كم تلهفت لأنقل شوقي لها ، لشوراعها ، لمناراتها ، لحديث أهلها المرن الحنين ،
ربما لا أحد يعرف قدر الوجع الساكن في العمق مثل صاحبه ، ربما حتى الوجع لا يعرف كميّته في الشريان وقتما يتسرّب إلى مسافات التنفّس واعصاب الرأس ،
ولكلّ حادث حديث ، ولكل موطنٍ في قلب ناقله إلى أبعدَ من الشمسِ حديثٌ أيضاً ..لكنه ممتزج بالكثير من الإختناق والكثير من الهلوسة والشهقات ...
هرعتُ ...........وأنا في قمة تيّقني من جنوني لحظة لمْ يكن في اليدِ غير حروفٍ تشرئب منها عواطفٌ سكنت آلامها ،
همستُ ...........كنتُ أهذي حينما كان الكلّ يصرخون بلغة تعلمتها حديثا .....( أويلاخ ...معقولة ؟)
تساقط َحزني كحباتِ مطرِِ غسلت شوراع الدواسةِ ومئذنة الجامع الكبير ،
لكنني لم أرها ....موصلي .....................يااااه كم من الأكوان صرتُ بعيداً
وبدا كل شيء كالحلم العابر فوق اغطية السكون لا يتعدى مخيلة الغارقِ في عمقه
ثم في لحظة صمت اخذت وقتاً كافياً لتسلب مني كل شيء ،، ركنتُ أغلب عواطفي وخزنتها في ثلاجة قديمة
واقفلتُ بابها بأدمعٍ لن تُسكت ربع ما يئنّ فيها،،