بثينة..
استرجاع محموم..ملتهب لماضي..ترك بصمة خوف وفزع في ذاتك..لكن لننظر من اين تم استرجاعه..من خلالحياة ربما بث في اعماقك رغما عنك.. وكأن تلك لايحاة باتت وحدها من يمكنها ان تعيد لنا ثوابتنا..اقول ثوابتنا..لاننا من خلالها بدأنا استرجاع ما قد غمرته الايام بغبارها.. لست اقول باننا كنا قد اقبرنا ماضينا باي شكل كان...لكننا كنا قد اعتدنا ان لانتذكره الا لوقته..ولكن..لا امان..لما قد علق في لاوعينا..بوعي تام منا..لانه..ما ان يجد فرصته حتى يبدأ لينقض علينا..ولن يدعنا الا وقد اصبنحا نصدر فزعنا لمن نحن نكفلهم..هذه الحركة في جوفك ايقضت ما هو معلق في اتون ذاتك..ولاوعيك..بوعيك..فكان ان حرك اعماقك..حتى اصبح انفاسك تخرج بصعوبة..وعرقك ينصب بشدة..وعندما وصلت الى اعلى درجات الحمية وها انت في ذاتك تترنمين بعدما طمرتني الحياة باهوالها..وغمرتني بالاهات في ايام فرحها..وغشت عيناي بظلامها في اوج نورها..اصبحت اركض تائهة اجوب امصارها..ابحث في هذه الدكنة عن خلاصي..حضن امي الذي ليس لي ماوى سواه..وجودي..تلك الطفولة التي كنتها..اصوات صغار الزقاق..يبني اعشاشها في صدري..هذا انين بعضهم الان يملأني...يا صوت ذلك الثغاء..انه يفجعني بنفسي..اعود ابحث في اتون الظلمة..اماه..اين احضانك..فقد اخرجتني الارض من تحت لحافها..ولقفتني خارج اسوارها..اماه..هذه الصحراء ما اقسى رمالها..اماه..هذه البيوت ما اقسى وحشتها..اماه اين لي بصدر اخبو اليه...اماه..مدي يديك الي فانا اناجي احضانك..اماه.. لاتدعيني اعيش كما انا الان بلا امل يرجوا...ولكن هيهات هيهات لاصوت يسمع في الافق التعس المليئ باللاانسانية ، وتلك الظروف التي اقحمتك الاقدار فيها لاشيء بقادر على ان يخرجك منها سوى حياة تفارقك فتكونين حرة حينها، وكم فتاة مثلك رمتها الاقدار بفعل امهاتهن الى اتون مغارات لاعودة منها، وبين ايدي نساء تنهش بلحوم ما انجبتهن، نساء تنهش بلحوم بنات، معادلة اكثر من صعبة قلما يمكن ان يعيها عقل انسان..كم اتمنى ان تبحثي عن نص لي في النثر، بعنوان بائعة اللحم..ربما تجدي ما يمكن ان اقوله انا.
محبتي لك
جوتيار