حينما تغْفو المحبة ...
صديق شكا إليّ قسوة الأصحاب يوما ... فأجملتُ معاناته بما يلي
يا منْ سَلبْتِ الجَنَانَ مِن دفى يا شمعةً منْ سراجٍ قدْ أفـلْ قولي بربّك ! هلْ يومًا شفى طبٌّ حياة أشابتها العلـلْ هلْ شمْلنا بات يشكو من جفـا و الناس صارتْ تجافي منْ جدلْ هل حِلمنا بات يُحصي كم عفا و المرء إنْ شاب دأْبُه الزّلَـلْ هلْ علْمُنا بات يَدْري ما خفى و الجهل شبَّ يجاريه الدجـلْ كم قيل للودِّ : فلْتَصمُتْ ، كفى ! و الصّمتُ غيَّبهُ ما إنْ عـدلْ لا خير في الخلِّ إن تغْرقْ طفا و الخلّ أمسى أخاك لا بطـلْ ما ظلَّ خلٌّ إذا مات الوفـا و الموت أوفى إذا عاد الأجلْ والهَجرُ قاتِلُنا و إنْ نفـى تموت منْ حَسراتهِ الجُمَلْ و الحبّ جوهرةٌ ما إنْ صفا تذوبُ منْ لمعانها النِحَـلْ و الشِّعْر أمْسى بخيْرِ منْ كفى و إنْ كَستْهُ الزّحاف و العللْ و هْو الرحيق بحرفٍ قدْ ضفى كأنّ أبْيَاتَهُ شهْدَ العَسـلْ !
عاشق القافية /2006