جاءني من وحي سورة حبه شفقا ًوغشقا ً ..فجـَّر في الشوق أطيافاً مرشرشة ً بالحب الغائر في أنفاس مشاعري الولهى بإحساسه.. فقلت ُ :
شوقا ً ياسورة الحب.. أنـتـثرُ
أصبو ويحدوني نحو أنفاسكَ العطرة جناحان من ودٍ وهوى سارحٌ في آفاقكَ النضره..
أصبو إليكَ رقراقة.. ألقه..أحمل في كفيَّ جاماً من الحس الملتاث في عصبي وفي أحرفي الخَضِره ..
أصبو وكلي عاشقة ٌ للشوق في أعطافكَ المبتلة بي .. ومتعطشة ٌ للحبِ الذي في زواياكَ الممتلئة بي ..
وأحبو أليكَ وكلي ناطقٌ.. مستصرخٌ.. مستنجدٌ بالحس والشعر..
شاهقٌ بالود ..غارق في خجل ٍ ..
آتية إليكَ في تيهٍ وفي ولهٍ.. وفي شَـدَهٍ لأقول لك :
أحبكَ
ولكن..
أأقولها ؟؟
ويلي إذن من أشواقكَ الهادرهْ..
من فيوض حبكَ الآسرة.. الساحرهْ
دعها تأتيكَ منسابهْ..
تأتيكَ في خجلٍ..وفي وجلٍ
فالنطق يقتلها..والحس يلهبها
دعها تأتيكَ طوعاً.. وحولها هالاتٌ من الشوق خلابهْ
دعها تميس في ألقي.. وفي أفقي..
تميس كالعبق الحي.. كالغنج الشهي
دعها تئنُّ.. ترفُّ..وضاءهْ
ودعني أقبلها في خفية الغيب.. وأنسجها من وحي الهامي قبلةً حمراء كالشفق..
تثير فيَّ الحبَّ كالمارد الأخضر
دعها.. لاتطاردها
فقد تأتيكَ يوما تفجر كل احساسكَ..
وتقتل الشعر والبيان في كل أنفاسكَ..
سأقولها يوما أيها المخبوء في عشقي.. وفي بوحي.. وفي كل وجداني
سأقولها يوما أيها السهد المعلق في وحي الهامي الأحمر..
أيها الأرق المعندل في فيروز أشواقي البارق.. الحارق.. الأزرق
سأقولها..
ونحيا بها معا ً
وتورق من بعدها الأحياءُ.. والأشياءُ
وتصبح أنتَ الروض الزاهي النضير..
وأنتَ الربيعُ المزهر.. المخـضـرُّ.. المورَّد
وأصبح أنا فراشتكَ الطائرة الغارقة..
المحلقة..الهائمة..
الملتاثة في كونكَ الحبيب
يطـوِّح بي في زواياكَ حبكَ الشاهق..الفريد .