|
واصل مسيـرك ياقلبـا هـوى السفـرا |
طر في فضائك تلقى الريـف والحضـرا |
وارنٌ إلـى ذلـك المقهـور واسـألـه |
مـاذا بعينيـه إنـي لامـح كــدرا ؟! |
فإنـه يشتكـي ضيـمـا ألــمّ بــه |
والحـزن فـي وجنتيـه تـارك أثــرا |
وإنـه وريــاح الـيـأس عاصـفـة |
بحلمـه ، يتـراءى عيـشـه سـقـرا |
يكـاد يفقـد مـا أبقـاه مــن أمــل |
لأنــه قــد رأى أحـلامـه كـسـرا |
لكـم تمنـى يـرى للـعـدل بـارقـة |
تنيـره ، ولسيـف الحـق مـن شهـرا |
فمـا رأى غـيـر لـيـل زاد كربـتـه |
ومـا رأى فيـه إلا السهـد والسـهـرا |
|
وسائـل الكـذب والتـزويـر صانـعـة |
ظنـوه يحسـب وهـج النـار جنـتـه |
لأنهـم يحسنـون الوصـف والخـبـرا |
عــدّوه آلــة إصـغـاء لكلمتـهـم |
قـد حركـوه ليبقـى كيفـمـا أمــرا |
أنّاتـه لـم يبـالـوا مــن تفجـرهـا |
ولا يبالـون أنّـى عــاش أو قُـبـرا |
غـدا بلجـة أحـزان الحـيـاة ومــا |
لديه مـن قـارب كـي يعبـر الخطـرا |
بـركـان آلـمـه يغـلـي جوانـحـه |
والبؤس في صدره قـد عمّـق الحفـرا |
|
قالوا : بسبتمبر (1) ، حتما ، إذا انبلجت |
وحينما شعشعت شمس الضحى غربـت |
وعودهـم وكـأن الوعـد مـا صــدرا |
فجُدد الوعد : في إكتوبـر ( 2) سيـرى |
نـور السعـادة وهـاجـا ومنتـشـرا |
فلـم يـزل ناظـرا للـوعـد مرتقـبـا |
حتى أضاعوا لـه مـن عينـه البصـرا |
وبـات يغريـه لَـمُ الشمـل عـلّ بـه |
تُلغى الصعاب فيحيـا العمـر منتصـرا |
فجـاء مايـو ( 3 ) وآمـال ترافـقـه |
كأنـه سـوف يجنـي الخيـر والثمـرا |
إذا بـه قــد بـقـى للهم يحـصـده |
لكنـه رغـم مــا عـانـاه ماعـثـرا |
|
أراه نحـو سـمـاء الـعـز طـائـره |
مـادام نـجـل حـضـارات تؤهـلـه |
أن يبلـغ المجـد والعليـا إذا صـبـرا |
فقـل لكـل معـيـق ظــل يحبـطـه |
ومـن أراد بـه التجهيـل قـد خسـرا |
لأنـه قـد صحـا مـن سكـر غفوتـه |
وسـوف يأتـي بـرد يُذهـل البـشـرا |
سيمسـح الظلـم مـن أوجـان تربتـه |
ويجعـل الخيـر فـي وديانـه شجـرا |
يامن سعيتم لنـزع الحـب مـن دنـف |
بالحـب ممتـزج بالـود قـد صُـهـرا |
لا لن تحيلـوه عـن درب الكفـاح فقـد |
أصـر يحيـا منيـر الفكـر مبتـكـرا |
. |
|