أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كسوف وشروق

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 16
    المواضيع : 9
    الردود : 16
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي كسوف وشروق

    كسوف وشروق

    إنه الخريف ، حيث الشجن يأبي الرحيل ، ومجموعة من الأصدقاء تأبي التفرق تجمعهم ابتسامة في ساحة الجامعة ، تتناثر الدعابات بينهم ، يعلو الضحك حينا ويخفت أحيانا أخري ، تدور مناقشاتهم حول المرأة ودورها في المجتمع ، يلقي أحدهم بعبارة مستفزة ثم ينتظر ببرو ردود باقي الفتيات عليه ، يتعالي ضجيجم وتزداد حدة دفاعهم ، ووسط هؤلاء كانت هي واقفة .
    معهم وليست معهم ، ترقب نقاشا حميما أو تضيف تعليقا ظريفا، وعلي شفتيها دوما تلك الاختلاجة ، إنها بقايا عاصفة داخلية ، أو هي الزبد الذي يصل إلي الشاطيء بعد تحطم الأمواج عليه .
    يسمح لنفسه بالتسلل عبر عينيها إلي داخلها ، وحقا يراها ؛ أمواج الحيرة يحم بعضها بعضا ، تبحث عن شيء ما ، لا تجده وسط الأصدقاء ، تتلفت يمينا ويسارا ، تنتظره وأعصابها تحترق والتساؤلات تطل جلية من عينيها ، هل ضل طريقه إليها ؟ هل فقدته إلي الأبد؟
    تفزعها الفكرة فتهرب منها إلي مجموعة إصدقاءها ، تندمج معهم قليلا ، تنسي نفسها، تنسي معاناتها ، ولكن إلي متي ؟
    تمر نسمة هواء لطيفة ، تبتسم بهدوء وفرح ، تغشاها السعادة ، تدعو الجميع للصمت واقتناص اللحظة ، تغلق عينيها ـ وآه وآه من إغلاق عينيها ، إنها المرة الأولي التي يري فيها العين المغلقة تفصح عما تعجز جميع لغات العالم عن الإفصاح به ـ يتسلل عبر ابتسامتها هذه المرة ، يري العاصفة قد هدأت ، يري دعوة منها للجميع كي يتذوق الجمال ، إن الحياة جميلة ولكنها ليست ككل الجميلات تعرض حسنها للرائح والغادي بل هي لؤلؤة لا يدرك جمالها إلا من يغوص في أعماق البحر ويحررها من صدفتها .
    يعود ضجيج الأصدقاء ليخرجها من تلك الحالة ، تشعر بقليل من الألم ، لماذا عجز الجميع عن حياة تلك اللحظة ؟ هل فشلت في نقل إحساسها إليهم ؟
    تترك الجميع في لهوهم وتصعد إلي أعلي نافذة في الكلية ، بدا لها الجميع في الأسفل كنقاط صغيرة ـ وبدت له كشمس منعها الكسوف من نقل ضوءها للناس ـ ترنو بصرها للأعلي وكأنها تدعو ذلك الذي ضل طريقه إليها أن يعود ، تمد بصرها إلي الأفق حيث الشمس علي وشك المغيب ، ينسيها الإحساس بالجمال كل الآلام ، ولكنها لحظات وتنتهي .
    يخرجها رنين هاتفها النقال من تفكيرها ، إن أصدقاءها يدعونها للنزول إليهم ، هل كُتب عليها أن تهبط هي إليهم لا أن يصعدوا هم إليها ؟
    لا تستطيع الإنتظار معهم كثيرا ، لا تطيق إحساسها بالفشل ، تذهب إلي منزلها وتقف أمام مرآتها ولكنها سرعان ما تهرب من نفسها إلي أوراقها ، تمسك بفرشاتها تحاول أن ترسم شيئا جميلا ، ولكنها تعجز .
    إنه لم يأتها بعد ، لقد تركها تعاني الأمّرين ، ليته ما علمها قبل أن يتركها ، يمر الليل بطيئا كئيبا ، تترك الأوراق وتخرج إلي شرفتها ، ينعشها الليل الحزين بلسعته الباردة ، تتأمل الشجرة الواقفة أمام بيتها وقد ذبلت أوراقها ، يا تُري ما إحساسها وقد غادرتها العصافير وتركها الجميع وحيدة ؟
    بدت لها الأوراق المتساقطة كدموع ذُرفت حزنا علي الفراق ، لم تدر إلا وفي يدها الأوراق والفرشاة ، لم تدر إلا وقد انتهت اللوحة ، لقد عاد إليها ، لقد نقلت جميع مشاعرها إلي الأوراق ولكن هل سيفهمها الآخرون ؟
    ظل سؤالا يؤرقها طوال الليل حتي صعد النهار وذهبت إلي الجامعة ، اعطت لوحتها للإصدقاء ، نظر إليها البعض بلا مبالاة ، ورنا إليها البعض بإعجاب ، وتعالت صيحات الاستحسان ولكن الشكوك ساورتها بشأن نجاحها ؛ فأحدا لم يتأملها بصمت ، ولم يسبر أحدهم أغوارها ، ملأها العجز والقهر ،صعدت للأعلي ثانية ووقفت تتأمل السماء ، تاهت مع إحساسها ، قنعت أن تكون مجرد متذوقة للجمال وهي تتأمل الشمس في صراعها مع الضباب ، شعرت بركة خلفها فالتفتت ، وجدته أمامها يمد لها اللوحة ويبتسم ويقول " لقد انتهي الكسوف " .
    وغمرتهما أشعة الشمس بعد انتصارها علي الضباب
    تمت 23/2/2007

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 9
    المواضيع : 2
    الردود : 9
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    مش عارف أحكمى سريع ام لا ؟ ولكن بظن ان البوح افضل من الكتم واذا لم تبح بما يؤرقها فى لحظة الفراق فمتى تبوح أذن..؟
    حقاً للقلب لغة هيهات للعقل ان يفهمها ولكن احيان يكون الكلام ايلغ من اى صمت او مشاعر مدفونة بلا تجليات ...
    مع الود..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العباسي..
    الاحساس بالجمال امر يحتاج الى جمال اخر ربما يتجاهله الكثيرون، لكنه امر محتوم، لان ليس كل من يرى الجمال جمال يدرك ماهية الجمال على انه جمال، كالذي ينظر الى حب على انه مجرد احساس متبادل وواطفاء لنيران تتقد في الداخل، فالجمال هنا اتى معبرا، واحتاج الى رؤية خاصة ليجعله على المحك وامام الانظار، لكنه خاب في اختراق الاخرين لكون الاخرين انما نظروا اليها كما ينظر أي شخص طارئ على الفن التشكيلي الى لوحة ذات ابعاد خاصة، وهنا جاءت الحسرة ، وتكررت لان الجمال الحي فيها، وما كنت هي تنتظره لم يلفت اليها تلك الانظار وتلك الرؤى التي يمكن بها ان تجاري ما يخالج ذاتها من الم ووجع جراء بعد او غياب، يطفئ فيها نيران التعب النفسي هذا، وربما المرآة جاءت بصورة عرضية في النص لكنها اخذت مكانتها لتعبر للاخر لنا صورة الذات المحطمة، والتي اجبرت على الهرب من النظر الى وجهها جراء هذا الوجع فيها، وليس من احد يحس الالم الذاتي كصاحبه، وهنا كانت هي الالوان المنتظرة بوجعها لتشكيل لوحة ذات رؤى وابعاد تعبيرية فائقة الجمال،لكنها كانت تحتاج الى من يراها على حقيقتها هذه، وليس من يتلذذ برؤية ثغرها ووجها الناصع ويتأمل جسدها، ولما طال بها دون ان تحصل على رؤية ترضي ما هي تحتاج وتخالج بها نفسها، لجأت الى ركن قصي، وارادت ان تستجمع الواقع بنظرات استغراب، والامر ظل معها يسير على نفس المنوال الا ان ابتسمت الشمس وقررت التخلص من ما يحجبها عن الاخرين بنورها، فجاء مع ضيائها الفرج لها، حيث اللوحة كانت زاهية بالوان كانت هي الروح فيها.
    جميل هذا الغوص
    محبتي لك
    جوتيار

المواضيع المتشابهه

  1. كسوف
    بواسطة رياض شلال المحمدي في المنتدى كَرَوَانُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-06-2019, 08:17 PM
  2. كسوف الشمس
    بواسطة وليد موسى الشريف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-10-2010, 06:12 PM