أخي الأديب جوتيار...
سأقف هذه المرة في محطتك ردك بشيء من طول نفس فالقضية التي أثرتها تستحق بعد إكبار فكرك وحرفك شيئا من المعانقة ،والحميمية.
أولا:ليس غريبا على الرافعي أن يطرق هذا الجانب بشيء من فلسفة الحال وهو رائد هذه المدرسة وإمامها ،وجهبذها الذي يجتث مادونه،وشمسها التي يطمس طلوعها ماعداها من كواكب..وكلنا في الحقيقة بحاجة إلى نفس هذا الأديب العملاق حينما تسيخ أقلامنا في باطن النفس البشرية.
ثانيا:وهي نقطة الإثارة وبروز المعلم في ردكم الرصين الثمين ..وهي قضية المرأة العاشقة ..وهنا أكاد أتفق تماما مع طرحك في أن المرأة لاتختبر حب حبيبها لها إلا من خلال ضروب الإثارة المختلفة مهما كلفهما ذلك من عناء ..وقد أرجع أسباب ذلك إلى جبلة المرأة إذ تنعكس عليها طبيعة جبلة الرجل ،فالمرأة هنا محبة محبة تكتنفها الإثارة الإستفزازية للرجل والذي من شأنه الكد والتعب والتقديم والبدء بالمصارحة والتحمل في سبيل المناط ،بخلافها فهي الكائن الذي لايخلب الرجل إلا من خلال تدلله،واستدراره لحبه وقربه،ولا تكون المرأة امرأة حتى تأخذ من الرجل هذا الحق الألهي المكتوب عليه مناصفة مع شقيقته في الإنسانية..ولذا رأينا وعلى مر العصور أن المرأة لاتسقط إلا عندما تناوش الرجل وتنازعه وظيفته بل طبيعته.
وهنا هي ومع تمسكها الشديد بحبها له إلا أن حركة الجمال المتجددة في كينونتها لا ترضى بجمود المقابل ،فتعمل على إدراجه في محيط تلك الحركة حتى يصاب بدوامتها ودواخها فإذا به يرى تعبا هو راحتها الحقيقية ...
أخي الحبيب لا غنى لي عن نفسك الطيب الراقي ،دمت أخا حبيبا قريبا.