علينا ان نتعاطى الحزن كمادة حياتية عادية مثلها مثل اللباس والشراب والحب والفرح .. والنوم .
واذا وجدنا من يحزن او "يعلمنا الحزن" ان نعلمه الفرح .. فلا يمكن ان نكون قناة باتجاه واحد .. لان هذا ضد طبيعة الاشياء .. والصمت ليس الا دليل التفكير . والتفكير يقتضي ان نضع كل الامور في موضغها فالله تعالى من اسمائه العادل فكيف يمكنه ان يكون عادلا لو لم يخلق فرحا بقدر احزاننا؟ انه ميزان الكون وناموس الخلق ان يكون في الليل نهار في موقع اخر وفي الحزن فرح في موقع اخر ايضا .. وفي التربة بذرة دائما تنتظر التشقق اولا فالحياة ثانيا .. انها دورة ازلية وسيمفونية لا تنتهي في تعريف الفرح . من جاء أولا ؟ الحزن ام الفرح ؟ ومن يلغي الاخر ؟ الليل ام النهار ؟ وهل احدهما فعلا يلغي الاخر ام يتناوب معه على ذات المكان ؟ انه العدل الذي لا يعرف الجور .
النار تطفأ بالماء .. والدموع ماء نذرفه لنطفئ احزاننا .. ونغرس مكانها بذرة الفرح . هنالك دائما بذرة للفرح .. وهنالك دائما اعين تنتظر المطر .ونحن عندما نيأس نحكم سلفا على الغيمة بالعقم وعلى الحزن انه طفل غير شرعي .. بينما قد يكون اكثر اطفالنا شبها بنا .
علينا اذن ان نتعاطى الحزن .. دون ان نحزن .
تحيات معقدة .