امتدادٌ لـ عُزلةٍ ما !
تباً للحب، للباحثين عنه، للمتاجرين باسمه، لأساطير جدي عن فرسانه الشعراء
و خرافات جدتي عن المرأة المربوطة بشعرها الطويل خلف مزرعتنا منذ مائة سنة
لأنها حاولت التسلل إلى قلب الغريب !
أما أقنعني قلب أبي منذ دهرٍ أن الرجال غادروا جلودهم بعد أن ولدته أمه و لبسوا أردية الضفادع ..
كيف صدقت أن الضفدع يمكن أن يتحول لأميرٍ وسيمٍ بقبلة ؟!
ألم أقل للتو تباً للأساطير ؟!!
كان يجب أن أطيع أمي في نصائح الأمهات الشهيرة :
- أبتعد عن موطيء النار !
- و ألا أفتح الباب للغرباء
- وألا أستقبل المطر حافية !
أيها الغريب .. نثرت المطر من شرفتي ففتحت لك أبوابي و ركضت حافية القلب حتى اشتعلت بك الروح حباً !!
قلت لك لن أغادر .. و أفوت على نفسي فرصة أن أكون ضحيتك !
ظننتني يومها أمزح !؟ لم تكن يا كل أحلامي مزحة .
لا أجمل من أن أكون ضحيتك .. كما لا أروع من أن كنت يوماً حبيبتك !
تركت لك سطر النهاية تملأه بما تريد من نقاط . قاسية كانت نقطتك؛ في منتصف لام القلب تماماً استقرت !
لا تواسيني، لا أحد يموت من الحب .. الإنسانية تحترق تحت أقدام الجائعين و المشردين و المصلوبين و نحن نتمرّغ في ترف هجر الأحبة !
هناك موتٌ و هنا ملهاة حياةٍ لا أكثر !
لا تهتم، هي عادتي في جلد نفسي كل حين
سأذكّرني دوماً أني أحببتك أكثر .. لأكرهك أكثر .
لا تخشَ اقترابي، سأكف عن التحرش بقلبك و أدعي أنك لا تعني لي!!
ابحث لك عن ملهمةٍ جديدة تغدق عليها فيض اشتعالاتك .. اغسل غرورها بنهر شِعرك .. أخبرها كل لقاءٍ أنها الأحلى و الأغلى و الأشهى بين النساء ..
و أنها فاتحةُ قصيدك و مبتدأ قوافيك ..
و أن جبينها مفرق نخيلك و عيناها نجمتان هاربتان من سماء قريتك ..
و ثغرها مفتاح لغتك!
علّمها لغة حماماتك .. خبيء لها في كل قطرةِ ندى قبلة صباحك ..
غني لها كما لم تفعل لي يوماً .. حدثها كثيراً عن البحر و ملح خطواتك ..
لن أغار أعرف كم يحبني البحر! لن تغريه إناث الأرض وإن اجتمعن على لفظي !
من غيري رسم صورته على صفحته البيضاء ؟
مطبوعٌ وجهي في قاعه .. في محاره .. في حراشف أسماكه .. في مرجانه .. في أصدافه!
خذ بيدها كما حلمت يوماً و اعبر بها حدود الشاطيء حتى يقسمكما البحر نصفين ..
راقب معها خجل الشمس الذائب في الزرقة ..
ادعوها لاستقبال ضحكة الفجر، لا أجمل منها مصقولةً في وجه البحر ..
واحرصا أن تسبقا الشمس حتى لا تفوّتا متعة التلصص عليها تتثاءب دلالاً ..
هي تحب المتلصصين ..
سترشقكما بسهمِ فضةٍ و تغمز للموج متواطئة ليغمركما حتى تختفيان في حضنه!
و قبل أن تنام اهمس لها بحكاية سندبادٍ لا يجيء .. لملم خصلات شعرها بكفك و انثرها على وجهها .. ثم ضفّرها بالياسمين ..
عطّر كفك بالمسك إن كانت مثلي لا تنام قبل أن تغرق وسادتها به ..
و إن سألتك أين اختفى كفّك الأيسر لفّق لها أي كذبة ..
لكن إياك أن تخبرها أنك نسيته تحت وسادةِ امرأة أخرى ..
لا يقتل المرأة كعطر أخرى في وسادتها!!
و إن ضبطتكما متلبسين بالعشق لا تحرجك دموعي ..
سأقول إنها قطرات الدموع الاصطناعية التي أرطب بها عيني ..
ما أطول الوقت في غيابك ! أمورٌ كثيرة أستطيع إنجازها كان يلغيها حضورك ..
لا عليك يا صديقي .. لحنها جميل تلك ال (صديقي) !
أعذب من حبيبي .. أرق و أصدق و أقرب ..
لم تفهم دعوة الصداقة التي أرسلتها في أول بطاقة تعارف ..
كانت أمنيةً بالبقاء .. نحن لا نخسر الأصدقاء .. فقط الأحبة يغادرون .. !
احتجتك صديقاً يعيد التوازن تحت أرضي .. و أردتني حبيبة تراقصك فوق الغيوم ..
خجلت أن أعترف لك أني لا أجيد الرقص ..
لم أُدعَ يوماً لحفلةٍ راقصة .. و لم تسمح أمي لجارتنا بتعليمي ..
صاخبةً كانت شرفتها .. تضج بحياةٍ لم تمكنني قتامة ستارة نافذتي من مراقبتها ..
تعثُّر أقدامي أمامك كنت أطويه تحت جناح خجلي و أتكوّم بين ذراعيك ،تحسبها دعوة لمزيدٍ من شغب .. !
يا صديقي و حبيبي .. لم تعلمني الحياة فن الادخار .. حتى في مشاعري .. إن أعطيت أعطي بكلّي .. و أنت قد أخذت كلي ..
فشكراً على أجمل وهمٍ أهديتني !
\
/
بــقلمـ الكاتبة : عزلة.