|
وأبيـةٌ شَكَرَ الوشـاحُ دَلالَهـا |
بِلِسَـانِ حَـالٍ خِلْتُـهُ يتكلَّمُ |
تَمْشِي؛ يُزَوِّقُ خَطْوُهَا شَطَّ الْمصبّ |
وَمَوْجُهُ يُقْرِي الْخُطَى فَيُعَـوِّمُ |
والنهْـرُ عانَقَـهُ الْمُحيطُ مرَحِّباً |
والغـابُ تُنشِدُ عِشْقَها وتُسَلِّمُ |
فإذا بَعَثْتُ لِعَيْنِهَـا رُسُلَ الْهَوَى |
طَلَّ الْجَمَـالُ بِخَدِّهَـا يَتَبَسَّمُ |
تزْهو السُّهُولُ الْخُضْرُ في بَسَماتِهِ |
تَسْتَلْهِمُ الأَطْيَافَ عِشْقاً يُرْسمُ |
وأَظَلَّنـا بَيْنَ الْمَعـَانِي وَارِفٌ |
فِي وَشْيِـهِ ضَمَّ الْمَشَاعِرَ مُعْجَمُ |
إِسْهَابُهُ فِي شَرْحِ مَا صَنْعَ الْجَوَى |
بجـوانحي عِقْـدٌ بَرَتْهُ الأنجمُ |
وكأنَّما ابْتَـدَعَتْ لَوَاحَظُهـا لَنَا |
لُغَـةً بِلاَ صَوْتٍ تُحَسُّ فَتُفْهَمُ |
حَتَّى إذا طَرِبَتْ وهَدْهَدَ سَمْعَهـا |
شَـدْوُ العَنادِلِ ماهَدَتْهُ نَسَائِمُ |
طَرَقَتْ بِبَابِ الْحَكْيِ دِيوَانَ النَّوَى |
ومضَتْ بِنَبْرةِ شَجْوِهِ تتَـرَنَّمُ |
فتلألأتْ صوَرُ الخيـالِ كأنَّها |
دُرَرٌ خَـرائدُ في النسيبِ تُنَظَّـمُ |
مـا ضرَّ قلبِي أننِي كَلِفٌ بِهـا |
ما شَانَ شـأْني أنْ يُقـال مُتيَّمُ |
طَفَحَتْ بأشعاري الكُؤوسُ فزدْتُها |
شِعْراً وما وَهْجُ الصَّبابةِ يُكْتَمُ |
إنْ تُشفِقُـوا منْ صَبْوَتِي فَلعلَّها |
هِبَـةٌ بِها يَنْدَى الشُّعُورُ ويُلْهَمُ |
هِيَ لي الخَلِيلَةُ مُنْذُ أَزْهَرَ قَدُّهَـا |
وأَنَا لَهَـا الخِـلُّ الوفيُّ الأشْهَمُ |