دموع الأقحوان
روحي تسافر بي إليك
حيث الجحيم تشدّني نحو الجنان
حيث السكون السلسليّ
يشوبه صخب الحروف
أو ضجّة الصوت الذي
أحيا مماتا ً في دمي
فوأدتُ قهقهة الطفولة تحت أحلام الثرى
و أصابني داء ٌ يقال له الغرام
و بدأت عمري من جديد
* * * * * * *
يا من توهّم أنني أسلو الروايات القديمة
أسلو كلاما ً قاله في معبد الآهات شعرا
أسلو القصائد و الأهازيج الشقية
يا آسي الجرح التليد
يا من تخال تمنّعي جورا ً عليك
يا لغزيَ الأزلي أنبئ مهجتي
أنبئ لعلّ حروفي العمياء تهوي
خلف ابتهالات المساء
حيث الشموس تطلّ من عمق الدجى في مقلتيك
حيث ابتسامتك الوقورة
حيث الأفول العسجدي
يا من يخالف موعدي
يا من يدوس على رفات ٍ
نادت عليه بصوتها المبحوح
مرّة
مرّتين
و تصيح قهرا ً كلّما مرّت على جدثي خطاه
أوليس يبلغك النداء
يا عالمي
يا عالمي
يا عالمي
ويح الأنامل كيف زلّت و اصطفتك على الجميع
ويح الرسائل كيف أرغمَت الفؤاد بأن يبوح
باعت حيائي للهوى
و شرَعتُ أصتنع السكوت
لكي أصون الكبرياء
يا ذا المحيّا الأبّهي
خارت قواي و حلّ في جوفي شتاء
و أنت تدري ما أعاني في الشتاء
من غصة المرّ اللذيذ
ران القتام على جناني
و الله لم تعرف عيوني الحزن إلا
حين لاح لها هواك
أسرَتك كالدمع الخجول
و غدا البكاء لها حرام
فارحم أنين الخافق المنكوب جزعا ً من نواك
ما زالت الذكرى تمور بأضلعي
كيف اجتمعنا في الحياة
و كيف فرّقنا النصيب
* * * * * * *