من الأسبق؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع بشغف برنامج " تباشير الصباح " الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم من دولة الكويت ؛ وأعد نفسي تلميذا يجلس أمام علماء أجلاء ممن يستضيفهم البرنامج ، وكلهم من أهل العلم النافع الذين نحسبهم على تقوى وورع ولا نزكيهم على الله ؛ فهو حسيبهم .
وقد أثار أحد الأساتذة قضية على هامش حديثه عن فضائل أمنا خديجة ( رضي الله عنها وأرضاها ) خلاصتها : أن بين العلماء ما يمكن أن يكون اختلافا يسيرا حول أول من أسلم :
أأمنا خديجة ( رضي الله عنها ) أم ورقة ابن نوفل ابن عمها ؟
وقد اختار العالم الكبير – وهو ممن له وزن ورأي – أن أول من اسلم هو ورقة بن نوفل ؛ أي انه سبق خديجة ( رضي الله عنها ) برغم من كونه أورد ما يشبه الإجماع على كون خديجة أول من أسلم .
ويبدو أن ضيق الوقت لم يمكن هذا العالم الجليل من غيراد أدلته حول ما مال إليه .
فهل من الممكن بحث القضية بهدوء وروية ؛ وصولا إلى ما يمكن الاطمئنان إليه ؟
سؤال أطرحه على الكرام ؛ طالب علم حريصا على تحصيل الفائدة ، وتلميذا يبحث عما ينفعه وإخوانه.

أشكر لك هذا الاهتمام البالغ بدقائق سيرة الحبيب محمد

والحق انها القصة الحضارية لمضمون الاسلام

الاسلام والاصل فيه التوحيد هو الدين الذي سبق ولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فهو دين آدم ونوح ... وجميع الانبياء وجميع من آمن بهم وبالتوحيد

فقط من هذه الزاوية يمكننا اعتبار ورقة بن نوفل أسبق من غيره بايمانه بروح الرسالة المحمدية

والله تعالى اعلم واحكم


بالغ تقديري لجهدك ... الخلاق ايها الاستاذ الحبيب

أخي الدكتور الحبيب
ما أجمل ما ذكرت هنا ، وأذكر أنني ذات يوم وأنا أسرد لبعض طلبة العلم مواقف من السيرة النبوية وذكرت في معرض حديثي قصة ورقة بن نوفل وتصديقه بالرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن قال :"يا ليتني كنت فيها جذعاً " أي شاباً .
فأثار أحد الطلبة النابهين هذه القضية وكان النقاش علمياً مجدياً وأذكر أن أحد الطلبة طرح قضية تؤخذ في الحسبان وهي أن الرسالة المحمدية في بدايتها كانت موجهة للأقربين وورقة بن نوفل لم يكن كذلك
عوضاً على أن مراجعة خديجة رضي الله عنها لورقة كان في أول الوحي ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم مكلفاً بالتبليغ أنذاك
وكان ورقة حنيفياً على دين إبراهيم عليه السلام ، وفي خلاصة النقاش الجاد الذي دار بيننا أن أول من صدق برسالة محمد هو ورقة بل إنه ورقة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهله سيخرجوه ، ثم مات ورقة رحمه الله وبعض مصادر التاريخ تقول أن ورقة مات قبل أن يأمر الله نبيه بالتبليغ أي في وقت فترة الوحي التي أستمرت أشهراً في أرجح الأقوال
هذا والله أعلم وأحكم
وبارك الله فيكم

الأريب الألمعي ؛

أبا إيناس

بل الشكر العميق لك على هذه الرؤية النافذة لجوهر الأمور ، والبصر الواعي بدفائن الأحداث .

وليس ما تعتبره إلا من قبيل الرأي الذي يقدره أهل الفكر الراقي ، وأولو التفكير الخصب ؛ لذا يسعدني

سعادة غامرة أن أنضوي تحت لواء ما يممت صوبه ، مستأذنا في محاولة تحقيق تاريخي في الأسبقية

الزمنية بين أمنا خديجة ( رضي الله عنها ) ، وابن عمها ورقة ابن نوفل ؛ لعل بعضنا يصل إلى ما

يمكن الاطمئنان إليه بهذا الشأن .

فقد كان مما أورده العالم الجليل في تدليله على أسبقية ورقة في الإسلام ما أثر عن النبي ( صلى الله

عليه وسلم ) في قوله : " لا تسبوا ورقة بن نوفل ؛ فإني – أو فقد – رأيت له جنة أو جنتين " ،

وربما يكون هذا من دوافعي في طرح السؤال خلال العنوان ؛ لأن كلام المصطفى ( صلوات الله

وسلاماته عليه ) يحتاج تأويلا من أهل العلم ؛ عسى الله أن يمن به .


تقبل تقديري سيدي خليل ، وامتناني وعرفاني .

أخي الحبيب

العالم الجليل

أ*.عدنان

ما سقته من حوار جاد بينك وبين أحد النابهين من طلاب العلم جعني أتمنى لو كنت هذا الطالب أجلس

أمام فذ في حجمك ، يسمح بالنقاش الهادف ، بيد أنك تفضلت فسقته كأني أسمعه .

وفي ثناياه خير كثير وعلم لا يتكرم به غير أولي الألباب .

فاسمح لي بأن أعود إليه بين الفينة والأخرى ، عسى أن ينقدح في الذهب تساؤل ، أطرحه عليك

متشوقا إلى قلمك المؤرخ ، وأسلوبك المرشد الراقي .

ولك عرفاني وإكباري.