|
أهلاً بقلبٍ دنا قلبي فعانقه |
وضجت الروح بالأفراح والطرب |
من زائرٍ عبقت بالعطر طلّته |
فيه الأصالة من أجداده العرب |
غمرت قلبي بطيب لا أقاومه |
كيف السبيل لردّ الطّيب ياعتبي؟! |
على القوافي التي عن وصفكم صمتت |
مذهولة وقفت من شدّة العجب |
ناديت فيها بحور الشعر وانحسرت |
عنّي المعاني وما أوحت ولم تجب |
إن كنت نهراً فمن محيطكم نهلت |
أقلام شعري وهذا كان مكتسبي |
يا بن الكرام وما بالغت في لغةٍ |
محمدٌُ قبسٌ قد شعَّ كالشهب |
رأيت فيك جمال الشعر مكتملا ً |
يا سابك الحرف من درٍّ ومن ذهب |
وان تسلني لكي أعطيك منزلةً |
البحتريّ ووحيّ جاء من كعب |
أرسلت حرفا كموج البحر يدفعه |
حب ترسّخ في دمي وفي عصبي |
حتى انتشيت كأنّ الكون مملكتي |
منحت شخصي وساماً عالي الرّتب |
يا بن العروبة لولا الشعر ما وصلت |
حضارة الأمس للأجيال في الكتب |
نعم بكينا على الماضي وزهوته |
واليوم أبكي على الدنيا بلا سبب |
أهيم حيناً على الدنيا واشتمها |
وأندب الحظ من حزني ومن غضبي |
هذي الحدود لماذا لا تعبّرني |
والأرض أرضي جميع العرب هم نسبي |
أرض النخيل كأرض القمح في بلدي |
وموج دجلة موج النيل بالصخب |
لولا التفرّق ما سالت مدامعنا |
ولا انحنينا أمام الريح كالقصب |
قد لذت بالشعر في حزن أخاطبه |
يا كاظم الغيظ يابن المغرب العربي |
حماك ربي من الحساد يا قبساً |
من الضياء الذي قد بدد الحجب |