أخي الأديب المتميز راضي الضميري , لاأجد ردا يليق بهذه الكلمات الرائعة , ولا أعرف كيف أعبر عن شكري لله ثم لك على تواجدك الطيب والجميل والرائع , تقبل كلماتي المتواضعة ودعاء بظهر الغيب أن يوفقك الله لما يحبه ويرضاه , وأن يهدينا جميعا سبل السلامفي حضرة الشوق ، وبُعدْ المسافات ،أقف أسيرًا أمام عواطف ثكلى بجراح الفراق وأنين الحنين الذي مزق قلوبنا المتعبة ، أقف أسيرًا مكبلاً بأصفاد الغربة ، وتعب السنين ، منتظرًا على قارعة الطريق وحيدًا أنتظر حدوث معجزة لقاء طال انتظاره ، أنتظر لحظة هبوب رياح تأخرت لتدفعَ سحابة شوقي إليكِ ولهفة الحنين تحرق بقايا قلبي ، لم أعد أستطيع الانتظار ، ومجرة درب الأحزان تحتل كل عالمي الذي بات أسير شوقي إليكِ.
كما تشتاق الأرض الجدباء للمطر ، وكما تشتاق الزهور للندى ، وكما الطفل يحنُ لحضن لأمه ، أحنُ إليكِ يا أختاه ، وأشتاق لقلبك الحنون ،الذي يعطي بدون مقابل ، ولا ينتظر ثمنًا بخسًا في زمن العولمة هذا الذي مزق إلى أشلاء ما تبقى من صدق ونقاء العلاقات الإنسانية ، إلا قلبك الطيب يا أختاه ، فمن أين لي بقلب مثل قلبك ، يتحمل عبء حزني ، وأثقال همومي ، أرتمي عنده متعبًا مرهقًا ، لأنام كما لم أنم منذ سنيين طويلة ، تحت حماية عواطفك ، وفي ظل حضرة حبك ، أعرف للحياة طعمًا آخر ، وأدرك معنى انْ تكوني أنتِ أختي ، ومن أجلك أعشق عمري ، لكي لا تفجعي بي عندما يحين موعد الرحيل الكبير ، كم أخشى عليكِ و على نفسي ، وهذه المعادلة لم أجد لها حلاً معقولاً ، غير أننا نعود لأنفسنا لنستغفر ربنا ولا نقول إلا ما يرضيه ، ومن أجلكِ أرى كل نساء العالم أخوات لي والحرام ما حرمه الله أيتها الندية .
من أينَ يا ندى الصبار نأتي بصبر ليشاركنا في تحمل فواجع أيامنا السوداء ، ومآسي أقوامنا الكبيرة ، ينفطر الفؤاد ألمًا ويبعثرنا الحزن إلى أشلاء صغيرة ، وبين الجرح والهم والحزن وأشلاءنا المبعثرة ، نقف حائرين ، مصدومين بقسوة واقع لم نتخيله حتى في أسوأ أحلامنا ، ونجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد مخرجًا يخفف من وقع المصيبة ، ويداوي جراح قلوب اهالينا ، لنرسم بسمة فرح مكان حزن بنى عشه في غرف قلوبنا فأبى أن يفارقها ، لكن أملنا في الله كبير ، وعليه نتوكل في كل أمورنا.
وأنتِ يا ندى الصبار يا صاحبة القلب الكبير ، أيتها النقية ، يا من تحملين سلاح الإيمان الذي لا يخذل حامله ، يا من تملكين قلبًا يمتلئ حبًا يتسع لكل هذا العالم ، يا من تتأبطين الأمل في سفرك الدؤوب نحو الحياة الكريمة ، لوجودك عزاءٌ كبير في حياتي ، ولساني يعجز عن أيفاءك حقك ، فلكِ من الحقوق ما لكِ ، ولا شيء يمكن أن يوفيك حقكِ ، ولأنكِ أنتِ الطيبة في زمنٍ ضاعت فيه الطيبة ، وأصبحت فيها غريبةً عن عالمنا الغريب ، صلي من أجلنا مع زهور الأرض وطيور السماء و زيتون فلسطين ونخيل العراق ، وأطفال التعب ، وأمهات الصبر ، أدعوا لنا ، فمن أجلكم تمطر السماء من أجل الطيبين فقط يعطيها الخالق إذن الهطول ، صلوا من أجلنا ، من أجل أرواحنا المحطمة ، لعلنا نستطيع البقاء والصمود أكثر وأكثر ....
كوني بخير يا ندى الصبار .
جزاك الله عني كل خير وجعلني دوما عند حسن ظنك
دمت بخير