شاهدتُ مأساةَ محمد الدُّرة خَـلـْفَ أبيه والصهاينةُ يقتلونه مئات المرات بل
بعدد الطلقات والصرخات ...
صدقوني ... ما استطعتُ أن أشاهد الحدثَ مرةً أخرى أبدا ، وكلما أُعيدَ
مشهدُ الجريمةِ الشنعاء هذه ، كنت أُشِيحُ بوجهي عن شاشة التلفاز.. قبل أن
يُهْرَسَ قلبي هرسا مرة أخرى ، ولكن هيهات فمرة واحدة حفرت الصورة
في عقلي وقلبي وروحي حتى كانت الكلمات التالية رغم السؤال الذي يُلِحُ
علينا جميعا ( كم درة ضاعت وبسمة سلبت ودموع ودماء سقت أرضك
يا أقصى ! ؟ )
درةُ الأقصى
***********
كم درة ضيّعها
ظلمُ القرودِ للإنسان ِ
وفجّرَ دَمَا كسيلٍ
مُتلاطمٍ قد تحدَّر من بُركان ِ
نارٌ حَرَقَتْ قلوبَ الأيامى
وما مَسّت قلبَ القاتلِ السّجّان ِ
سَلبَ اللعينُ مِنّا
بل من ثرانا حُلمَ الأمان
يَعيثُ في الأرضِ مُعَرْبـِدا يطحنُ الثـَكالى
يُبيد الزهورَ في الوِجدان ِ
ويَقلعُ النورَ مِنْ عين ِ شَيخ ٍ
تَهاوتْ قدماه .. ثناه مَرُّ الزمان ِ
يا مَسْرَى خيرَ الأنبياءِ
أرى فيك نارا
ويَالَ ذُلي وعَاري
ما زلتُ في مَكاني
***********
ياأمةَ العُرْبِ أما
تحرَّكتْ فيكُمْ نَخوةُ المُعْتـَصِم ِ
ومحمدُ الدُّرةِ قد
هزَّ الدنيا من الرأس إلى القدم ِ
الدرة الذي مات آلاف المرات
جريحٌ وتسحقه أنيابُ العَدَم ِ
قد خان ذاك الجدارُ طفلا
وما حَمَاهُ
ومصيرُ مَنْ خانَ هَدمٌ .. زَوالٌ
وفـَيضُ حِمَم ِ
وكم هي الجدرانُ التي خانَتْ أمّتـَنا
حرمتنا العدلَ وأرْدَتنا في الظـُّلـَم ِ
سمِعنا ورأينا يا شهيدُ
لكنَّ أكرمَ من فينا أبخلُ من صـَنم ِ
وأعجَزَتنا الأطماعُ عن طلوعِ القمم ِ
ومصالحُنا
قتلت فينا معنى الشـَّمَم ِ
***********
آهٍ على آهٍ يافؤادَ أم ٍ
خَلاهُ حبيبُه والأملُ
وفي لحظةٍ أظلـَمتِ الدنيا
وتقطّعت السُبلُ
أمٌ ترى زوجَها على رُكبتيه
يَستنجدُ مِنْ ألم ٍ لا يُحْتملُ
قـَفـَزتْ
مِن عينيه المُقـَلُ
تتلفَّتُ .. تستغيثُ لاتدري ما العملُ
ودُرَّتُها بين يديه يصيح.. وقـَدْ
ضاعت منه الجُمَلُ
أرْهَق العَالمين
والرُّعبُ بين حناياه الحرى يَعتملُ
تكَالـَبَ عليه حديدٌ كافرٌ حقودٌ ثـَملُ
*****************
فهد العنزي