أمطر الله عمركم يا " حريري" بندى فضله العميم الغزير وأحال الحروف في كفكم شلا ل شعر ، مجدد التفجير أيها الشاعر الذي اصطحب الشعـ ر، فألقى إليه نبض المسير ورجاه ، فلم يخب ما رجاه وطموح الأديب سر الحضور أنت طوعت كل لفظ لمعنى سامق الأفق ، رائق كالنمير وتخذت الخيال مرقاة نفس تنثر الود باسما كالزهور مبتغاه الهدى بأكرم دين للورى في غدوهم والبكور عربي الجناح قلبا ودربا ويناجي الحنين أزهى العصور وأعدت القديم فينا جديدا ومزجت الوجدان بالتفكير وسما شعرك المحلق حتى عانقت أفقه عيون الصقور وهْو يهمي مثل العصافير شدوا يتغنى به الندى في البكور من جميل يبز كل خميل وبهي مثل السنا منشور أيها الشلال الرفيق تدفق بقواف مرقرقات الغدير وأعد صوت : الشنفرى ، وزهير ولبيد ، وجرول ، وجرير والمعري ، والبحتري ، وقيس وأبي الطيب العظيم المثير أفلا نستعيد بالشعر مجدا لقي الظلم من ظلام العصور؟ ويغنيه عصرنا دون خوف يحتوينا كأننا في القبور ؟ إنما الشعر للعروبة والإسـ لام ، رَوْح النهى ، وبوح الضمير معه روح القدس يهدر إن لم يتدنس بمأثم أو زور صار حِلا لنا اقتناء حرير ترتدي النفس منه صدق الشعور وإذا حرم الحرير فقيه علمه بالصغير مثل الكبير فلدينا فتوى تبيح حريرا نسجته كف الوداد النضير ما عسى الشعر أن يضيف إلى ما أنت فيه من انفراد بصير؟ إن يجز لي تحية فهْي بوح ود لو صاحبته كل الطيور وهْي حبو تكاد تَدْمَى خطاه إن دعاها المضي فوق الجسور فترفق بها وخذها كريما وأقل عثرة العيي الفقير واسكب العفو يبريء النفس مما يعتريها من وطأة التقصير يا حريري القلب والحرف ، عذرا لك مني إذ عاقني تأخيري ولقد يجرح التأخر يوما فيزيل الجرح اتساع الصدور وندى العفو بلسم أخوي تتساقى شذاه كل العطور فانشر الصفح في النهار شموسا وأعده في الليل ضوء بدور