نباح الكلب الأخير..

ذات يوم قال كلب مخاطباً أبناء فصيلته..
أيتها الكلاب الضالة:
اهجروا المكان ..فقد غادر الإنسان كهوف الفكر الرديء الى شذى الحقول المزهرة..نضى عنه أسمال الكفر ليلتفع بردة الإيمان الدافئة ..إجتث آلهة زرعتها عقول واعية ,سقتها بمياه آسنة.
اهجروا المكان..فالشمس قد اقتحمت أسوار الليل لتعيد للنهار حقه المسلوب..والنار المستعرة في أتون القلب أطفأها الدمع الهتون ..والوجوه الباسرة غدت وضاءة بعدما اغتسلت بنور اليقين.
اهجروا المكان ..فثوب الليل طرزته أنفاس الساجدين..والدروب المقفرة علتها أقدام الآيبين..وموج البحر عانق الرمل المعتق بالحنين.
اهجروا المكان ..فلم يعد الإنسان بذاك الغباء..ولم يعد دون العقل ذاك الوجاء.
اهجروا المكان..فليس لنا اليوم هنا نباح أو بقاء.

لعله إن لم يصل لي ما وراءها .. فقد تشعبت بي طرق الاستدلال منها .. فهي كالبحر ان ركبت فيه قاربك لا يهم أن تاخذ طريقا بعينه .. فكلها معبدة .. إلا ان تاخذ وجهة بعينها تقصدها .. وتحرك بوصلة عريضة للوصول .

وأقف دوما عند اسلوبك الذي يعلو بي يا ابن مدينتي .. في فضاء من الكلمات القوية الرصينة التي تدل على قراءة جادة للغتنا العزيزة وتوظيف هذه الكلمات بمعناها في تركيب جميل عذب يأخذني الى زمن الاصالة .. والروح الساخرة من حالنا وحال أمتنا بقلم يجيد هذا ويعزف عليه .. لك يا صديقي واخي كل التقدير والاحترام

معذرة...ورد خطأ في الموضوع غير مقصود وهو ...
عقول واعية ...والصحيح عقول واهية ..وددت التعديل ولكن نظام المنتدى لا يسمح وذلك بسبب انتهاء المدة المقررة ...
الحبيب أبو همام ...
لي عودة ..

كدت اسألك عنها والحمد لله انك قمت بما يستقيم المعني بها ..
ايها الحبيب .. هو نص لا يعرف حقيقة نصك هذا الا من طرقت مسامعه مناسبة كتابته .. لعله لا يكون الا هناك في (( جسد الثقافة )) حين وضع احدهم نصا بعنوان آخر بكاء الانبياء على ما اذكر فكان نصك نباح الكلب الاخير

تحية لك وتقدير

الحبيب والأستاذ يوسف ...
قرأتُ النصَّ مسبقاً فوجدتهُ عميقاً وبما أنني أعرفك جيّداً علمتُ أنّهُ من ثورةِ فكركِ فسألتُ عن المناسبة بيني ونفسي .. ترى لمن هذا النصُّ موجّه ؟ وإلى ما يرمز .. وما الذي أثاره الأن ؟
بعد أن عرفتُ المناسبة من ردِّ أخينا أبي همام علمتُ إلى من ترمز بالكلب وأبناء فصيلة ... ومتى هو ذلك اليوم ...

أخي الحبيب الغيور كم نحتاج لمثلك في زمننا هذا ..
نصٌّ بهذه القوّة جزلُ اللفظِ عميقُ المعنى وبهذا الإيجاز وما يحملهُ من معانٍ سامية يجعلنا نقفُ أمامهُ قائلين حمداً للهُ أنْ مازال لدينا كتّابٌ بهذا الفكر السامية وبهذه اللغة الرصينة ..
دمتم بخيرٍ لمحبِّيكِ
في أمان الله .

أخي وصديقي أبو همام..
الجسد المسلم في هذا الزمن أبتلي بالكثير من الأوبئة التي قدمت من مستنقعات الغرب وللأسف فقد زاد من انتشارها الكثير من أبناء أمتنا الذين أصيبوا بها و لم يحاولوا أن يتعالجوا منها ولكنهم للأسف حاولوا بشتى الطرق أن يصاب بها أكبر عدد ممكن ...والآن مع انتشار الوعي وزوال الأقنعة لم يجد أولئك سوى خيبة الأمل تصفع وجوههم ...
أخي الفاضل ..
هؤلاء المنحرفون عن الجادة يجب النصح لهم أولاً ثم محاربتهم إن لم ينتصحوا فهم وبال على الأمة وخطر جسيم ..
لك كل الحب والود ..

أخي الحبيب بندر ..
من يتابع (جسد الثقافة ) وخاصة قسم القصة منها يعرف سبب كتابة هذا النص ..فلقد كتبته لأوقف أدعياء الثقافة عند حدهم ..لأفضحهم على الملأ ..مساكين هم ..فهم يرون أنفسهم أهل الرأي والثقافة والفكر ولم يعلموا بأننا نراهم عرائس ظل يحركها المهرج كيف شاء ..
صديقي ..
أشكرك وأعذرني على زياراتي القليلة وثق تماماً بأنني من المتابعين أولاً بأول لكل ما تكتب فإن ما تكتبه له وقع خاص في نفسي ..

أخي الحبيب يوسف:

ما زلت تحمل الهم وتفيه العزم.

لا أدري ولكني لعلي ملت لـ "عقول واعية" وإن كانت "واهية" إذ أنهم يفعلون ما يقعلون بوعي وعن سبق إصرار وهذا هو شر البلاء وكم أجدت حين قلت "زرعتها عقول واعية ,سقتها بمياه آسنة."

ما زلت كما أنت أخي صاحب همة ومنصف أمة.


تحياتي وودي

نص رائع.

اخي الحبيب

هل يئس الدجال حقا

من الانتصار على الحق؟

ام تلك لحظة عابرة كسحابة عابرة؟


والله لكأني أرى يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون في عصرنا هذا..

وقانا الله شرهم وشر من تبعهم من اليهود عشاق الغرقد.


تحياتي واعجابي

المخلص

ابن بيسان

شاعرنا الحبيب ..سمير العمري..
فعلاً يا سيدي هي واعية لما تفعل وهي واهية بأحلامها أن نور الله سيطفأ يوما..لندعهم في ضلالاتهم وأحلامهم السخيفة ..
أخي ..
عندمانراهم نقول من القلب ..الحمد لله رب العالمين ..