بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الغريب .. كنت تسألني عن الألم .. وكأنك تريد من كلماتي أن تصف لك وجعا .. يحبس الروح قبل أن يحبس الحروف ..
ربما ما سأذكره لك .. هو رسم قاتم لا يليق بقلب رقيق أن ينظر إليه .. فربما أبكاك رسمي .. ذاك البكاء الحار الذي لا تتقنه ..
ولكني حقيقة لا أذرف الدموع وأنا أتألم .. فدموعي تعرف أنها لن تطفئ لهيب أوجاعي .. فتتوارى خجلا .. فتكون بذلك هي أول المنهزمين أمام جيوش المرارة .. والأسى ..
بأي الآلام أبدأ وصفي ؟؟
أأحدثك عن قلب فتاة صغيرة .. تجتاح رياح السموم كل زاوية من زوايا روحها .. فتحرق كل برعم رطب طري لا يعرف إلا الحب .. فتحرقه وتترك تربتها الخصبة أرضا قاحلة .. جافة .. قاسية ..
أم أحدثك عن قلب أم نزعته من مكانه يد لا تعرف الرحمة يوم نزعوا منها فلذات أكبادها .. وتركوها جسد بلا روح .. بل جسدا بلا قلب.. وأين الحياة في هذا ؟؟
أم أحدثك عن ذلك اللهيب الذي يشتعل في أعماق الصدر .. لحظة دنو أجل اللقاء بمن تحب .. أشعرت به يوما ؟؟ أشعرت حقا بحرارة هذا اللهيب ؟؟
أرأيت يوما روحك تخرج من بين أضلعك .. تريد اللحاق بمن تحب .. تحوم حولهم .. فلا هي التي فارقتك .. ولا هي التي عادت بهم ..
أأصف لك ألما قريب العهد بقلب مشطه الأسى بأمشاط من حديد ؟؟ فتركه قلبا مهترئا .. يصعب على الأكف الرحيمة ضمه بين أناملها ..
أتعرف شيئا عن تلك النصال التي تغرس في صميم كبريائك .. فتجعلك دون أن تدري تمسك وبكل قوة جانب صدرك .. وكأنك تريد نزع تلك النصال التي تذبحك ولا تراها ..
فيستمر نزفك .. و يبقى ألمك .. وأنت بكل رفق تمسح على روحك .. وتقول : أيتها الروح .. صبرا ..