اعتادت المرأة في مجتمعنا المثول بين يدي الرجل وكأنها مسخرة له أو لتكون نصفه الثاني
كنت قد كتبت في موضوع لي منذ فترة عن مضمون ذلك ورأيي في ذلك أن مجتمعنا هو الذي يساهم في مقبرة المرأة ومانراه الآن هو تمرد على الواقع القديم .
أنا لا أخالف الأعراف السماوية ولا العادات والموروثات في دور المرأة وطبيعتها وتكوينها وتهيئتها لتكون الأم والزوجة ، لكنني أرى خلال ذلك التاريخ الطويل ابتعاد أو اجحاف في حقوق المرأة .
أجد أن المرأة خلال عصورها لم تنعم بعصرها الذهبي إلا في عهد الرسول عليه السلام ، ثم عاد بها الزمن إلى العهد الجاهلي ولكن بطريقة تناسب العصر والبيئة التي تعيشها .
مجتمعاتنا الذكورية تعمل على تقديم الابن في الحقوق والاهتمام والتجاوز عن الخطأ وحرية الرأي
وتعده ليكون الآمر الناهي حتى وصل به الأمر إلى التنازل من قبله وبرغبته المحضة إلى تكليف المرأة القيام ببعض مهامه الخاصة من تسوق ولربما متابعة الأبناء حتى الذكور من خلال الهاتف في مدارسهم
بل وأخذهم للطبيب والكثير من الصور التي يغص بها مجتمعنا وأجد بعضهن سعيدات بالقدر الذي أعطاهن إياه الرجل لممارسة بعض الأعمال معتقدة أنها تجد ذاتها أو لتقوم بأمور تشعرها بوجودها .
فهل كرمت مجتمعاتنا المرأة أم قتلت أنوثتها وجعلتها منقادة لرغبات الرجل وطوع بنانه !
يقيني أنني لا أخرج عن الدين الإسلامي لأن حق المرأة جلي واضح فيه لكنهم سلبوها إياه تدريجيا ولم تعد لها حقوقها والقاريء للشريعة ولحقوق المرأة في الإسلام لايختلف معي في ذلك .
المؤلم أنهم أغفلوا روح المرأة وكيانها ومشاعرها وفكرها وجمدوها لتكون في قالب التبعية للرجل .
أجدني أتابع المرأة داخل الأسرة لأجدها مغلوبة على أمرها بين إخوتها ، يتم تدريبها على كلمتين
لايليق ( من العيب ) وحاضر ، ثم تتزوج لتوضع في تابوت للتحنيط مابقيت ، تسخر كما أوصتها والدتها في تلك الليلة وكأنها آخر وصية قبل الفصل الأخير لتودع آخر أمل يراودها بمستقبل مختلف .
تجد سعادتها في رضاه ، وحزنها في غضبه لاتفكر إلا من خلاله تعتقد أنه يكفيها قوت يومها ويغدق عليها من حسناته لتشعر أن ذاك هو هبة الطبيعة لها فتقر عينها لتردد أنه رجل لايبخل بشيء ، يكفيني ما أريد
وعليها أن ترد الجميل بتلك التبعية .
أين عقلها أين روحها !
هل تنتهي الحياة بين كفي ذاك الرجل حين الرضا والسخط !
أين كينونتها وأين منها رجل يشعر أنها الروح التي يتنفسها وليست منفذة لرغباته التي يريد !
أرى اليوم انقلابا وتمردا جاء عكس الواقع الذي نريد ، هناك تمرد وتحرر وهذا ناتج عن الأغلال التي قُيدت بها المرأة دهرا ليكون التمرد والوقوع في الخطأ !
فهل المرأة ناقصة عقل ودين لتقبل الضرر إما بتبعية وصمت نهايته القبر ونهاية الوجود وموت الأحلام !
أومتحررة متمردة لاتعترف بواجباتها ولاتدرك حقيقة دورها في الوجود .
من السبب ؟ ومن نعاقب ..
لربما يحتاج الرجل والمرأة إعادة تصحيح لواقع اشتركا في ولادته فجاء الابن عاقا .
أيها الرجل رفقا بالقوارير ..
أيتها المرأة أنت خير نساء الدنيا فلا تكوني غير ذلك .
محبتي للجميع .