أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تأمل ..في حكومة الظل ، عندما ينكأ الواقع جراح التاريخ

  1. #1
    الصورة الرمزية وائل بن يوسف العريني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 32
    المواضيع : 14
    الردود : 32
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي تأمل ..في حكومة الظل ، عندما ينكأ الواقع جراح التاريخ

    تعد الرواية في العصر الحديث وجهاً من وجوه التعبير عما يريده الكاتب في صورة غير مباشرة لتقيه – إن لزم الأمر – من تبعات رؤيته للأحداث وقراءته لها بما تعطيه من حرية في طروق الرمز والتلاعب في دلالته حتى لتعفي الأثر من خلفه وتبقيه في منطقة الرضى والنموذجية .
    ومن أجل ذلك فالرواية كما يعبر عنها أحد النقاد صرخة في وجه الواقع ومخالفة له وثورة عليه ، من خلالها يقول الكاتب رأيه في مساحة كبيرة من الحرية التي قد لا يخالطها الموضوعية غالباً .
    والرواية التي نحن بصدد الحديث عنها هي من روائع د / منذر القباني ، وتحمل عنوان ( حكومة الظل ) ، وفيها ينسج الكاتب قصة رجل أعمال مولع بالتاريخ يزور أستاذه الذي جعله يحب هذه المادة ، وبعد زيارته بيومين وجد الأستاذ منتحراً – أو ظُن كذلك – في قصره بأحد ضواحي الرباط بعد أن رأى رجل الأعمال في وجه أستاذه امتعاضاً من زائر قال عنه إنه من زملاءه في العمل .
    بعد هذا وجد الشاب ورجل الأعمال واسمه ( نعيم ) رسالة من أستاذه غير مفهومة بشكل قاطع جعلته يبحث عن سبب موت أستاذه لاسيما حين قص عليه خبر زيارته لتركيا ورؤيته بعض الوثائق وقراره تأليف كتاب عن جماعة الاتحاد والترقي التركية .
    وينتقل الحديث بعدها مرة إلى الماضي أيام السلطان عبد الحميد إذ يعيش جد نعيم واسمه ( خليل ) حيرة أخرى نتيجة ما بدا له من أمور غير مفهومة يسعى إلى حلها أبطالها هم اليهود في جماعة البنائين الأحرار ( الماسونية ) .
    وتستمر الرواية على هذا النسق ، إذ يلتقي نعيم ( طلعت نجاتي ) الصحفي المشاكس بتوجيه غير مباشر من الأستاذ ( بنوزّاني ) أستاذ نعيم ، حتى يصلوا في النهاية إلى قراءة المؤامرة الصهيونية والتنظيم السري الذي أنشأه جمال الدين الأفغاني مناوأة للماسونية وسماه ( العروة الوثقى ) .
    والكاتب من خلال هذه الرواية يريد أن يثبت أو يوصل للقارئ أن ( حكومة الظل ) – وهو عنوان الرواية – يعني سيطرة اليهود على العالم وتسترهم خلف الحكام المنتخبين أورؤساء دولهم ، إذ يعمل اليهود – من خلال الماسونية وتفرعاتها المتعددة – في الظل وفي الخفاء يسيرون الأمور ويحلون ويعقدون حسب ما تمليه مصالحهم الفكرية والمذهبية والاقتصادية أيضاً .
    وكأن الكاتب أراد أن يعيد صياغة كتاب ( الصهيونية ..حكومة العالم الخفية ) بشكل يتيح للعامة الفهم وقراءة الأحداث قراءة واعية بعيداً عن نشرات الأخبار وكلام الصحف الذي ينقل صباح مساء ما يريده الساسة لا ما هو واقع حق صحيح .
    واستخدم الكاتب ببراعة سلاح التاريخ ، وحاول في كثير من مواضع الرواية أن يوصل للقارئ قناعته بأن التاريخ يعين بشكل كبير على فهم الواقع وإعادة ترتيب الأمور وفق منطقها المجرد البعيد عن العاطفة أو التخمين وكأن التاريخ فانوس يجلو الظلمة ويزيح ستار الغموض ، وهذا الذي أراد أن يوصله الكاتب يعيد إلى الذهن فكرة كتاب ( هل يعيد التاريخ نفسه ؟ ) ؛ إذ الكاتب يطبق – بشكل أو بآخر – ما قاله ذاك الكتاب وأن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه أو على الأقل يخبرك وينبئك عن الأحداث واحتمال وجودها، يقول الدكتور بنوزّاني لطلابه في الجامعة :" التاريخ هو مفتاح فهم الحاضر وقراءة المستقبل " ، ويقول : " التاريخ ! إن فهمت الماضي فسيرشدك إلى حل ألغاز الحاضر واستشعار المستقبل " ، وهذا يصدقه ما كان يقوله المؤرخون إبان الثورة الشيوعية ، إذ قال أحدهم : " الشيوعية ستدخل أرفف المكتبات خلال ثلاثين سنة " في إشارة واضحة إلى اضمحلال تلك الثورة واستحالتها إلى تاريخ وأحداث تروى للأجيال القادمة ، وهو بالفعل ما كان فليس هناك اليوم إلا أذيال الشيوعية التي بدأت تموت هي أيضاً .
    وهذه النزعة التاريخية كان لا بد لها من محرك يقوم بدفع الأحداث والسير بها إلى حيث أُريد لها ، لذا استخدم الكاتب أستاذ التاريخ المتمكن من مادته ابن المغرب الذي لا يقبل الأحداث على علاتها بل يغوص فيها ليبحث عن الحلقة المفقودة التي تعينه على فهم الواقع ومعرفة أسراره ، يسانده في ذلك تلميذ نجيب أحب التاريخ دون أن يتخصص فيه ، مما جعل الأستاذ يحركه نحو البحث عن الحقيقة التي جعلت جده ( خليل ) يعمل في مجلس المبعوثان ( أي البرلمان ) سنة واحدة دون أن يعلم أحد من أسرته بذلك ، ومن أجل هذا كان انتقاء رجل أعمال شاب إجادة أخرى للكاتب ؛ لأنه من جهة كثير الأسفار مما يتيح له البحث في أكثر من جهة ، ومن جهة أخرى فهو شاب ومن طبع الشباب المغامرة وركوب المخاطر ، كل ذلك ساهم في نسج الصورة التي أرادها الكاتب لروايته وانطلق من أجلها .
    ولما كان التاريخ وحده ليس غرض الكاتب ، بل أراد فهم الواقع بمعونة التاريخ ، كان لا بد إذن من محرك باحث في الواقع والأحداث اليومية الراهنة ، حينها لم يجد أفضل من صحفي مشاكس لا يريد أن يبتلع إفرازات وكالات الأنباء ، بل ينقب عن موضوعاته ويغوص في أعماق لجج الأحداث ليُخرج لؤلؤ الحقيقة ، فكان هذا متحققاً في شخص ( طلعت نجاتي ) .

    إن التقاء التاريخ في شخص ( نعيم ) مع الواقع واليوم في شخص ( طلعت ) والانطلاق معاً في إعادة تشكيل الأحداث ومحاولة وضع النقاط على الحروف كما يقال إجادة تحسب للكاتب وتسجل له وتسير وفق النظرة التي أرادها الكاتب من أول وهلة ( التاريخ يعين على فهم الواقع ) .
    وإمعاناً في هذه الرؤية شكلت الرواية من خمسة وثلاثين فصلاً أو مشهداً أو مقطعاً ، كان نصيب التاريخ منها تسعة تقع بين أحداث الواقع في مزج منظم بعناية ؛ إذ تجد الإجابة عن تساؤل ما – كمجلس المبعوثان أو العروة الوثقى – في الفصل التالي مباشرة ، ثم جاء الفصل الأخير مازجاً التاريخ بالواقع في إطلالة أخيرة للكاتب يختم بها ما بدأه وكرره في الرواية من التلازم والتوافق الكبير بين التاريخ والواقع .
    كما يحسب للكاتب من جهة أخرى تلك الروح الإيمانية المتجلية في مواضع عدة منها دفاع (نعيم) عن الفضيلة وعدم امتهانها باسم الفن ، يقول في جمع من الفنانين والفنانات وعلية القوم في مصر حين جمعه معهم احتفال جلب إليه نعيم دون علمه ، يقول : " إذا كان الفن يتعارض مع تعاليم الدين فهو مرفوض " .
    كما ينص الكاتب على الصلاة والدعاء والروضة الشريفة في المسجد النبوي ، واختار شيفرة الرسالة التي بعثها الأستاذ لتلميذه من القرآن في إشارة واضحة إلى أن العودة إلى المجد وبناء الحاضر الناجح للأمة لا يكون إلا من خلال الانطلاق مجدداً من القرآن كما كان سلف الأمة الناجح ، لأن مجداً لا يقوم على دعائم صلبة من تراث الأمة لا يقوم أبداً ، وإنما يتهاوى البناء كلما ارتفع قليلاً ، مع ملاحظة أن هذا المجد يعود إلى قاعدة " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .

    ولقد اعتنى الكاتب ببيئة عمله عناية كبيرة ، واختارها وفق منهج واضح المعالم ظاهر العلاقة مع المضمون والأحداث التي خلقها ، فحينما اختار المغرب بيئة تاريخية فهو قد لمح عناية أهل المغرب بالتاريخ وشغفهم به ، ثم في مصر حيث الخيانة وقربها من فلسطين وكان عدد من تجارها متواطئين مع العدو اليهودي ، أما استانبول فهي مدار الأحداث التاريخية المعروفة والتي كان لليهود كِبَر الفتنة فيها .
    والمدينة عند الكاتب هي منطلق النهضة الإسلامية الحديثة كما أنها منطلق الدين الإسلامي في عهده الزاهر عهد النبوة والخلافة الراشدة الذي آتى أكله ضعفين في امتداد رقعة الإسلام وكثرة سواد المسلمين ، وأساس تلك النهضة الحديثة الرجوع إلى كتاب الله والاعتصام بالعروة الوثقى لا انفصام لها .
    ولندن بلد التآمر ومصدر التوجيهات والأوامر الدنيئة في ظلام الليل وغفلة الرقيب ، وهذا اختيار موفق إذ أوربا كلها بلد يكثر فيه اليهود وقادة التنظيمات السرية التي تتخذ من الغدر والخسة وسيلة قذرة لغاية أشد قذارة وأكثر لصوصية وإجراماً .

    وأبرزت الرواية بشكل مذهل سلاح اليهودية الأول في كل زمان ، حيث يفتحون بالمال ما استغلق ، ويزعزعون به ما استقر ، يهدمون به صروح الفضيلة ، ويحطِّمون بواسطته ضمائر الناس حتى يتعاون معهم كثير من الناس مستفيدين بشكل دنيء من الحديث النبوي الشريف الذي يخبر عن طمع الإنسان حتى لو كان له وادٍ من ذهب لتمنى معه آخر في سعي حثيث لبناء قصور الذهب التي لا تغرب عنها الشمس .
    المال عند اليهود هو السلاح الذي يتحكمون به في مصائر الناس وسياسات الدول ، والشواهد كثيرة على ذلك ، فقد عرضوا على السلطان عبد الحميد تسديد ديون الدولة التي بلغت رقما فلكياً بالإضافة إلى أموال كثيرة وخدمات مقابل التنازل عن فلسطين ، ولكن السلطان – رحمه الله – رفض بإباء إسلامي وآثر الفقر الموشى بالأمانة على غنىً مشوب بالخيانة وملوث بها ، وقال قولته المشهورة : فلسطين أرضي وأرض آبائي رووها بدمائهم فلن أتنازل عن شبر منها بأموال الدنيا كلها . وهذا ما كان حتى إن ابنه وجد سائقا لسيارة أجرة بين سورية ولبنان .

    واستخدم الكاتب التسمية الرامزة بشكل رائع وإلماح بديع ، فقد اختار لبطل قصته اسم ( نعيم ) ولعلها إشارة إلى أن الغنى والثروة ورغد العيش لا يمنع أبداً من التفكير في واقع الأمة ومصيرها ، وواجب الفرد تجاه دينه وأرضه وأمته .
    و (خليل) جد نعيم صادق المخالة والصداقة مخلص للصديق ولتنظيم العروة الوثقى حتى مات وحرقت جثته مع بيته ، وهو بالإضافة إلى ذلك (وزّان) أي أن العاطفة والحماس لا يأخذ الإنسان ويرديه في موارد التهلكة ، بل تجب زنة الأمور وحساب العواقب حتى لا يكون الإنسان متهوراً لا يستخدم عقله قبل الإقدام أو الإحجام .
    ويختار الكاتب للصحفي المشاكس المتطلع للأمور الباحث عن الحقيقة في النظر بظواهرها والنفاذ إلى أعماقها يختار له اسم (طلعت نجاتي) ، فناسب اسمه مهنته ووظيفته التي توجب على ممتهنها التطلع والبحث وتعريض النفس للمخاطر سعياً وراء الخبر الصادق ولذا كانت الصحافة مهنة المتاعب .
    و(أبو بكر الحسيني) ذاك الشيخ الفلسطيني الذي يقود تنظيماً فتياً قليل الأنصار والأعوان متربص به ، ينطلق من الحق ويسعى إلى إنقاذ الناس من براثن الشر وتربص العدو بالأمة ، قاربت مهمته إلى حد كبير مهمة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في فجر الإسلام حين كان يسعى إلى إنقاذ الناس من ظلام الوثنية إلى نور الإسلام ، فناسب هذا الاسم ( أبو بكر) وظيفة الحسيني ومهمته التي قام بها طائعاً مختاراً متحمساً .
    بل إن الخاطر ليذهب بي إلى إشارة أخرى أكثر بعداً ورمزية من خلال الجمع بين (أبي بكر) و (الحسيني) إذ أظن أنها إشارة من الكاتب إلى وحدة المسلمين وأن ليس هناك شيء اسمه سنة وشيعة لاسيما وأن رؤوس الشيعة وأئمتهم لا يُقرون بتلك العداوة للصحابة رضوان الله عليهم ، بل ويكفرون من سب أحدهم أو انتقص منه ولو هازئاً أو مازحاً .

    ولعل من المناسب قبل أن أختم هذا الحديث أن أشير إلى عدة ملحوظات هي :

    أولاً : ما جاء في ختام الرواية من إدراك حفيد الشيخ الحسيني لما جاء من أجله نعيم من أول وهلة ، ومعرفته ما يريد وأنه حفيد خليل الوزان ، وهذا المشهد غير مبرر مما يجعله غير مقبول في الحدث الذي يشترط فيه مخالفته للمتوقع مع المحافظة على جانب الإقناع والتبرير من خلال السياق ، ثم يفترض بهذا التنظيم السري ( العروة الوثقى ) أن يكون أعضاؤه أكثر سرية لاسيما في فورة وعنفوان التنظيم المعادي وقوة سلطانه وكثرة أعوانه وامتداد مخالبه إلى كثير من البلاد الإسلامية كما تشير الرواية في أحداثها المتتابعة .

    ثانياً : النهاية المفتوحة على نحو غير معتاد أو متوقع ، نعم النهاية المفتوحة أجود وأخصب وأكثر استثارة للذهن ، ولكن هذه الرواية لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقع بعد ذلك من وجهة نظر الكاتب ، فالكاتب لم يشر أو يتوجه إلى اتجاه يمكن أن يكمله القارئ وينسج من خلاله نهاية الرواية .
    ثم إن إنهاء الرواية على هذا النحو يجعلنا نظن أن الكاتب استعجل كثيراً في ختم روايته والتخلص منها بشكل سريع غير مبرر ، وإن كنت أظن أن رحلة نعيم إلى ماليزيا إشارة إلى وجوب التوجه إلى الشرق البعيد كثيراً عن مخالب المؤامرات والخصب كثيراً والأكثر قبولاً للروح الإسلامية واستعداداً لبناء حضارة إسلامية ، إن كان الكاتب أراد ذلك فإن إشارته تلك ضعيفة إلى درجة خفائها على كثير من القراء .

    ثالثاً : كأني أرى في هذه الرواية انعكاساً لرواية عالمية مشهورة ومعروفة هي : ( شيفرة دافنشي ) إذ تتفق الروايتان في قضايا رئيسة مع اختلاف الغرض والمرمى ، ويمكن إجمال نقاط الاتفاق فيما يلي :

    1- عقد الرواية وإنشاؤها حول منظمات سرية قديمة تظهر في وقت الرواية الحاضر ويكون لها تأثير على الأحداث ومجرى الأمور فيها ، وهذا التأثير هو بشكل سري و وسيع التأييد على نحو غير مفهوم .

    2- الصراع والتدافع الذي حرك الرواية وخلق الحياة فيها هو قتل أراد فيه المجرم أن يبدو وكأنه انتحار ليضلل الأجهزة الرسمية وينتهي الأمر دون تحرٍّ أو بحث ، وهذا ظاهر في طريقة قتل قيم اللوفر في رواية ( دان براون ) ، وطريقة قتل ( بنوزّاني ) في رواية د / منذر القباني .

    3- المقتول في كلا الروايتين يحاول بعث رسالة لشخص فيلجأ للشيفرة والتعمية من خلال الرسالة ويسعى البطل إلى فك تلك الشيفرة .

    4- التقاء التاريخ في كلا الروايتين بالواقع ، حيث التقى ( لانغدون ) أستاذ التاريخ بـ( صوفيا ) عميلة الاستخبارات ، والتقى ( نعيم ) محب التاريخ بـ ( طلعت ) الصحفي المشاكس ، وكان هذا اللقاء بتوجيه غير مباشر من المقتول من خلال الرسالة ، والمقتول في الرواية الأولى قيم اللوفر وفي الرواية الثانية ( بنوزّاني ) ، وكلاهما عضو في جماعة سرية .



    لقد كانت ( حكومة الظل ) مع هذا رواية مشوقة ممتعة تأسر قارئها حتى تجبره على إتمامها في مجلسه الذي بدأها فيه ، وكان الدكتور ( منذر ) مبدعاً في خلق حياة متحركة في تضاعيف روايته مما يجعلنا نقف احتراماً ونرفع القبعة ونشهد بتفوقه في تحقيق غرضي الرواية : التشويق والمتعة مع الفائدة والنفع من خلال الحبكة والأحداث المتسلسلة .


    وائل العريني

    مساء السبت : 22/1/1428هـ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    شكرا لك أستاذ وائل على هذه القراءة القيمة لرواية مهمة

    وظيفة الادب كشف المستور و عرضه بطريقة رمزية تدفع القارئ و تحفزه

    على التفكير لحل الشيفرة و فهمها , لُقب الدكتور منذر بدان بروان العرب لان روايته

    تحمل روجح المغامرة و التشويق كما هو حال رواية دان بروان شيفرة دافنشي التي تعرض

    موضوعاً شائكا و مُثيرا للجدل , رواية حكومة الظل ترصد الأحداث في زمنين بداية من عام 1908 أي آخر

    فترة حكم السلطان عبد الحميد و الزمن الحاضر و تعرض دور اليهود في ذلك الوقت و ما قاموا به من اعمال شوهت

    أخر فترة في فترة الحكم العثماني و دورهم الخفي في ما يحدث حولنا .

    تتشابه رواية حكومة الظل مع رواية شيفرة دافنشي في الكثير من الرسائل و الاحداث قال الكاتب في حوار في جريدة الحياة بتاريخ الخميس 11 يناير 2006

    مع الصحفي مشعل العبدلي

    "التشابه بين حكومة الظل و شيفرة دافنشي هو تشابه سطحي و القارئ للروايتين سيجد
    إختلافات جوهرية في أسلوب الطرح و العمق الفلسفي و الفكري بين الروايتين. بالنسبة لعنصر القتيل الذي يترك شفرة أو دليلا ما يكون مفتاح حل اللغز المطروح فهذه "ثيمة" قديمة و ليست إختراع دان براون مؤلف شيفرة دافنشي. هذه الثيمة إستخدمها الكثير من المؤلفين قبل و بعد دان براون و أنا أحدهم. لكني حاولت أن أستخدم هذه "الثيمة" بطريقة قريبة من العالم العربي و الإسلامي مع إضافة عنصر ثقافي و فكري دون الإخلال بعنصر التشويق و الإيقاع السريع حتى تكون الرواية ممتعة للقارئ. "

    "قد أكون تأثرت بالرواية الغربية لأنها هي الرواية السائدة و الأنضج بحكم قدم تجربة الغرب في هذا النمط من العمل الأدبي. هذا بخلاف أني تعمدت أن أخرج عن السائد في الرواية العربية من الإعتماد على عنصر اللغة كمادة سردية إنشائية و التي توحي لقارئها بأنه أمام قصيدة شعرية مسخت في شكل رواية. و مع ذلك التنوع في الساحة الأدبية مطلوب و هو مما يساهم في إثراء الرواية العربية بحيث لا تكون مقولبة في نمط واحد أو نمطين."

    يقول عن التشويق في روايته

    "أولا أنا لا أوافقك على إجتثاث رواية التشويق و الإثارة من الرواية الأدبية و كأنك تحصر الرواية الأدبية في قالب واحد لا ينبغي للأديب أن يخرج عنه. السؤال هو عن كيفية توظيف التشويق و الإثارة؟ أنا أعتقد أني نجحت في تسخير التشويق و الإثارة لخدمة الفكر و الثقافة و الدليل على ذلك هو التعليقات الكثيرة الموجودة في العديد من المنتديات و الساحات و المدونات. لا شك لدي بأن هناك أعدادا كبيرة من القراء متشوقون لهذا النمط من الأعمال و للخروج بشكل عام عن دائرة المألوف. "

    تصدرت روايته قائمة الكتب الاكثر مبيعاً و نالت شهرة كبيرة

    شكراً لك

    تحيتي و تقديري

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    الناقد الرائع وائل بن يوسف العريني
    وقراءة مميزة في رواية الدكتور منذر القباني " حكومة الظل"
    هذه الرواية التي منحت التناريخ منها حصة غير قليلة ، فمنحت القاريء معلومات تاريخية كان يفتقر إليها أو كرست لديه معلومة جاء ترسيخها بذلك المزج بين التاريج بجموده والقصة بقدرتها على التغلغل في الذاكرة

    تحليل للرواية رائع واستنتاجات تدل على قراءة واعية متأنية ومدققة

    شكرا لهطولك الكريم الواعد بحضور مميز في واحتك

    أهلا بك ومرحبا

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. عندما يلامس الخيال حد الواقع
    بواسطة حامد أبوطلعة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 29-10-2014, 09:25 AM
  2. شعر الحداثة بين الواقع المفروض و الواقع المسلم به
    بواسطة محمد البياسي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:25 PM
  3. عندما يغضب التاريخ
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 18-06-2007, 05:27 PM
  4. تعازينا يا حكومة مصر
    بواسطة د. محمد الشناوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 19-11-2004, 10:07 PM
  5. حكومة بوش ( كلها صهاينة )
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 12:48 AM