تقاطعات
لنا في حيّنا قطٌّ بديع الشكل والمنظر يحاكي عتمة الليلِ ويزهو كالفتى الأسمر شديد البأس مغوارٌ لذا يدعونهُ عنتر وما أدراك ما عنتر وسائلْ من به أخبر كلاب الحيّ تخشاهُ وتخشى نابهُ الأحمر وتجري حين تلقاهُ إذا أقبلَ أو أدبر ولمّا أن طغى الماءُ وزاغت عين من أبصر تنادوا بينهم قوموا فجاء الآل والمعشر وصاح القائد الأعلى بحقدٍ من على المنبر إلام العيش في ذلٍّ وفيم الصمت عن منكر وكيف الهرُّ أنسانا بأن العبد لا ينهر وأن العرف لا يقضي بحكم الأصغر الأكبر لنحيا في حوارينا كراماً أو إذاً نُقبر فذلّي غربة الدارِ وبعدي غربة المهجر فقالوا أنت مولانا وفينا البأس لا يُنكر فآمر من ترى فينا وأرسل من لها أقدر وآلت فكرة القومِ على أن يرسلوا كركر أيا كركرُ أنبئنا ألست الأجرب الأمهر فجاء الردُّ في كبرٍ وأين البدو من قيصر كما قد زاد مختالاً بتيهِ المعجب الأشقر أإِن الأجر مضمونٌ إذا كنت أنا الأشطر نعم قالوا سنغنيكم فلا تخشى بأن تؤجر عظام الحيّ نعطيكم وأيضاً عندنا تؤثر فهزّ الراس أن أرضى وعوّى أو فقل زمجر فصاحوا , هلّلوا أيضاً بهذا أُقفل المحضر وجاءت ساعة الحسمِ فكان الجمع كالمحشر وخطّ الناس دوّاراً ودارت حولهم عسكر لأن العنف مسموحٌ على أن يسلم المخفر أسرّ الكلبُ في خُبثٍ بحرب النفس لن أخسر فنادى خَصْمهُ أنصت عليك اليومَ أن تحذر تذكّر مجد أجدادي وسلّم قبل أن تُتدحر فلست ابن الكلاب إذا رضيت اليوم أن أُقهر تراجع قبل أن آتي وقد أعذر من أنذر فبخّ ألقطّ كالأفعى وحرزاً ذيلهُ شمّر وأحنى ظهرهُ قوساً كذا عن نابهِ كشّر وردّ القول بالقولِ كما لو قولهُ أنكر أنا ما بين إثنينِ نكيرٌ أو تشأ أنكر فمار الكلب في طيشٍ كثورٍ هائجٍ أعور ونطّ القط كالسهمِ وخزّ الظفر كالخنجر وغطّتهم سحاباتٌ عجاجٌ صيغ من عيثر فضاع العوّ بالنونو فهلّا معجمٌ فسّر وطارت جثّةٌ علّت بعيداً حيثُ لا تُنظر لتعلو سترة الغيمِ وتبدي الفائز الأكبر وولّى الكلب لا يلوي على شيءٍ ولم يظفر ورجع الصوت مسموعٌ مكاءً قالَ يا أزعر وقالت قطّةٌ جاءت وشافت كل ما قد مر حباها ربّنا العالي بوجهٍ جلّ من صوّر أيا مقدامُ خبّرني بصدقٍ دون أن تغتر بماذا صرت يا صاحِ قوي العزم لا تُكسر أجاب القطّ مهموما وسرّي عندكم يُضمر؟ فقالت إي ووالله كبئرٍ لم يزل يُحفر أشاح القطّ عينيهِ مجيباً بعدما فكّر أنا يا حلوتي نمرٌ وجوعي غيّر المظهر أصابتني مجاعاتٌ لذا جسمي بدا أصغر أزيد الشعر أبياتاً بسرٍّ ربّما أخطر بظنّي لو أتوا جمعاً محالٌ عندها أُنصر ولكن أرسلوا فرداً وما للفرد أن يظفر أما لو نظّموا جيشاً فما ينفعني الجوهر ودوماً حلمهم يبقى بأن يأتي غدٌ أزهر ويأتي مصلحُ الأمر لكي ينفي من استعمر فصبراً علّهُ يأتي وقولوا أيُّنا أصبر