرنامج يعرض قبل واحد و عشرون عاما
    و كان هذا البرنامج يعرض الصفات الحسنة على هيئة كلمة من عدد من الحروف يظهر بعضها و يخفي حرفين يتخللان الكلمة فكنا نتابع هذا البرنامج رغم قسوة خالنا ( م ) و الذي ما أن يرانا جالسين حتى يبدء بضرب أخواتي الأكبر مني فيهرب أخي ( ض ) إلى عمتي و عندما يجيئ الدور علي يضربني على رأسي من الخلف و رقبتي فأظل أبكي عند قدمي أمي و أطلب منها أن تشتري لنا تليفزيونا كي لا نظل نضرب فتسكتني قائلة عندما يعود أبوك من سفره أطلب منه
    و كان أيضا في البيت صالون طويل يقارب طوله 16 متر و عرضه أربعة أمتار و نصف المتر وكان إلى جواره المطبخ و الحمام الذي منعنا خالي ( م ) من الاستحمام به و أن نغتسل
    في غرفة التواليت أي ( غرفة المرحاض ) وكان يجاور المطبخ و الحمام الغرفة التي ولدت فيها أختي الأكبر مني ( ن ) و أنا و ثلاثة أخوة و أخت أصغر مني و قد عشنا في هذه الغرفة من العام 1975 م حتى يوليو 1986 م و كان يغطي هذا البيت ألواح من الزينقو من ضمنها لوح الزينقو الذي إخترقته رصاصة الطائرة الاسرائيلية التي قتلت جدتي ( خ ) أم أمي ومازال هذا اللوح موجودا و ثقب الرصاصة موجود إلى يومنا هذا حتى أن أمي و خالاتي عندما كانوا يخبزون خبز الصاج أو مايعرف بخبز الرقيق كن يخبزن على هذا اللوح بعد أن يسكبن سطل من الرمل النظيف و يوقدن الحطب و يضعن ثلاثة أحجار و يضعن على زواياها الصاج الذي يخبز عليه خبز الرقاق .
    درست في روضة للأطفال تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و حصلت على كرت ( طعمة ) كنا نخرج في فترة الفسحة في طابور منظم و نتوجه إلى ( الطعمة ) لنتناول عدة وجبات من الطعام أذكر أننا كنا نأكل وجبة فاصولياء مع أرز و كاسة لبن سائل و طبق كاكاو و كانوا يسلموننا نصف رغيف بحجم كفة اليد و حبة عين السمكة و التي كانت معروفة أنها لتقوية النظر و الحمد لله نظرنا قوي ( ههه ) ...
    وكانت تقدم لنا عدة و جبات منها لحمة العلب و الجبنة الصفراء و غيرها من الوجبات الأخرى و التي برغم مرور السنين إلا أنني مازلت أحب هذه الوجبات الغذائية لما كانت تذكرني بمواقف غاية السعادة حتى زملائي في الروضة مازالوا زملائي حتى السنوات الاولى من مرحلة الاعدادية و لكنهم مازالوا أصدقائي ليومنا هذا و قد أستشهد بعضا منهم في هاتين الانتفاضتين .
    كان هذا العام الذي انتسبت فيه للروضة عاما سعيدا بالنسبة لطفل لي كان يجد و يجتهد من أجل أن ينال إعجاب مدرساته به في حصة الألعاب و الرياضة و كذلك الكتابة و القراءة و الغناء و كنت أغني أيامها و كانت أغنية مشهورة بالحركات كنا نغنيها بناتا و أولاد و نتمايل مع كل بيت منها مثلا
    كنا نغني أغنية
    هيك بيطيروا العصافير ( فنحرك ذراعينا ) و مرة في مناسبة عيد الأم سلمتنا إدارة الروضة بطاقات مرسوم فيها رسمة وردة و طلبوا منا أن نلونها لنهديها إلى أمهاتنا و كانوا يسألوا كل واحد منا عن إسم أمه ليكتب على هذه البطاقة فقد لونتها و كانت هذه البطاقة أجمل البطاقات التي لونت حيث راعيت يومها أن لاتخرج الألوان عن حدود رسمة الوردة و عندما جاء موعد الانصراف حملت البطاقة و توجهت بها إلى أمي مسرعا و في الطريق وجدت جدي ( م )
    والد أبي فقال لي شو اللي معاك ياسيدي فقلت له : شوف ياسيدي البطاقة هذه لونتها أنا و كانت أحلى بطاقة فقال لي ولمين بدك تعطيها فقلت له لأمي علشان عيد الأم فقال لي بلا قرف ومزق البطاقة و دفعني من رأسي فسقطت على الأرض ونزل الدم من أنفي يومها و نظرت إليه و أنا أبكي و إقتربت مني إمرأة ( رحمها الله فقد أستشهدت في العام 1991 م برصاص الجيش الاسرائيلي و هي تدافع عن إبنها لحظة كان الجنود يضربونه بالهروات فهربته من أيديهم فقتلوها ) إقتربت مني هذه المرأة و حاولت أن توقف نزيف الدم من أنفي إلا أنني قاومت ذلك و قلت لها بديش بدي أفرجيه لأمي و الله إلا أخليها تضربه ...
    و أكملت الجري حتى و صلت إلى البيت فتفاجئت أمي بمنظري فسألتني من فعل بك هكذا فأجبتها سيدي الـ ( م ) فصمتت و قالت معلش يما فقلت لها كيف معلش سيل دمي ؟
    فقالت سيدك .. فضربتها على كتفها و قلت لها بدك تضربيه و تسيلي دمه زي ماسيل دمي
    فقالت لي يومها أبوك بيضربني فقلت لها : طيب أنا بأفرجيكي فيه و رحت أغسل أنفي من الدم و أمسح دمعي و أغسل و جهي من البكاء و ما أن توقف نزيف الدم خرجت من البيت لأمارس شيطنتي حيث أصررت على أن أسيل دم جدي مثلما سيل دمي ..
    فأمسكت الحجارة و تربصت له عند أول الحارة و كنت أنتظر عودته من المخيم و ما أن رأيته حتى إختبأت خلف عتبة بيت من ثلاث درجات مبنيات من المزايكو و ما أن تجاوز المكان الذي إختبأت فيه حتى صعدت الدرجات الثلاثة و رجمته بحجر أصاب رأسه من الخلف نفس و لذت بالفرار و ظن يومها أن الذي طبشه فتى إسمه نضال و اليوم يعمل ضابطا في المخابرات الفلسطينية برتبة نقيب و زاد الامر حدة و صارت مشكلة و عندما علمت أمي أن جدي طبش سألتني فقلت لست أنا فسألتني أين كنت فأجبتها كنت عند وحيد ( و هو الشهيد و حيد أبوسالم ) رحمه الله فقد كان صديقي و أستشهد و هو في الصف السادس الابتدائي في يوم 9 / 12 / 1987 م عندما رجم جنديا بحجر في رأسه فقتله جندي آخر على الفور و قد أستشهد في محل بقالة يساعد والده فيه .
    و في اليوم الثاني حدثت مدرستي في الروضة عما حصل لي فأعطتني بطاقة أخرى فلونتها و أوصلتني مدرستي إلى باب البيت لكي تطمئن على البطاقة أن تصل إلى يد أمي لكي أفرح كبقية الأطفال .

    *************

    من كثرة ماعانينا في البيت من مرارة عذاب خالنا ( م ) و الذي كان يضربنا كثيرا بدون سبب كلما وجدنا نشاهد التلفاز و معنا خالاتنا أصبحنا نشاهد البرنامج المفضل لنا في منزل قريب لنا كنا نذهب هناك أنا و أخواتي و نجلس بهدوء و أدب فقد كانت المرأة و التي إسمها أم حسن كانت تحبنا كثيرا و لم تكن تبخل علينا فتقدم لنا العصير الطبيعي و كنا نشاهد البرنامج التليفزيوني و نذهب بعدها و نخبز لها العجين نحن و أبناءها و كانت أياما غاية في السعادة و الهناء .
    و في أحد أيام شهر رمضان المبارك حيث كنت نائما في صالة الدار و كان الوقت بعد العصر
    إستيقظت على عشرات الدبابير التي كانت تتساقط على جسدي حيث كان عمي الثاني و الأصغر من أبي و إسمه ( ع .ك ) يحرق في عش للدبابير و كان بشكل متعمد بالرغم من علمه بخطورة مايفعله فقد تقوم هذه الدبابير بلسعي و هي تتساقط على جسدي لا أدري هل كان مغتاظا مني مني رغم أنني لم أفعل شيئا له فأنا طفل في الخامسة من عمري لماذا يفعل هذه الفعلة و ماغايته ( الله أعلم ) و لكن و الحمد لله لم تؤذيني الدبابير و قد حملتني أمي بحذر و دعت عليه عدة دعوات سيئة فألقى عليها كأسا زجاجيا و الحمد لله لم يصيبها الكأس و أصاب الجدار و بعد هذه الفعلة حدثت لعمي عدة مصائب و كأنها إنتقام من الله عزوجل حيث سرق مصنع المزايكو الذي يملكه و خولف و صودرت سيارته منه و حصلت معه مشكلة ضرب فيها ضربا مبرحا .
    ************
    إلتحقت بالمدرسة الابتدائية و كنت سعيدا جدا و لكن كان مستواي ضعيف جدا حيث كنت أخاف كثيرا من ضرب المدرس و الذي كان كثيرا مايضرب التلاميذ في الفصل ففي منتصف العام حصلت على الترتيب السابع و العشرين و في آخر العام حصلت على ترتيب الثامن و العشرين كان و الدي مسافرا طوال العام الدراسي و لم تكن أمي تلاحق علينا عمل البيت و تدريسنا و كانت لي خالة إسمها ( ه ) كانت تعود بعد العصر من مؤسسة تعليمية يديرها
    أبي و الذي ما أن يجمع رسوم الطلبة الملتحقين حتى يسافر و يعود و قد أفلس من المال
    و لم يكن يحضر هدايا لنا و دائم الوعد لنا أنه سيحضر لنا هدايا عندما يعود من سفره في المرة القادمة .

    **********************
    في السنة الإبتدائية الثانية كان مربي الصف الأستاذ يوسف الفقعاوي رحمه الله و الذي علمت بوفاته يوم كتبت أو جزء من هذه القصة و علمت أنه توفي قبل سنوات عدة عندما تفاجأت بوجود أحد أبنائه أمام المؤسسة التي أعمل بها موظفا و تأثرت كثيرا و لكن ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) فقد كان أستاذا بحق لا يضرب أحدا من الطلاب إلا في حالة الشغب و مشاكل الطلاب مع بعضهم فلم يكن مدرسا و حسب فقد كنا نعده كأب لنا علمنا الكثير الكثير و من ضمن ماعلمنا إياه الصلاة و الوضوء و قد نلت في منتصف العام الدراسي على المرتبة الأولى على الصف و حصلت على جائزة قيمة سلمني إياها الأستاذ و الشيخ الداعية المجاهد أحمد نمر حمدان ... و الذي له الفضل الكبير في أن زرع فينا بذور الانتماء للمسجد حتى تربينا على منهج حركة الإخوان المسلمين و قد كانت أول نشأة إخوانية لي في مسجد بلال بن رباح
    و الذي كان يجلس فيه بعض الشبان و المشايخ حولي يعلمونني و يحفظونني القرآن و قد كنت مغرورا أمام كلمة أحسنت التي كانوا يقولونها لي بعد كل تلاوة للقرآن حيث لا أخطاء في القراءة و كذلك كنت أرتل القرآن ترتيلا جميلا .
    و كنت دائم الحضور للحلقات الاخوانية في هذا المسجد و كنا ندرس الفقه و السيرة و كان أعز الأصدقاء الذين كانوا من أكثر المهتمين بتنشأتي المجاهد ( محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عزالدين القسام بعد الشهيد صلاح شحادة " رحمه الله ) .
    و قد كنا في جلسات مابعد صلاة المغرب نجلس و ننشد أناشيد أبو الجود و أبو مازن و اليرموك الأردنية و أنشودة مافي حل إلا القرآن و السنة النبوية و التي يتخللها أبيات تصف شباب الموضة حيث يقول المنشد : .
    مافي حل إلا القرآن و السنة النبوية
    و في يده سيجارة إمبريال و في الرقبة معلق سنسال
    و عامل لي شعروا نيغروا عالموضة الامريكية
    و لابس لي بدلة هبيز وان مرت من قدامه عرسة بينقز
    فكانت هذه الانشودة من الاناشيد التي كان يحبها المجاهد محمد ضيف ( حفظه الله ) و يضحك كثيرا أمامها و كانت أنشودة يامعشر الاخوان و أنشودة لابد بأنك زرت سجون كي تعرف أن الموت حنون ..
    حافظت على تفوقي الدراسي و إلتزامي في المسجد حتى بدأت الانتفاضة الأولى في العام 1987 م و التي عرفت بثورة المساجد .

    ************************** و للقصة بقية ****************
    ************************************************** **

المواضيع المتشابهه

  1. لاَ تَسْمَعُوا أَشْعَارِيَهْ
    بواسطة غسان الرجراج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 24-08-2008, 03:12 PM
  2. أَحْــتَــاجُـــكِ .. جِدّاً .. كَيْ لاَ أَمُوتَ ..
    بواسطة أحمو الحسن الإحمدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-06-2008, 02:26 AM
  3. لاَ تَعْـذِلُوا رَفضِي هَـنَا دَعْوَاتِكُمْ فَأنا الذبِيحَةُ فِي قِـرَى الأَعْياد
    بواسطة محمد محمود مرسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-01-2008, 06:07 AM
  4. لَاْ تُنَادِ
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 24-07-2007, 11:20 AM
  5. لَا فَرْقَ لِلْنَّفْسِ ...
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 27-01-2005, 08:39 PM