العزيزة جيهان
من العنوان ندرك باننا امام نص يبحث في النفس الانسانية، هذه النفس التي لاتثبت على شيء، وهي في تغيير دام ومستمر، وهذه التغيرات لاتظهر عليها الا في حالات ندرك نحن ماهيتها، وقد يجهلها الاخر فينا، او قد تكون الحالة عكسية تماما، وامام هذه وتلك تكون الصورة للمشاهد المتابع شيئا مقززا، الاخر نص يبحث ذات الانسان بطريقة تحليلية واقعية، حيث يحاول النص اولا ان يظهر لنا ملاح الانا في شخصية البطل ومن ثم يظهر فيه الانا الاخرى، وفي توضيح الانا هذه تحاول القاصة ان تجعلنا امام امر هام جدا في تحديد هوية هذه الانا في كلتا الحالتين من خلال الواقع المحبط به أي البيئة التي تعيشها، واول الصور التي تظهر لنا هي صور مآساوية حيث فيها تظهر لنا القيمة الحقيقية لهذ الانا، فالموت بلاشك يضع المقياس الاساس للشخصية الانسانية في مرحلة تحولاتها ومرحلة تقبلها للواقع ومن ثم يضعها على المحك في تقدير الظرف وتمرير الافكار التي تلازم الموت ورحيل انسان قريب منه، وهذا ما حصل لبطلنا بالفعل حيث داهمت هواجس وافكار عقله الباطن فاظهرتها للعقل الظاهر، واستحضر الابن كل الصور التي رافقت حياته في دائرة الوالد، وكيف انتهى طموحه وذاب تحت عناد الاب، ومن ثم هاجت هذه الذكريات لتولد لديه هاجسا اخرا ماذا بعد الوالد، وفي استحضار سريع وودود لاحدى علاقاته العاطفية ومجابهة الامر بابنة العمة، وجد بطلنا نفسه يرضح لااراديا لرغبة الوالد وهذه سمة تتمتاز بها مجتمعاتنا دون غيرها الا وهي تحقيق رغبة الميت، حتى ولو على حساب الذات نفسها، ومن ثم نرى بطلنا يخوض تجربة الحياة المريرة منذ البدء، فها وهو يعيش الازمة الحقيقية في الواقع لرحيل الوالد والجنازة يجد من يهمس له بان هذا الوالد نفسه هو من اورث اخاه الاكبر املاكه، حالة غليان داخلي يحدث هنا، لكن الثبات كان منذ البدء من نصيب البطل، وتاتي الايام فيتزوج ابنة العم ، فيثبت، وتمر الايام ، وبطلنا يعيش حالة ثبات خارجي ظاهري لكن الترسبات تتراكم في داخله، في اعماقه فتوهنه، وتجعله عرضة للانهيار الداخلي قبل الخارجي، وتلك النظرات التي تدس في حياته من الجميع تظهر الام رجليا نحن نحتاج فقط الى قشة تقصم ظهر البعير، بالطبع ان مثل هذه الحالة النفسية التي تتراكم فيها الاسباب التي قد تؤدي الى انفجار داخلي على الواقع تولد في النفس بغضا وحقدا دفينا على الجميع، وهذا ما حصل بالطبع، ففي لحظة مسعورة استحضر كل الذي ضحى به من اجل الجيمع هنا، والنتيجة انه خرج فاضي الوفاض الا زوجة لاتستطيع ان تنسى صورة السائق الذي دهس ابنهما، بلغ السيل اعلاه هنا، البطل يحتاج هنا الى عمل خارق تمردي على وجه التحديد، ها هو يتناول عصا من ابن عمه، وينهي عقدته ومن لسب منه كل شيء حتى حياته، والصورة تكتمل في النهاية، انسان تراكمت اسباب التمرد والبغض فيه، فها هو يكاد يكسر القيود لانه يرى في ابتسامة النائب ما يوجعه.
القصة رائعة..والنهاية جاءت كقوة اضافية للقصة.
محبتي وتقديري
جوتيار