لن أقف أمام بنائية النص ، وإنما أقف أمام ما نحن فيه .
بالله عليكم ، هل هناك إجابة لكل التساؤلات التي تطرح نفسها ، لتنتج هذا النص ، وتنتج الردود عليه وتنتج الحادث في فلسطين ، وتنتج الحادث في العراق ، وتنتج الحادث في كل صقع رفعت عليه راية الإسلام ؟
إننا يا سادة في مأزق تاريخي ، ولكي نحصي أصل من حكموا دولة الإسلام ـ أيام كانت له دولة ـ لوجدنا أن فيها الحكمة التي نتغافل عنها ، والتي أدت بنا إلى الحال التي نحن عليها من انهيار وتفكك وعنصرية فاشلة ، نعم عنصرية فاشلة أدت إلى إفشالنا أجيالاً متعاقبة ، منذ عاد كل منا ينتصر لأبيه الذي رحل بسيئاته وحسناته .
أيها السادة إن هزيمة أي حضارة لا تأتيها من الخارج ، لا تأتيها من الحاضر ، فالدار لا تنهدم إلا بهلاك أساسها وجذرها في الأرض ، وقد تركنا الخط النقي ، وأكلنا جذر شجرتنا التي مدت أفياءها في بقاع الأرض ليأتي الآخر ـ ومن هو الآخر ؟! ـ لينال منا .
أي عرب ، وأي بربر ، وأي كرد ، وأي ألبان ، وأي فرس ، وأي .... وأي ..... ؟ إن هلاكنا بأيدينا لا يمكن أن نسقطه على الآخر ، وإن صعودنا من البئر بأيدينا ، فلن تمر علينا سيارة ينتشلوننا ، والذئب بريء من دمائكم ، لأنكم تهلكون أنفسكم بأنفسكم .
الأستاذ الأديب والناقد : محمد الحامدي ، النص بني بمهارة كما نعهد نصوصك ، لكن الفكر استوقفني ، ليس لأنه فكرك ، وإنما لأننا تعبنا يا سيدي ، وأرهقنا تفتتًا وتشتتًا ، واستهلاكًأ لتاريخ بناه أهله ليبقى ، وجئنا نحن لنرفع ألوية صنعناها من تمزيق راية كانت واحدة ، والآن تفرقنا شيعًا ، والتاريخ سيعلن تبرأه مما نكابده لأنه عايش مجدنا يوم كنا حزمة متغايرة الأعواد لكن كل عود كان قناة فاتحة ، وها هو الآن يرى كل قناة تكسر أختها قهرًا وتعاليًا .
أيها السادة إن كان هناك قانون قومي ، أو عرقي ، أو أصولي ، أو فقهي ، فعلى ولاة الأمر تعطيل كل هذا لتبقى الكلمة العليا للدستور الديني دون عرقية لأننا لم نجن من العروبة أي نصر ، ولم نجن من الفارسية أي مجد ، ولم نجن من الكردية أي مجد ، ولم نجن من العرقية أي شيء ، ولم نجن من الفرعونية أي شيء ، وإنما ساد رجال انتموا إلى هذه الأصول على رجال كانوا رجالاً ، واليوم أين فينا الرجال ؟ !!!!
أستاذي الحامدي ،
تقبل التحية والاحترام
مأمون