ومضت
بين الدروب القفر يعلوها الحنين
قلبٌ تمزق في ظلام الليـلِ
مرتحلاً حزيـــن
في خضم الغاب ... والأشجارِ
والأملِ المسافرِ
عبر أطوارِ السنين
حُـلمٌ تعلق بالصنوبر
والكافورِ
والغاب الحزين
عمرٌ تمادي في الرحيــلِ
مسافرٌ
ظلاً وحيدًا
نحـو آباد الحنين
ومضــتْ
بعيدُا عن فضاء الكونِ
عن العالمين
تلملم الثوبَ المزين
بالأماني ، والجنون
لآخر هذه الدنيا
وحين تواجه الأنواء
بالأملِ الثخيـــن
ومضــتْ
في صمتٍ
بعينيها الحزينة
تتسلق الأشجارِ
والأنوارِ
والسحب الثمينة
وتعود تهمي للترابِ
وللظلالِ المستكينة
هاك انظري
نحو الأفق
في معبدٍ للصمتِ يبدو
كنتُ أغفــو
بين أحضاني الحزينة
حينما أطللتُ نحو الغابِ
في يأسٍ
رأيتُ الحب يأتي
عبر صحراء المدينة
لا ترحلي وحدك
مع الأمـــلِ الحزيــن
دمــاءُ عمرٍ خضبت تلك المدينة
هاتي كفيكِ
لنمضــي
معــًا
إلي بر السكينة
فلتفتحوا الأبواب
يا حمقـــى
إني مللــتُ مدينة الدمى
وأحقابًا من العمرِ
مهينة
أنا من هربتُ العمر كله
من سماوات المدينة
وتركتُ هذا الكون يرفـلُ
بين أضـواء الرذيـلة
أهرُب
لعل القلب يغفو
أو ترافقه السكينة
وفي عينيكِ أهمـي
نحو أحلامي الدفينة
وأنا
الناسكُ ، المتعبدُ
المتصوفُ ، الزاهد
حطمتُ كل معابدي
وتركتُ هذا العالم البائد
أجري إلي عينيكِ
أغفو فيهما
أحلُم ، غـدًا ، بصباحىَ العائـد
إني أحبكِ
مثل ضوء الفجرِ يهمي
فوق أطلالِ المعابد
إني أحبكِ
روحٌ تمني أن يسّاقط
فوق أنوارِ المساجد
يبكي
لعلَ الله يغفر
كل أطنانِ المفاسد
إني أحبكِ
عمرٌ تمني ألفَ عامٍ
أن يراكِ
بســمةً
بين الشدائد
إني أحبكِ
يافؤادًا
في براءة الأطفالِ يحلًُم
في أمان
إني أحبكِ
بسمة ً في العمرِ نبتت
وسط هاته الأحزانِ
ياحيــاةً
ظلت الأقدارُ ترجئها
حتي آخر الأزمان
إني أحبـكِ
مثلما دومًا حلمتُ
أننــا
روحٌ وحيدة
وجســدان
********
مصطفي يحيي